تحركات دولية بشأن سوريا
بدأت ملامح تحركات سياسية دولية تلوح في الأفق بشأن الملف السوري منها تصريحات تركية وسعودية وبريطانية وروسية إضافة لاجتماع مرتقب بين وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة الأميركية وتركيا والسعودية في فيينا.
وتتمحور كل هذه التحركات حول الحل السياسي وإن كان بتفاوت إزاء بقاء أو رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
وآخر هذه التحركات جاءت من روسيا حيث أعلنت وزارة الخارجية اليوم أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري سيلتقيان نظيريهما السعودي عادل الجبير والتركي فريدون سنيرلي أوغلو في فيينا الجمعة لبحث الوضع في سوريا.
وأضافت الوزارة في بيان أن الحديث عن الاستعدادات للقاء "بين الوزراء الروسي والأميركي والسعودي والتركي الذي سيعقد في الـ23 من الشهر الحالي في فيينا" جرى في اتصال هاتفي بين لافروف وكيري.
زيارة مفاجئة
وجاء هذا التحرك بعيد إعلان الكرملين اليوم عن زيارة مفاجئة قام بها الأسد أمس إلى موسكو والتقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي شدد على أن العمليات العسكرية يجب أن تتبعها خطوات سياسية تساهم في إنهاء النزاع المتواصل منذ حوالي خمس سنوات.
وهذه الزيارة الأولى للأسد منذ بدء النزاع في منتصف مارس/آذار 2011، ولم يعلن عنها الكرملين إلا بعد عودته إلى دمشق. وتكتسب أهمية كبرى كونها تأتي بعد حملة جوية بدأتها روسيا في نهاية الشهر الماضي لدعم قوات النظام السوري.
وقال بوتين للأسد -بحسب بيان صادر عن الكرملين- "نحن مستعدون للمساهمة ليس فقط بالأعمال العسكرية في مكافحة الإرهاب وإنما أيضا في عملية سياسية"، مضيفا أن التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع ليس ممكنا إلا "بمشاركة كل القوى السياسية والعرقية والدينية" في البلاد، معتبرا أن القرار الأخير يجب أن "يعود للشعب السوري".
خطوات سياسية
من جهته، أكد الأسد أن أي عمل عسكري "يفترض أن تليه خطوات سياسية"، بحسب ما أوردت الرئاسة السورية على حسابها على موقع تويتر. وقال إن "هدف العمليات العسكرية في سوريا هو القضاء على الإرهاب الذي يعرقل التوصل إلى حل سياسي".
وفي السياق، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن الكرملين قوله إن بوتين تحدث عبر الهاتف اليوم مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وأطلعه على نتائج زيارة الأسد إلى موسكو.
وتعكس الزيارة بوضوح استمرار الدعم الروسي الثابت للأسد. وأعلن المتحدث باسم الكرملين ردا على سؤال صحفي أنه لم يتم التطرق إلى مسألة تخلي الأسد عن السلطة، وهو ما كانت تطالب به في السنوات الأولى للنزاع الدول الغربية.
وأوضح متحدث باسم الرئاسة السورية لوكالة الصحافة الفرنسية أن "بوتين أبلغ الرئيس الأسد بأنه سيجري محادثات مع القوى الدولية بهدف التوصل إلى حل سياسي مع محاربة الإرهاب في الوقت نفسه".
وبدأت موسكو منذ 30 سبتمبر/أيلول الماضي ضربات جوية في سوريا قالت إنها تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية وتهدف إلى مساندة الجيش السوري. كما تنفذ قوات النظام عمليات برية في مناطق عدة بدعم جوي مكثف من الطائرات الروسية.