غضب فلسطيني بعد استشهاد وتشييع سعد دوابشة

شيع الفلسطينيون جنازة الشهيد سعد دوابشة الذي أحرقه مستوطنون إسرائيليون مع أفراد عائلته قبل أسبوع. واستشهد سعد دوابشة (30 عاما) متأثراً بحروق خطيرة بعد أسبوع من جريمة المستوطنين التي أودت بابنه الرضيع علي (18 شهرا) وأبقت زوجته وابنه البكر بين الحياة والموت.

واحتشدت جماهير غفيرة غاضبة من القرى المجاورة لقرية دوما للمشاركة بالجنازة التي انطلقت بعد وصول جثمان الشهيد من مستشفى سروقا في بئر السبع إلى معهد الطب الشرعي بجامعة النجاح في نابلس ومنها إلى مسقط رأسه.

وكان سمير دوابشة (قريب الشهيد سعد) قال للجزيرة نت، في وقت سابق، إن هذا الأخير توفي في وقت مبكر اليوم بمستشفى سروقا الإسرائيلي، بعد تدهور وضعه الصحي نتيجة إصابته ببكيتريا ضاعفت حجم إصابته وحدّت من مناعته وقدرته على مقاومة المرض.

ولفت إلى أن وضع العائلة سيئ لا سيما الوالدة التي تعاني من جراح أخطر من زوجها بنسبة تصل إلى 90%، رغم أن تصريحا صدر مساء أمس لوزير الصحة الفلسطينية د. جواد عواد أكد أن تحسنا طفيفا طرأ على صحة العائلة.

وقد نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية للشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية ابنها الشهيد سعد دوابشة الذي ارتقى إلى العلا فجر اليوم.

وقالت الحركة في بيان صحفي إن "الشهيد سعد الذي لحق بابنه الشهيد الرضيع علي دوابشة، كان أحد ضحايا الإرهاب والتطرف والحقد الإسرائيلي الدفين على كل ما هو عربي وفلسطيني".

من جهته، قال المتحدث باسم حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني، إيهاب بسيسو، إن وجود الاحتلال الإسرائيلي "هو سبب كافة الجرائم التي تُرتكب بحق أبناء شعبنا" وإن السبيل الوحيد لوقف هذه الجرائم يتمثل في إنهاء هذا الاحتلال.

وأضاف في بيان أن "استشهاد (سعد دوابشة) والد الطفل الشهيد (على دوابشة) دليل إضافي على فداحة الجريمة التي ارتكبتها مجموعة إرهابية من المستوطنين استهدفت حرق عائلة دوابشة بأكملها قبل أيام في قرية دوما بنابلس".

والدة الشهيد سعد دوابشة (يسار) أثناء تشييع جنازته في قرية دوما (غيتي)
والدة الشهيد سعد دوابشة (يسار) أثناء تشييع جنازته في قرية دوما (غيتي)

استنفار إسرائيلي
في هذه الأثناء، قالت مصادر عسكرية للاحتلال إنه تم وضع الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية على مستوى عال من اليقظة والجاهزية بعد وفاة سعد دوابشة.

وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية إن "قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي أصدرت تعليماتها إلى قوات الجيش العاملة في الضفة الغربية، بالحفاظ على مستوى عال من اليقظة والجاهزية بعد وفاة سعد دوابشة". 

ونقلت الإذاعة عن مصادر عسكرية إسرائيلية لم تسمها "خشيتها من اندلاع أعمال شغب، أو وقوع عمليات انتقامية في أعقاب وفاته". 

من جانبه، أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن جيش الاحتلال عزز وجوده على طرق قريبة من قرية دوما، مضيفاً "ستعمل القوات في المنطقة على محاولة منع إغلاق شوارع، أو إحداث شغب".

واستشهد الرضيع الفلسطيني يوم 31 يوليو/تموز الماضي بعد إصابته بحروق شديدة، كما أصيب والده سعد الذي استشهد اليوم، ووالدته وشقيقه بجروح خطيرة، إثر هجوم شنّه عدد من المستوطنين اليهود بالزجاجات الحارقة على منزلهم في قرية دوما قرب نابلس بالضفة، وما تزال الوالدة ريهام وشقيقه أحمد يتلقيان العلاج بمستشفى إسرائيلي.

المصدر : الجزيرة + وكالات