منظمة حقوقية ليبية تطالب بوقف القتل الجماعي ببنغازي

Members of the Libyan army's special forces clash with Islamist militants in their last stronghold in Benghazi, Libya, July 5, 2017. REUTERS/Esam Omran Al-Fetori
مسلحون موالون لحفتر في حي الصابري شمالي بنغازي (رويترز)

دعت منظمة التضامن لحقوق الإنسان الليبية إلى التحرك العاجل لوقف عمليات القتل الجماعي في بنغازي، وكشفت المنظمة الحقوقية غير الحكومية في بيان عن العثور على ستة جثامين في مكب للقمامة على قارعة طريق رئيسي يسمى "شارع الزيت" في حي شبنة بمدينة بنغازي.

وذكرت المنظمة -استنادا لروايات الشهود- أنه كان على الجثامين الستة آثار تعذيب، وكانت مكبلة الأيدي، وبها إصابات في الرأس والصدر بأعيرة نارية، ودماء ما زالت تنزف وقت العثور عليها مساء الاثنين الماضي، مشيرة إلى أن ذلك يدل على أن جريمة القتل حديثة.

كما أوضحت منظمة التضامن أنه تم التعرف على أسماء خمسة من الضحايا، وفقا لمعلومات حصلت عليها عن بعض الضحايا بأن جهات عسكرية اختطفتهم من بيوتهم ونقلتهم لجهات مجهولة، وأن بعضهم حصل على تطمينات من الجهات الأمنية بالإفراج عنهم فور انتهاء التحقيقات، لكنهم فوجئوا بعدها بجثث ذويهم في مكبات القمامة.

وأضافت منظمة التضامن أن عائلة إحدى الضحايا طردتها من بيتها مجموعة تابعة لعملية "الكرامة" بحجة أن المقتول ينتمي "للخوارج".

وتعد هذه الحادثة الثالثة من نوعها منذ سيطرة المسلحين التابعين لعملية "الكرامة" بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر على أحياء مدينة بنغازي.

وقالت مصادر محلية من بنغازي للجزيرة إنه تم التعرف على ثلاثة من الجثث؛ وإحداها لنازح سابق من بنغازي إلى طرابلس يدعى خالد الكبتي اعتقل فور عودته إلى منزل أسرته في بنغازي قادما من طرابلس التي أمضى فيها أكثر من عامين.

وأوضحت المصادر أن جثة أخرى تعود لمحفظ للقرآن الكريم وطالب علوم شرعية يدعى محمد الصبيحي، اختطف من منزله الأيام الماضية، في حين تعود جثة أخرى لشاب من بنغازي يدعى عبد السلام الشريف.

ولم تعلن أي جهة في بنغازي مسؤوليتها عن تصفية هؤلاء القتلى الذين نقلت جثثهم إلى مركز بنغازي الطبي، غير أن مصادر الجزيرة رجحت أن يكون مسلحون مما يسمى "كتيبة أولياء الدم" التابعة لحفتر هم من اختطفوا هؤلاء الضحايا وقاموا بتصفيتهم ورمي جثثهم بعد ذلك. 

undefined

قتل خارج القانون
وذكرت منظمة التضامن لحقوق الإنسان أن صفحات التواصل الاجتماعي تناقلت أخبار العثور على جثث أخرى لما يبدو أنها ضحايا جرائم قتل خارج القانون لم يتسن لها التحقق من المعلومات بشأنها.

وقال الباحث في منظمة التضامن خالد صالح "تنامي ظاهرة العثور على جثث لضحايا التعذيب وضحايا التصفيات هو مؤشر لتعطل العدالة في أغلب مناطق ليبيا"، وأضاف أن هذا الوضع "خلق ثقافة الإفلات من العقاب واستسهال قتل الناس بدم بارد، وجرأة بعضهم على توثيق جرائمهم بالصوت والصورة ونشرها على الملأ".

وحمّلت منظمة التضامن لحقوق الإنسان الحكومة الليبية المؤقتة والمجلس الرئاسي وما وصفتها بمليشيات "الكرامة" والمجموعات الأمنية والمسلحة المسؤولية عن الجرائم التي ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية، كما حمّلت المجلس الرئاسي مسؤولية التقاعس عن حماية أراوح الليبيين.

يذكر أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر أعلن في الخامس من يوليو/تموز الماضي ما سماه التحرير الكامل لمدينة بنغازي، وذلك بعد ثلاث سنوات من إطلاق عملية عسكرية قتل فيها الآلاف ودمرت أجزاء من المدينة.

المصدر : الجزيرة