التطعيم

FILE - In this June 23, 1974 file photo a small Indian child displays the result of smallpox at Hakegora village in India. Smallpox, one of the world's deadliest diseases, eradicated three decades ago, is kept alive under tight security today in the United States and Russia. Many other countries say the world would be safer if those stockpiles of the virus were destroyed and now for the fifth time, at a World Health Organization meeting on May 16, 2011, they will push again for the virus' destruction but it seems their efforts will be futile as U.S. and Russian government officials say it is essential they keep some smallpox alive in case a future biological threat demands more tests with the virus.
صورة تعود إلى عام 1974 لطفلة مصابة بالجدري في الهند (أسوشيتد برس)

مستحضَر يُعطَى للشخص لتكوين مناعة في جسمه ضد مرض معين، ويتكون من جراثيم المرض التي تم قتلها أو إضعافها، وعند دخولها الجسم فإنها تحفز جهاز المناعة على تكوين أجسام مضادة لمرض معين وذاكرة مناعية، بحيث يتذكر جهاز المناعة الميكروب المُمْرِض فيقوم بمهاجمته والقضاء عليه فورا عندما يدخل الجسم في المرة اللاحقة. 

يحمي جهاز المناعة في الإنسان الجسم من الميكروبات والجراثيم والفيروسات والأجسام الغريبة، بآلية تمكنه من التعرف عليها بوصفها جسما دخيلا، ويتبع ذلك قتلها والقضاء عليها.

يعتمد جهاز المناعة في عمله على التمييز بين خلايا الجسم الذاتية، والخلايا والميكروبات الخارجية التي يتعرف عليها فيعتبرها أجساما غريبة، ثم يبدأ إنتاج أجسام مضادة لها لتقوم بمهاجمتها والقضاء عليها. ويوجد لكل فيروس أو جرثومة جسم مضاد يختلف عن الآخر، فالأجسام المضادة لفيروس شلل الأطفال مثلا لا تهاجم الفيروس المسؤول عن الجدري.

لا ينحصر عمل جهاز المناعة في صناعة الأجسام المضادة، بل يقوم بتذكر المسبِّب بطريقة تشبه عمل الذاكرة، فإذا تعرض الجسم للميكروب مرة أخرى فإنه يقوم بإنتاج الأجسام المضادة بسرعة للتعامل مع المرض في بدايته، قبل استفحاله أو تسببه في أضرار دائمة كالشلل أو العمى أو الموت.

يعني هذا أنه يجب أن يتعرض الجسم لمسبِّب مرض معين حتى يطور جهاز المناعة أجساما مضادة له ويمتلك الشخص مناعة ضد هذا المرض.

عاهة دائمة أو الموت
في السابق، كان تعرض الجسم لكثير من الميكروبات يؤدي إلى تطور المرض بسرعة واستفحاله مما يسبب أضرارا دائمة كالعمى أو وفاة الشخص قبل أن يتمكن الجسم من القضاء على الميكروب، ويعني ذلك أن المصاب لم تكن لديه فرصة في البقاء على قيد الحياة وتطوير مناعة للميكروب. فالمرض الأول هو الأخير. أما إن عاش الشخص فإنه يعيش بعاهة ترافقه طوال العمر.undefined

يحل التطعيم هذه المشكلة، فهو يحتوي على جراثيم أو فيروسات أضعِفت بحيث لم تعد خطيرة على الجسم، ولكنها قادرة في نفس الوقت على تحفيز جهاز المناعة وجعله يصنع أجساما مضادة لها. مما يعطي الجسم مناعة من الميكروب، فإذا ما تعرض للميكروب الحقيقي فإنه يكون مستعدا وجاهزا للقضاء عليه من اللحظة الأولى.

لا يشفي التطعيم الشخص المصاب بمرض وليس علاجا، بل هو وسيلة للوقاية من المرض قبل حدوثه. وهو يعد أحد أهم الاكتشافات الطبية حيث أنقذ حياة الملايين من البشر، وبه تغلبت البشرية على أمراض الخانوق والحصبة والنكاف وشلل الأطفال والجدري.

يعمل التطعيم للحماية على ثلاثة صعد: الأول شخصي، فهو يحمي الطفل أو الشخص من الإصابة بالمرض. والثاني مجتمعي، فالطفل الذي تلقى التطعيم سيكبر ويكون بصحة جيدة ويصبح عضوا فاعلا في المجتمع لا مصدرا للعدوى أو المرض. كما أن عدم التطعيم سيعرض صحة أفراد المجتمع للخطر.

أما الصعيد الثالث فهو وبائي، إذ يعمل التطعيم على جعل مسببات الأمراض في أدنى حد من الانتشار، وقد مكن التطعيم البشرية من القضاء على داء الجدري عام 1979. والجدري مرض فيروسي قتل في القرن العشرين قرابة نصف مليار إنسان، أما الذين قدرت لهم النجاة فقد عاشوا بتشوهات دائمة مثل العمى. وندين للتطعيم بالقضاء على هذا المرض وإنقاذ حياة مئات الملايين.

ويسعى العلماء لتطوير تطعيمات للعديد من الأمراض كالملاريا ومتلازمة نقص المناعة المكتسب "الإيدزوالإنفلونزا. اسأل طبيبك عن التطعيمات التي تحتاج إليها أنت وأفراد عائلتك والتزم بإرشاداته.

المصدر : الجزيرة