عمّان تشيع أبرز أعلامها المناصرين للقدس

الدكتور إسحق الفرحان -الأردن --
الفرحان ولد في قرية عين كارم بالقدس عام 1934 وتقلد عدة مناصب رسمية في الأردن (مواقع التواصل)

أسامة المغربي-عمان

شيع مئات الأردنيين بعد صلاة الجمعة الأستاذ الدكتور إسحق الفرحان الذي وافته المنية عن عمر ناهز 84 عاما، وانطلق موكب التشييع من مسجد الجامعة الأردنية إلى مقبرة سحاب، ونعت أوساط رسمية وحزبية وشعبية الراحل، مستذكرة أبرز إنجازاته. 

ونعى كل من رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز ووزير التربية والتعليم عزمي محافظة وجماعة الإخوان المسلمين في الأردن وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وملتقى القدس الثقافي الفقيد وعددوا مآثره.

وترك الفرحان بصمات واضحة في العمل السياسي والتربوي في الساحة الأردنية، كما ترك فراغا يصعب ملؤه بين العاملين لنصرة قضية القدس.

همّ القدس
"القدس احتلت ثقافيا قبل أن تحتل أرضا، ولن نحررها أرضا حتى نحررها ثقافة وعلما". هكذا كان يرى الفقيد المعركة مع الاحتلال، ودائما كان يردد هذه العبارة في كافة المواقع التي شغلها، ومنها منصب رئيس الهيئة الإدارية لـ"ملتقى القدس الثقافي"، الجهة الأبرز نشاطا في العمل الثقافي المقدسي في الأردن.

قضية القدس ظلت الهم الشاغل للفقيد الفرحان  طوال شغله مواقع سياسية وغير سياسية (الجزيرة)
قضية القدس ظلت الهم الشاغل للفقيد الفرحان طوال شغله مواقع سياسية وغير سياسية (الجزيرة)

وترأس الفرحان حملة "القدس عاصمة الثقافة العربية" عام 2009، التي شهدت إنجازات كبيرة في الإصدارات الثقافية والفنية للتوعية بقضية القدس.

كما ترك العديد من المؤلفات في المجالين التربوي والسياسي، من أبرزها "التربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة" و "البعد الإسلامي للقضية الفلسطينية".

الفرحان المولود في قرية عين كارم في القدس عام 1934، خرج منها قسرا عام 1948، ليحمل في ذاكرته المعارك التي خاضها عبد القادر الحسيني وعبد اللطيف أبو قورة، ويحمل أيضا ألم مجازر العصابات الصهيونية، خاصة مذبحة دير ياسين.

تفوق الفرحان في دراسته، حيث تلقى تعليمه الابتدائي في مدارس القدس، وتعليمه الثانوي في مدينة السلط الأردنية، ولتفوقه في الثانوية العامة ابتعثته وزارة المعارف الأردنية لدراسة مرحلة البكالوريوس والماجستير في تخصص الكيمياء في الجامعة الأميركية في بيروت، ليحصل بعدها على منحة لدراسة الدكتوراه في مجال التربية وإعداد المعلمين من جامعة كولومبيا في نيويورك عام 1964.

شكل الفرحان حالة تربوية فريدة، تركت أثرها في جميع المناصب التي تولاها، حيث أشرف على تطوير ما يقارب ثلاثمئة منهج وكتاب مدرسي في الأردن خلال الفترة بين عامي 1964 و 1973، كما تولى رئاسة الجامعة الأردنية عام 1976 لمدة عامين، وأسس جامعة الزرقاء الأهلية عام 1994، وبقي رئيسها حتى عام 2007.

‪‬ الصلاة على جثمان الدكتور إسحق الفرحان بمسجد الجامعة الأردنية(الجزيرة)
‪‬ الصلاة على جثمان الدكتور إسحق الفرحان بمسجد الجامعة الأردنية(الجزيرة)

حضور سياسي
لم يقتصر إنجاز الفرحان على المجال التربوي، بل كان له حضوره السياسي البارز، حيث شغل منصب وزير التربية والتعليم ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عام 1970، حيث اشترط على رئيس الوزراء آنذاك وصفي التل أن يجمع بين الوزارتين، ووافق الأخير على ذلك لإعجابه به.

واحتفظ الفرحان بمنصبه في عهد رئيس الوزراء أحمد اللوزي، ثم استقال من منصبه كوزير للأوقاف عام 1973، وذلك بعد خمسة أشهر فقط من تعيينه في حكومة زيد الرفاعي، احتجاجا على قرار الحكومة المشاركة في مؤتمر دولي يخص القضية الفلسطينية بمشاركة وفد إسرائيلي، وفق نعي نشره المؤرخ الدكتور أسامة الأشقر.

وشغل الفرحان بعدها منصب عضو في مجلس الأعيان عام 1989 حتى عام 1993، وأسس حزب جبهة العمل الإسلامي عام 1992، وتولى منصب أمينه العام حتى عام 1998، وشغل منصب رئيس المجلس العلمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي حتى وفاته.

المصدر : الجزيرة