الحروب تحيي أمراضا من سباتها

بعد حملة التطعيم الأولى لمرض شلل الأطفال بسوريا، ظهرت حالات إصابة جديدة بريف دير الزور مما دفع منظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى للتجهيز لحملة ضخمة تشمل المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وخاصة ريف دير الزور.تقرير: أحمد عساف تاريخ البث: 04/01/2014
الحروب تؤدي إلى إيقاف برامج التطعيم (الجزيرة)

بعد أن كان جزءا من التاريخ الطبي وتم القضاء عليه في معظم مناطق العالم خلال السنوات الأخيرة، عاد مرض شلل الأطفال ليفتك بعشرات الأطفال في سوريا، ولكن لماذا عاد هذا المرض وغيره من الأمراض؟

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الثلاثاء أن مرض شلل الأطفال في سوريا تسبب في إصابة 177 طفلا على الأقل بالشلل منذ مارس/آذار الماضي، واصفة الوضع بأنه خطير للغاية.

وتأكدت 15 حالة إضافية من الإصابة بالمرض منذ إعلان منظمة الصحة العالمية لأول مرة قبل أقل من أسبوعين أن سوريا تعاني من أول انتشار للمرض منذ 2014.

وأيضا في سوريا تم تسجيل إصابات بداء الليشمانيات، وهو مرض ينتقل عن طريق حشرات الفواصد (ذبابة الرمل)، وتسبب مضاعفات تتراوح بين الندوب الجلدية والموت.

أما في اليمن، فأعلنت منظمة الصحة العالمية ارتفاع عدد الوفيات جراء انتشار وباء الكوليرا إلى 1146 منذ أواخر أبريل/نيسان الماضي.

ما هذه الأمراض؟
شلل الأطفال مرض فيروسي معدٍ، ويمكن أن يؤثر على أعصاب المريض ويقود إلى إصابته بالشلل أو الموت، وانحسرت الإصابات بالمرض عالميا بفضل التطعيم، لكنه ما زال موجودا في دول مثل أفغانستان وباكستان والهند ونيجيريا.

وفيروس شلل الأطفال شديد العدوى، وينتقل من شخص إلى آخر بعدة طرق؛ تشمل التواصل المباشر بين شخص مصاب وآخر سليم، وعبر المخاط والبلغم من الفم والأنف، وعن طريق البراز الملوث، إضافة إلى الطعام والماء الملوثين بالفيروس.

أما الكوليرا فهي عدوى حادة تسبب الإسهال، قادرة على أن تودي بحياة المُصاب بها في غضون ساعات إن تُرِكت دون علاج، وتنجم عن تناول الأطعمة أو المياه الملوّثة ببكتيريا الكوليرا، وتستغرق بين 12 ساعة وخمسة أيام لكي تظهر أعراضها على الشخص عقب تناول أطعمة ملوثة أو شرب مياه ملوثة.

أما داء الليشمانيات فمرض تسببه طفيليات من جنس الليشمانيا، وهي كائنات أولية تنتقل عن طريق ذبابة الرمل، وتتطفل طفيليات الليشمانيا على الفقاريات كالبشر، وتأخذ ثلاثة أشكال من المرض: الليشمانيا الجلدية، والجلدية المخاطية، والحشوية، الذي يعد أكثرها خطورة.

undefined

وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد الإصابات السنوية بالليشمانيا بنحو 1.3 مليون، والوفيات بما بين عشرين ألفا وثلاثين ألفا.

وتشكل الحروب -وما يرافقها- عاملا أساسيا في عودة هذه الأمراض، وذلك عبر التالي:

  • الحروب تؤدي إلى انهيار نظام النظافة العامة مما يؤدي إلى انتشار الحشرات والقاذورات.
  • الحروب تؤدي إلى تدمير المرافق الصحية مما يقود لإيقاف برامج التطعيم (للأمراض التي لها تطعيم).
  • الحروب تقود لضرر ودمار المنشآت الصحية التي لا تستطيع استيعاب وعلاج المرضى، وتفاقم نقص الأدوية، وتؤدي إلى نقص الكادر الطبي إما بسبب الهجرة أو الاستهداف والقتل.
  • الحصار، فمثلا بخصوص حالات شلل الأطفال الأخيرة في سوريا فقد سجلت جميعها -باستثناء واحدة -في منطقة الميادين في محافظة دير الزور التي يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على معظم مناطقها، حيث يتسبب حصار عاصمتها في تقييد الحصول على السلع والخدمات الأساسية لفئات من السكان.
  • سوء التغذية والمجاعات اللذان يرافقان الحروب يجعلان أجسام السكان أضعف وأقل قدرة على مقاومة الأمراض.
  • الاكتظاظ، فمثلا تجتذب المناطق المكتظة ذبابة الرمل لأنها توفر لها بيئة غنية بالضحايا للتغذية على دمائهم.
  • سوء التغذية يزيد احتمالية تطور الليشمانيات إلى النوع الحشوي الذي قد يكون مميتا.
  • الهجرة، إذ تؤدي إلى انتقال الناس لمناطق توجد فيها الأمراض، أو انتقال أناس يحملون الأمراض.
  • قصور توفير إمدادات المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي.
المصدر : الجزيرة + الفرنسية + مواقع إلكترونية