اشتباكات في عدن والحكومة تدعو لإنقاذها من انقلاب

شهدت مدينة عدن جنوبي اليمن اشتباكات ضارية بين قوات حماية الرئاسة والقوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات، ووصفت الحكومة اليمنية ما يجري بأنه "انقلاب" سيخدم المشروع الحوثي الإيراني، حسب قولها.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن 15 شخصا على الأقل قتلوا في الاشتباكات وأصيب العشرات، في حين قالت وكالة رويترز إن عشرة على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من ثمانين آخرين، وأوضحت أن القتلى هم تسعة مقاتلين وامرأة مدنية.

وفي خضم تلك الأحداث عقدت الحكومة اليمنية اجتماعا طارئا في عدن قالت فيه إن "الأعمال التخريبية التي بدأت صباح الأحد من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي استهدفت الشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي". وأضافت أن مطلب إسقاط هادي يستهدف إسقاط الوحدة اليمنية.

واعتبرت الحكومة أن "المشروع الحوثي الإيراني سيكون المستفيد الأول من الأعمال العسكرية والانفلات الأمني والفوضى التي أضرت بأمن المواطنين والمنشآت الحكومية"، وأشادت بما وصفته بالموقف الشجاع لقوات الحماية الرئاسية في الدفاع عن الشرعية.

من ناحية أخرى، قال قائد اللواء الرابع في حرس الرئاسة مهران القباطي إن ما يجري في عدن "انقلاب مكتمل الأركان". وأضاف في لقاء مع قناة اليمن الرسمية أن قواته لم تكن مستعدة للهجوم الذي نفذته قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الساعي إلى انفصال جنوب اليمن.

وذكر القباطي أن تلك القوات جاءت على متن مدرعات وآليات لا تمتلكها سوى دولة الإمارات، وأشار إلى أن "المقاومة الجنوبية الحقيقية" رجعت إلى المنازل وتم التخلص من آخرين، ولم يبق سوى فصيل "ينفذ أوامر دون النظر إلى المصالح".

اقتسام المدينة
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن طرفي الاشتباكات باتا يتقاسمان السيطرة على أحياء عدن وفقا لمصادر أمنية.

ونقلت الوكالة عن شهود قولهم إن مطار عدن توقف عن العمل، وإن المدارس أغلقت أبوابها وكذلك المحال التجارية وسط شلل تام في المدينة.

وقالت الوكالة أيضا إن قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات تمكنت في خضم المواجهات من السيطرة على مقر حكومي وأسر عشرات من العناصر الموالية للرئيس هادي.

وأضافت أنه مع حلول مساء الأحد تراجعت حدة المعارك، وباتت قوات الحزام الأمني تسيطر على المدخلين المؤديين إلى منطقة كريتر التي تضم القصر الرئاسي حيث يقيم رئيس الوزراء أحمد بن دغر وأعضاء حكومته.

وقال موقع صحيفة "عدن الغد" إن تلك القوات انتزعت السيطرة على قاعدة عسكرية مهمة وعدد من المباني الحكومية من القوات الموالية لهادي.

وبالتزامن مع ذلك، تحدثت مصادر عن تجمع مئات من المؤيدين للمجلس الانتقالي الجنوبي في ساحة رئيسية بعدن.

من ناحية أخرى، لم تصدر قيادة التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية بيانا بشأن الأحداث في عدن حتى مساء الأحد، وكانت قد قالت قبل وقوع الاشتباكات إنها تتابع ما يجري هناك وتدعو كافة المكونات السياسية والاجتماعية اليمنية إلى التهدئة وضبط النفس.

الحكومة تناشد التحالف
من جهته، ناشد رئيس الوزراء بن دغر التحالف العربي إنقاذ عدن من الانفصاليين، وقال عبر صفحته على فيسبوك "هذا أمر خطير، وعلى التحالف والعرب جميعا أن يتحركوا لإنقاذ الموقف، فالأمر بيدهم دون غيرهم، والأمل كما نراه نحن في الحكومة معقود على الإمارات العربية المتحدة صاحبة القرار اليوم في عدن العاصمة المؤقتة لليمن".

واعتبر بن دغر أن ما يحدث في عدن "انقلاب على الشرعية وتقسيم لليمن"، في حين يجري "تثبيت الانقلاب على الجمهورية" في صنعاء.

واندلعت شرارة الاشتباكات صباح الأحد في مديريتي كريتر وخورمكسر بمحافظة عدن بعد منع قوات الحماية الرئاسية أنصار المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات من إقامة اعتصام في ساحة العروض.

وجاء ذلك مع انتهاء مهلة أسبوع حددها المجلس الانتقالي الساعي إلى فصل جنوب اليمن لإسقاط الحكومة اليمنية الشرعية.

وكان المجلس قد حذر قبل أسبوع من أنه سيستخدم الشارع لإسقاط الحكومة إذا لم ينفذ هادي تغييرات في الحكومة، متهما سلطته بالفساد.

المصدر : الجزيرة + وكالات