الرسائل البريدية بصيص أمل نادر للأسر الروهينغية

Sait Banu sits at her bamboo shelter with her children at a Rohingya refugee camp in Cox's Bazar, Bangladesh, holding a letter she received from her husband imprisoned in Myanmar, June 28, 2018. Picture taken June 28, 2018. REUTERS/Zeba Siddiqui
اللاجئة الروهينغية سايت بانو بتلهف تقرأ رسالة من زوجها القابع في أحد سجون ميانمار (رويترز)

داخل مأوى من أعواد الخيزران على الساحل الشرقي لبنغلاديش، أمسكت سايت بانو ورقة مهترئة أرسلها زوجها يقول فيها "إذا وجدت شخصا مناسبا لابنتنا أونا جامين فيمكنك ترتيب زواجها"، مطمئنا إياها بأنه "لا مشاكل في السجن".

جاءت الرسالة من سجن يبعد مئات الأميال في ولاية راخين (أراكان) بميانمار، وهي أول ما حمل أخبارا إلى سايت بانو عن زوجها منذ اعتقاله خلال حملة للجيش في أغسطس/آب الماضي، أجبرت أكثر من سبعمئة ألف من الروهينغا المسلمين على الفرار إلى بنغلاديش، بينهم سايت بانو وأطفالها التسعة.

وقال ناجون وجماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن العنف الذي استمر عدة أسابيع ووصفته الأمم المتحدة بأنه "تطهير عرقي"، تضمن قيام الجنود بعمليات قتل واغتصاب واعتقال لآلاف من الروهينغا.

ومع تدمير قرى بأكملها وسقوط قتلى يُعتقد أنهم بالآلاف، يقول عاملون بالصليب الأحمر إن كثيرا من القابعين في سجون ميانمار يتمنون معرفة ما إذا كانت أسرهم تمكنت من بلوغ برّ الأمان في مخيمات اللاجئين ببنغلاديش. بينما قال آخرون على الجانب الآخر من الحدود لا يستطيعون العودة إنهم يتوقون بنفس القدر لمعرفة ما إذا كان ذووهم قد نجوا.

ويقول لاجئون إن قصاصات ورق تنقلها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بين سجون ميانمار ومخيمات اللاجئين، تمثل بصيص أمل نادر للأسر التي فرق أفرادها العنف مما أدى إلى أكبر وأسرع تدفق للاجئين في المنطقة خلال السنوات العشرين الماضية.

ووفق الصليب الأحمر فإن أكثر من 1600 رسالة جمعت من مخيمات بنغلاديش منذ أغسطس/آب، وتم تسليم نحو 160 منها إلى سجناء في راخين وأُرسلت الردود إلى بنغلاديش.

وكثيرا ما تكون الرسائل أول دليل على أن مرسلها حي، كما تنقل القليل من أخبار الأسر. وتقول إحدى الرسائل القادمة من سجن بميانمار "أنا سجين منذ ثلاث سنوات، أرجوكم لا تقلقوا بشأني".

وتقول أخرى مُرسلة من مخيمات في بنغلاديش "نفتقدك كثيرا ودائما وأعلم أنك تفتقدنا أيضا".

وقال سجين من الروهينغا في ميانمار في رسالة أرسلها في فبراير/شباط ووصلت إلى زوجته في مخيمات بنغلاديش، "رجاء أرسلي صورة للجميع. سيسعدني جدا أن أراكم جميعا. وأبلغيني بأخبار الأطفال". 

المصدر : رويترز