كيري: النزاع بسوريا خارج السيطرة

المؤتمر الصحفي المشترك لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري والمبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا
قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جنيف اليوم الاثنين إن النزاع في سوريا أصبح في "نواح عدة خارج السيطرة" وحمّل المعارضة والنظام السوري المسؤولية في الفوضى الجارية، بينما أكد المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا أن حلب بحاجة ماسة إلى المساعدة.
 
وفي مؤتمر صحفي مع دي ميستورا، أضاف كيري أن واشنطن تبذل جهدا مع كل أعضاء مجموعة الدعم الدولية لسوريا، وروسيا بشكل خاص، من أجل إعادة الهدنة، ووقف العمليات العدائية خاصة في المناطق الأكثر خطرا.

وبيّن أن الهدنة في سوريا تخللتها عدة خروقات وانهارت في بعض المناطق وضعفت في مناطق أخرى، الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على حياة السوريين.

وأعلن الوزير الأميركي عن النجاح في تمديد الهدنة في اللاذقية والغوطة الشرقية، وعن سعيهم بشكل كبير إلى تطبيق وقف الأعمال العدائية في مناطق أخرى وخاصة في حلب شمال سوريا.

وفي وقت سابق من اليوم، أفاد المسؤول العسكري الروسي سيرغي كورالينكو أن بلاده والولايات المتحدة والقيادة السورية والمعارضة "المعتدلة" اتفقوا على تمديد "نظام التهدئة" بضاحية الغوطة الشرقية في دمشق يومين آخرين حتى نهاية الثالث من مايو/ أيار الحالي.

وقال المسؤول الروسي ذاته إن المحادثات لا تزال مستمرة بشأن ضم محافظة حلب السورية إلى "نظام التهدئة".

ومنذ 21 أبريل/نيسان الماضي، تتعرض أحياء حلب لقصف عنيف من قبل طيران النظام وروسيا، لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية والمدنيون، وأسفرت عن سقوط أكثر من 235 قتيلا ونحو 1500 مصاب.

قلق ولوم
وأكد كيري هذه التصريحات، مشيرا إلى أن ما يحدث في حلب أمر مزعج للجميع ومثير للقلق خاصة وأن مستشفيات وعيادات طبية تعرضت لقصف طائرات النظام التي لم تستثن نيرانها المدنيين والمسعفين وعمال الإغاثة.

وألقى الوزير باللائمة على المعارضة والنظام اللذين ساهما في هذه الفوضى، وأوضح أنه وفي الوقت الذي تستمر فيه جهود إعادة تثبيت الهدنة، هناك جهود لمضاعفة المحاسبة والمساءلة.

وأدلى كيري -الذي يحاول إنقاذ الهدنة التي أعلنت قبل شهرين في سوريا- بهذا التصريح بعد لقاءات مع موفد الأمم المتحدة دي ميستورا ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير.

وأعلن عن اتفاقه مع الجبير على عودة المعارضة السورية إلى المفاوضات بعد وقف إطلاق النار، إذا لا يمكن برأيه إجراء محادثات سياسية مشروعة بشأن سوريا دون التزام الطرفين بوقف الأعمال العدائية.

من جهته، قال دي ميستورا إنه يجب إعادة تطبيق الهدنة في سوريا، معلنا عن زيارته غدا لـموسكو، حيث سيلتقي وزير الخارجية سيرغي لافروف. وشدد على ضرورة العودة إلى برنامج وقف الأعمال العدائية.

وبيّن المبعوث الدولي أن واشنطن وموسكو حققتا معجزة من خلال الهدنة في سوريا، لكن هذه المعجزة أصبحت اليوم هشة وضعيفة، وتطرّق للحديث عما يحدث في حلب.

وفي وقت سابق، قال دي ميستورا بوضوح إنه يرى أملا ضئيلا بإحراز تقدم من دون موافقة الولايات المتحدة وروسيا الراعيتين لعملية سلام سوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات