شركات ألمانيا تتحالف لاستثمار اللاجئين العمال

وزير الأقتصاد الألماني زاغمار غابرييل مع ممثلي الشركات الصناعية والتجارية الألمانية المشاركة بتدشين شبكة إدماج اللاجئين بسوق العمل
جانب من حفل تدشين الشبكة الجديدة (الجزيرة)

خالد شمت-برلين

دشنت وزارة الاقتصاد وغرفة التجارة والصناعة في ألمانيا شبكة مشتركة لمساعدة الشركات والمصانع وورش الحرفيين على إدماج اللاجئين بسوق العمل في البلاد.

وحملت الشبكة الألمانية الجديدة اسم "شركات من أجل اندماج اللاجئين" وتشارك فيها 330 شركة صناعية وتجارية من مستويات مختلفة، من بينها عشرون شركة كبيرة، منها هيئة السكك الحديدية الألمانية "دويتشه بان" وشركة الطاقة العملاقة "آر دبليو إي".

وأعلن وزير الاقتصاد الألماني زاغمار غابرييل خلال حفل التدشين الذي جرى الأربعاء بوزارته في برلين عن دعم الوزارة للشبكة بمبلغ 2.8 مليون يورو (3.1 ملايين دولار)، وقال إن العمل يمثل ثالث أهم ركيزة مطلوبة -بعد التدريب اللغوي وتوفير مساكن بأسعار رخيصة- لإنجاح اندماج اللاجئين ليبدؤوا ببناء مستقبلهم وإفادة مجتمعهم الجديد، حسب تعبيره.

نقص هائل
وتزامن الإعلان عن هذه الشبكة مع كشف إحصائية رسمية عن وجود نقص هائل بالأيدي العاملة في السوق الألمانية، خاصة بقطاع الخدمات. وذكرت إحصائية وكالة العمل الاتحادية الألمانية أن يناير/كانون الثاني الماضي وحده شهد الإعلان عن أكثر من 581 ألف فرصة عمل شاغرة بزيادة نحو مئة ألف فرصة مقارنة بنفس الشهر من عام 2015.

وتقدم شبكة "شركات من أجل اندماج اللاجئين" عبر موقعها الإلكتروني نصائح قانونية بشأن مجالات التدريب المهني المتاحة للاجئين. 

نحو نصف عدد اللاجئين الذين وصلوا تحت سن 25 عاما (الجزيرة)
نحو نصف عدد اللاجئين الذين وصلوا تحت سن 25 عاما (الجزيرة)

وقد واكب إطلاق الشبكة تعديلات تشريعية تمنح اللاجئ حق الحصول على تصريح عمل بعد ثلاثة أشهر من وصوله مهما كان نوع الإقامة الممنوحة له، كما أفسحت هذه التعديلات المجال للاجئين الذين تتراوح أعمارهم بين 21 عاما و25 عاما للحصول على فرص التدريب بدلا من قيود سابقة.

ولفت إيريك شفارتسر رئيس غرفة التجارة والصناعة الألمانية صاحبة مبادرة تأسيس الشبكة إلى أن 50% من أكثر من مليون لاجئ وصلوا إلى ألمانيا العام الماضي تقع أعمارهم تحت 25 عاما، وخلص إلى أن نجاح اندماج اللاجئين في سوق العمل بالبلاد يحتاج لفترة تتراوح بين خمس وعشر سنوات.

واعتبر رئيس هيئة السكك الحديدية الألمانية رودغر غروبي في كلمته بحفل التدشين أن الإعلان عن الشبكة جاء في وقته المناسب ليقدم المشاركون فيها قدوة للشركات الأخرى بدعم اندماج اللاجئين بسوق العمل، ونوه إلى أن دويتشه بان تضم عاملين ينتمون لجنسيات مئة دولة "يعكسون جمال التعدد في القوى العاملة بالهيئة".

وتحدث غروبي للجزيرة نت عن تأسيس دويتشه بان وقفية لرعاية التلاميذ اللاجئين من خلال برامج دراسية وتأسيس فصول للترحيب بهم بالمدارس الألمانية، وتنفيذ فعاليات قراءة موجهة لهم.

وأشار إلى إطلاق الهيئة برنامجين، مدة الأول عشر سنوات ويخصص للاجئين بين 15 وعشرين عاما ممن لم يحصلوا على قدر مناسب من التعليم، ويهدف لتعليمهم اللغة الألمانية وإعدادهم لسوق العمل، وأوضح أن البرنامج الثاني يركز على إكساب خبرات ميكانيكية وتقنية خفيفة للاجئين أصحاب الأسر الذين تجاوزوا 35 عاما.

مطالب للشركات
وقال تيو باوم شتارك -وهو صاحب شركة للتقنيات الطبية في فيسبادن- للجزيرة نت إن شركته تساهم من خلال الشبكة الجديدة بتنظيم دورات لتعليم اللغة وتقديم فرص عمل بدأتها بعشرين لاجئا وتعتزم التوسع فيها تدريجيا.

وفي نفس السياق، ذكرت رئيسة قسم الأفراد بشركة لصناعة المعدات الميكانيكية كريتسانا غرون فالد للجزيرة نت إن شركتها ركزت على دعم اندماج اللاجئين بسوق العمل من خلال مشروعات تأهيلية تشمل دورات اللغة ورعاية الأطفال ونشاطات اجتماعية مختلفة.

ولطالما اشتكت العديد من الشركات وورش الحرفيين في ألمانيا من عدم استقرار أوضاع الإقامة للاجئين المتدربين فيها، إذ إن بعضهم قد لا يتمكنون من العمل بعد إتمام تدريبهم، وبعضهم قد يعودون إلى بلادهم من دون إكمال التدريب.

وقال وزير الاقتصاد الألماني إن الحكومة تضمن حاليا لكل لاجئ يبدأ تدريبا مهنيا أن يتمكن من إتمامه، وأن يحصل بعد ذلك على إقامة عمل لسنتين بغض النظر عن قبول لجوئه أو رفضه. ولفت غابرييل إلى أن هذا الضمان سيتيح لهذه الفئة من اللاجئين البقاء بألمانيا مدة أطول.

المصدر : الجزيرة