النظام يصعّد قصفه بريف إدلب ويتسبب بنزوح واسع للسكان

أوضاع النازحين الصعبة جراء معارك وقصف ريفي حماة الشرقي وإدلب الجنوبي في سوريا
النازحون تجاه محافظة إدلب يعانون ظروفا إنسانية سيئة (ناشطون)
وسط احتدام المعارك بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، تكثّف القصف الجوي والمدفعي على مطار أبو الظهور الذي تسيطر عليه المعارضة والبلدات المحيطة به بإدلب، في وقت شهدت فيه مناطق القتال والقصف عمليات نزوح واسعة لمئات العائلات.
 
وقال مراسل الجزيرة في سوريا إن القصف -الذي شاركت فيه مقاتلات روسية- إضافة إلى قصف مدفعي وآخر براجمات الصواريخ شمل أيضا بلدات في المنطقة منها التمانعة والخوين.

ونقل المراسل عن مصادر ميدانية أن المعارك لا تزال متواصلة في محيط قرية عطشان وتل سكيك بريف إدلب الجنوبي، وذلك بالتزامن مع استمرار قوات النظام في حشد مقاتليها بالمنطقة ومحاولة تحطيم الخطوط الدفاعية للمعارضة المسلحة بغية التوغل بريف إدلب والوصول إلى مطار أبو الظهور العسكري الإستراتيجي.

وقد أرسلت فصائل المعارضة السورية تعزيزات إضافية لمواجهة تقدم قوات النظام بريفي حماة وإدلب وسط وشمال البلاد، حيث تدور اشتباكات طاحنة في المناطق الحدودية بين ريفي المحافظتين وسط قصف جوي مكثف إثر هجوم واسع بدأته قوات النظام والمليشيات الموالية له وتمكنت خلاله من التقدم داخل الحدود الإدارية لمحافظة إدلب المعقل الرئيسي للمعارضة والمشمولة باتفاق خفض التصعيد.

وتتركز المعارك، التي يرافقها قصف عنيف للنظام وروسيا، في القرى والبلدات الواقعة في ريف حماة الشمالي الشرقي والمنطقة المحاذية لها في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.

 

‪قصف بالبراميل على أطراف بلدة تلمنس بريف إدلب‬ (ناشطون)
‪قصف بالبراميل على أطراف بلدة تلمنس بريف إدلب‬ (ناشطون)

نزوح واسع
وبموازاة العمليات العسكرية، تسبب القصف والغارات الجوية في موجة نزوح جديدة وواسعة للسكان من مناطق المعارك في أطراف محافظتي إدلب وحماة حيث انتشر زهاء ستة آلاف نازح في مخيمات عشوائية وسط ظروف إنسانية سيئة.

كما سجلت وكالات الأنباء حركة نزوح بواسطة السيارات والشاحنات باتجاه مدينة إدلب في وقت افترشت فيه عشرات العائلات البساتين وجانبي طريق حلب دمشق الدولي.

وفي هذا السياق قالت شبكة شام اليوم إن توافد العائلات النازحة من ريف حماة وإدلب الشرقيين وريف إدلب الجنوبي يتواصل بشكل كبير باتجاه منطقة شرق معرة النعمان والريف الشمالي لإدلب، وتفتقر غالبية العائلات لأدنى مقومات الحياة، حيث لم تجد إلا بعض الشوادر أو قطع القماش لتبني بها خيمها، وتفترش الأرض وتلتحف بالسماء، وسط نداءات عديدة للمنظمات الإنسانية للنظر في حالهم وتفقد أوضاعهم.

وتواجه قرى ريف حماة وإدلب الشرقيين والجنوبي منذ أكثر من شهرين، حركة نزوح هي الأكبر من المنطقة هربا من القصف اليومي المستمر من قبل الطيران الروسي والتابع للنظام خاصة في ريف حماة.

ويأتي ذلك تزامنا مع استمرار المعارك بين هيئة تحرير الشام من جهة وتنظيم الدولة وقوات النظام من جهة أخرى، وامتداد المعارك لمنطقة ريف إدلب الجنوبي وتوسع دائرة القصف من الطيران المروحي والحربي لقوات النظام على المنطقة.

وأحصت منظمة بنفسج -إحدى المنظمات العاملة في الشأن الإنساني- نزوح أكثر من 5700 شخص باتجاه محافظة إدلب خلال أقل من 24 ساعة، بينهم أكثر من 2500 امرأة وطفل، في حين وثق نشطاء في المجال الإنساني أن أعداد النازحين خلال الشهريين الماضيين من ريفي حماة وإدلب بلغت قرابة 250 ألف نازح غالبيتهم من ريف حماة الشرقي.

وخرجت محافظة إدلب الحدودية مع تركيا عن سيطرة قوات النظام منذ عام 2015. وتسيطر هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى على المحافظة.

وشكلت إدلب خلال العامين الماضيين وجهة لمقاتلين معارضين ومدنيين تم إجلاؤهم من مناطق عدة في سوريا قبل أن تستعيد قوات النظام السيطرة عليها.
    
وتوقع محللون أن تشكل إدلب -المشمولة باتفاق خفض التصعيد- الهدف المقبل لقوات النظام وحليفته روسيا بعد الانتهاء من المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

الغوطة الشرقية
وبموازاة التطورات الميدانية بريفي حماة وإدلب، استمر التصعيد في ريف دمشق، وقال مراسل الجزيرة إن مدنيين قتلا وأصيب العشرات في قصف مدفعي كثيف لقوات النظام استهدف الأحياء السكنية في مدن وبلدات بالغوطة الشرقية منها حرستا وسقبا وعربين ودوما.

وأفاد المراسل نقلا عن مصادر ميدانية بارتفاع وتيرة المواجهات بين المعارضة السورية وقوات النظام في محيط مدينة حرستا مع حشد قوات النظام قواتها بغية استعادة مواقع حيوية خسرتها في محيط إدارة المركبات، أكبر ثكنة عسكرية لقوات النظام، على أبواب الغوطة الشرقية.

وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ العام 2013، مما تسبب في نقص خطير في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة التي يقطنها نحو 400 ألف شخص.
    
وتم إجلاء 29 مريضا بحالة حرجة من المنطقة على دفعات خلال الأسبوع الماضي مقابل إفراج الفصائل عن عدد مماثل من أسرى النظام كانوا محتجزين لديها بموجب اتفاق مع قوات النظام.

المصدر : الجزيرة