نشطاء يتهمون الصليب الأحمر بالتواطؤ ويغلقون مقره برام الله

نشطاء يغلقون مقر الصليب الأحمر احتجاجا على تدهور أوضاع الأسرى في السجون الاسرائيلية
النشطاء يحتجون على تدهور أوضاع الأسرى في السجون الاسرائيلية (الجزيرة)

ميرفت صادق-رام الله

لم تتمكن مارلين زوجة الصحفي الفلسطيني الأسير عمر نزال وابنتاه من زيارته بسجن عوفر الإسرائيلي منذ شهرين بسبب منع الاحتلال زيارته، وجاءت صباح الأربعاء لمشاركة نشطاء فلسطينيين في إغلاق مقر الصليب الأحمر برام الله والاحتجاج على "ضعف دوره" في مساندة الأسرى وعائلاتهم.

وقالت نزال إن زوجها معاقب بحرمانه من زيارة عائلته بسبب انضمامه للإضراب عن الطعام ضد الاعتقال الإداري، وهو ما واجهه الاحتلال أيضا بتجديد اعتقاله الإداري لثلاثة أشهر جديدة.

وقالت زوجته إنه أمضى 18 يوما في الإضراب عن الطعام ولم تتمكن عائلته من معرفة حالته الصحية، ولم يبلغها الصليب الأحمر بأي تطورات عنها.

وأغلق عشرات النشطاء المتضامنين مع الأسرى صباح الأربعاء مقر الصليب الأحمر في مدينة البيرة قرب رام الله، وعلقوا على أبوابه يافطات تدعوه إلى وقف ما وصف "بالتواطؤ" مع سياسات الاحتلال.

وجاء هذا الاحتجاج بعد يومين من إغلاقهم مقر الأمم المتحدة في المدينة احتجاجا على إهمال الأسرى المضربين عن الطعام.

ويضرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي خمسة أسرى فلسطينيين ضد الاعتقال الإداري أقدمهم بلال كايد منذ منتصف حزيران/يونيو الماضي، والشقيقان محمد ومحمود البلبول منذ ما يزيد عن خمسين يوما، والأسيران عياد الهريمي ومالك القاضي منذ أربعين يوما، إلى جانب الأسير وليد مسالمة المضرب منذ 38 يوما احتجاجا على عزله.

وقالت الناشطة صمود سعدات إن الاحتجاج على الصليب الأحمر بسبب تقصيره حيال ما تعرض له الأسرى في سجون الاحتلال من انتهاكات وعقوبات وحرمان من الزيارة، وكذلك لإهماله في متابعة الأوضاع المتدهورة للأسرى المضربين وعلى رأسهم بلال كايد.

وقالت سعدات إنه منذ بداية إضراب كايد وانضمام عشرات الأسرى للإضراب لمساندته "لم يقدم الصليب الأحمر سوى الزيارات والمراقبة من بعيد".

نشطاء يحتجون على دور الصليب الأحمر وينتقدون إغلاق مقره في وجه المتضامنين بمدينة القدس (الجزيرة)
نشطاء يحتجون على دور الصليب الأحمر وينتقدون إغلاق مقره في وجه المتضامنين بمدينة القدس (الجزيرة)

الاستعانة بالاحتلال
وذكرت سعدات أن إغلاق الصليب الأحمر في رام الله يأتي أيضا ردا على سلوك بعثته بمنع الاعتصام والتظاهر داخل مقره في مدينة القدس والاستعانة بقوات الاحتلال لوقف ذلك قبل أسبوع.

وقالت إن الصليب منذ بداية وجوده في الأراضي المحتلة اكتفى بدور تنسيقي بين الاحتلال والفلسطينيين، بينما المطلوب هو المراقبة والمحاسبة على ما تقوم به دولة الاحتلال من انتهاك للقانون الدولي الإنساني.

أما الناشط يحيى ناجي فقال إن على الصليب الأحمر متابعة الحالات الإنسانية وخروق حقوق الإنسان، خاصة في قضايا الأسرى ومصادرة الأراضي واحتجاز جثامين الشهداء، لكن المؤسسة الدولية تلتزم الحياد والسرية حيال كل هذه الخروق. وقال "نغلق الصليب اليوم لنقول له: قم بدورك أو ارحل".

وكان محامي هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين طارق برغوث قالت الثلاثاء إن الأطباء الإسرائيليين في مستشفى "أساف هاروفيه" الإسرائيلي حذروا من إصابة الأسير محمود البلبول، المضرب عن الطعام منذ 52 يوما، بالشلل إذا لم يتناول المدعمات خلال أسبوع.

كما حذر رئيس الهيئة عيسى قراقع من تعرض الأسير بلال كايد للموت المفاجئ بسبب طول فترة إضرابه ورفض الاحتلال الإفراج عنه.

وفي مدينة غزة نظمت جمعية واعد للأسرى وقفة احتجاج شارك فيها عشرات النشطاء أمام مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان للتنديد بما وصفوه صمت المؤسسات الدولية تجاه معاناة الأسير بلال كايد.

المصدر : الجزيرة