الجويني: الإضرار بالطبقة المتوسطة ينذر بمخاطر سياسية

الدكتور/ نزار الجويني رئيس السياسات العامة بمعهد الدوحة للدراسات العليا بقطر
رئيس قسم السياسات العامة في معهد الدوحة للدراسات العليا نزار الجويني (الجزيرة)

محمد أفزاز-الدوحة

حذر رئيس قسم السياسات العامة في معهد الدوحة للدراسات العليا نزار الجويني من مواصلة الضغط على الطبقة المتوسطة بالمنطقة العربية تجنبا لأي مخاطر سياسية.

وقال إن السياسة الضريبية في الوقت الحالي تضر بهذه الطبقة أكثر من أي طبقة أخرى. وأضاف أنه عندما تمس الطبقة الوسطى فإن ذلك سيكون عاملا لخروج الناس إلى الشارع وظهور الثورات.

وشدد الجويني في حوار مع الجزيرة نت على حاجة البلدان العربية إلى حكومات تبني للمستقبل من الآن في التعليم والصحة والعمران.

وشدد على أولوية الاستثمار في قطاع التعليم ومواجهة ظاهرة الهدر المدرسي، واعتبر أن هذا المسعى كفيل بخلق طبقة عاملة ذات أجور قوية تسهم في تنشيط الاستهلاك ودعم مستوى تحصيل الضرائب وجذب الاستثمارات.

وأرجع أسباب ارتفاع الأسعار في البلدان العربية إلى أربعة عوامل أساسية ويتعلق الأمر بضعف الحكومات في التحكم بالأسواق ومسالك التوزيع، وتدهور العملات المحلية، وفرض ضرائب جديدة، والكلفة الكبيرة لتمويل عجز الموازنات بالإضافة إلى ضعف سياسة البنوك المركزية باستهداف معدلات التضخم.

ودعا الحكومات إلى أن تكون جاهزة بمقترحات واضحة ومدروسة ومعلومة الأثر لمواجهة خيارات صندوق النقد الدولي في حال رغبت بالحصول على تمويلات منه.

وقال إذا جاء الصندوق ولم يجد شيئا فإنه سيقترح على الحكومات وصفات جاهزة وحلولا قد لا تراعي ظروف البلد وقد تكون أكثر كلفة، وفق تعبيره.

وطالب بضرورة إنشاء مؤسسات لتقييم نجاعة السياسات الحكومية لتجنب الوقوع في تكرار تجارب لم تكن ذات جدوى، وقال بدون التقييم سنذهب للمجهول وبدون بوصلة، وهذا في الحقيقة يضر بالوضع الاقتصادي.

كما طالب بضرورة توجيه الدعم الحكومي إلى مستحقيه وليس لكل الطبقات حتى لا يكون هناك هدر للمال العام، في حين يتم توجيه النفقات الأخرى إلى الاستثمار وتطوير الخدمات.

المصدر : الجزيرة