أسيرة محررة تنقل معاناة الأسيرات الفلسطينيات

إسرائيل أعادت بشرى الطويل لقضاء ما تبقى من حكمها قبل تحررها في صفقة شاليط
إسرائيل أعادت بشرى الطويل لقضاء ما تبقى من محكوميتها قبل تحررها بصفقة شاليط (الجزيرة نت)

                                                                              ميرفت صادق-البيرة

رسمت الأسيرة الفلسطينية المحررة بشرى الطويل صورة قاتمة عن وضع الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد قضائها أكثر من عشرة شهور في سجن هشارون العسكري، والإفراج عنها عصر الأحد.

وقالت بشرى (21 عاما) إن الأسيرات يعانين من الأمراض دون تلقي العلاج المناسب ومن بينهن الأسيرة علياء العباسي (54 عاما) من القدس، والأسيرة المريضة منى السايح من نابلس التي اعتقلت مع زوجها المصاب بالسرطان قبل نحو شهرين.

وقد أفرج عنها على حاجز جبارة العسكري قرب مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية بعد اعتقال دام عشرة شهور ونصف الشهر، هي المدة التي قررت سلطات الاحتلال إعادتها لقضائها من حكمها السابق قبل تحريرها في صفقة الجندي جلعاد شاليط نهاية عام 2011.

واعتقلت بشرى، وهي طالبة إعلام، في الثاني من يوليو/تموز 2014 ضمن حملة اعتقالات واسعة شنها الاحتلال في أعقاب اختفاء ثلاثة مستوطنين بمنطقة الخليل جنوب الضفة، ثم العثور عليهم مقتولين لاحقا.

وقد قالت للجزيرة نت إنها قيدت فور اعتقالها من منزلها بمدينة البيرة وسط الضفة وألقيت لساعات في مركبة عسكرية ثم أخضعت للتحقيق لمدة قصيرة في سجن عوفر غربي رام الله، قبل أن تنقل إلى سجن هشارون العسكري المخصص للأسيرات الفلسطينيات. وقد منعت من لقاء والدها المعتقل بسجن مجدو، رغم أن القانون الإسرائيلي يتيح ذلك.

وبعد سبعة شهور على اعتقال بشرى، قررت محكمة عسكرية إسرائيلية إعادتها لقضاء حكمها السابق قبل تحريرها في صفقة شاليط، حيث كانت قضت خمسة أشهر من حكم سابق بالحبس 18 شهرا بتهمة النشاط في حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

undefined

لا أدلة
وقالت بشرى إنها صدمت من إعادتها لقضاء ما تبقى من حكمها مع أن القاضي بالمحكمة الإسرائيلية لم يملك أية إدانة لها عندما طلبت المحامية الإفراج عنها، واكتفى بأنها من ضمن المفرج عنهم بصفقة التبادل. وأضافت "كان اعتقالي انتقاما من محرري الصفقة فقط".

وكان جيش الاحتلال شن في يونيو/حزيران من العام الماضي حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من سبعين فلسطينيا حرروا في صفقة التبادل التي أبرمتها حماس في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، وتحرر فيها أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل شاليط.

ووفق المصادر الرسمية، فقد أعاد الاحتلال نحو ثلاثين من هؤلاء المعتقلين لقضاء ما تبقى من أحكامهم السابقة، ومعظمهم كانوا يواجهون الحكم بالسجن المؤبد، وآخرهم الأسير المقدسي سامر العيساوي.

وما زالت إسرائيل تعتقل أسيرتين ممن حررن بصفقة تبادل الأسرى مقابل شاليط، هما هنية ناصر من رام الله والتي أعيدت لقضاء ما تبقى من حكمها السابق البالغ 27 شهرا قضت منها ثمانية شهور. وكذلك الأسيرة منى قعدان التي حكم الاحتلال عليها بالسجن سبعين شهرا بتهمة النشاط في حركة الجهاد الإسلامي.

وقالت بشرى إن كافة الأسرى يترقبون أية مستجدات عن صفقة تبادل جديدة بعد أسر المقاومة الفلسطينية جنديين إسرائيليين غير معروف مصيرهما بالعدوان الأخير على قطاع غزة.

ويقبع في سجون الاحتلال أكثر من خمسة آلاف أسير فلسطيني بينهم 23 أسيرة. وعوقبت خمس منهن بالعزل الانفرادي ومنع زيارة عائلاتهن قبل أيام، وهن نهيل أبو عيشة وإحسان دبابسة وهنية ناصر وشيرين العيساوي وياسمين شعبان، بعد مشاحنات مع السجانات الإسرائيليات.

وتناشد الأسيرات -وفق بشرى- الجميع بالعمل للإفراج عنهن، وعلى رأسهن لينا الجربوني المحكومة بـ17 عاما وتعاني مشاكل صحية مختلفة.

وبشرى، الناشطة الإعلامية بقضية الأسرى، هي ابنة القيادي بحركة حماس جمال الطويل المعتقل بالسجون الإسرائيلية منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2013.

المصدر : الجزيرة