أسواق القدس تشكو شح المارة قبيل العيد

القدس شارع السلطان سليمان 5-6-2018 أحد الشوارع الحيوية في القدس يكاد يخلو من المتسوقين في العشر الأواخر من رمضان (الجزيرة نت)
اشتداد الحصار المفروض على القدس يلعب دورا كبيرا في احتضار الأسواق (الجزيرة)

أسيل جندي-القدس

لم يستعجل تجار القدس عرض بضائع عيد الفطر في محالهم التجارية داخل البلدة القديمة وخارجها، ومنهم من لم يرفد حانوته بأي بضاعة جديدة خوفا من كسادها على الرفوف إلى جانب بضائع تراكمت منذ سنوات.

"في رمضان من كل عام نتمنى أن تنتعش الحركة الشرائية بشوارع القدس لكننا نصدم بأنه أسوأ من المواسم السابقة"، هذا ما باح لنا به التاجر المقدسي ظافر صندوقة، الذي يصمد في محله التجاري المخصص للأحذية الرياضية رغم شح المبيعات.

يجلس في محله الواقع مقابل باب الساهرة -أحد أبواب البلدة القديمة- منتظرا دخول الزبائن، وما إن ينطق لهم بالأسعار حتى يسارعوا للخروج، ويؤكد أن المبيعات انخفضت هذا العام بنسبة 40% مقارنة بالوقت نفسه من العام الماضي.

 صندوقة يتحدث عن تراجع بنسبة 40% في مبيعات هذا الموسم وقبيل العيد (الجزيرة)
 صندوقة يتحدث عن تراجع بنسبة 40% في مبيعات هذا الموسم وقبيل العيد (الجزيرة)

انتكاسة
وعن أسباب الانتكاس المستمر في الأسواق، قال إن اشتداد الحصار المفروض على القدس يلعب دورا كبيرا في احتضار الأسواق، بالإضافة لتضييق طواقم بلدية وشرطة الاحتلال على المتسوقين من خلال الترصد لسياراتهم وتحرير المخالفات لها بسبب شح الأماكن المسموح للمركبات الوقوف بها، مما يدفع الكثيرين إلى هجر أسواق المدينة والتوجه لبدائل أخرى.

ويضيف صندوقة لذلك الترويج القوي للمحال التجارية ومراكز التسوق في القدس الغربية، مما يدفع بكثير من المقدسيين للتوجه إليها، في حين يعجز التاجر المقدسي عن منافسة هذه المحال في ظل التكاليف الباهظة المفروضة عليه من إيجارات وضرائب عدة تفرضها عليه بلدية الاحتلال.

ولا يتفاءل التاجر بمواسم انتعاش قادمة إلا أنه اتخذ قرارا بالصمود حتى النهاية في وجه كل التيارات الإسرائيلية التي تجدف ضد تجار القدس.

انعدام السيولة
في شارع صلاح الدين الأيوبي يجلس التاجر عامر الجعبة في حانوته المخصص لملابس الأطفال، والذي امتلأ بالبضائع التركية وأخرى يفتخر بصناعتها الوطنية القادمة من نابلس، لكن التنوع الكبير في البضائع لم يشفع له عند زبوناته اللاتي يجادلنه بشأن الأسعار ثم يغادرن دون شراء شيء.

وعن هذه الحال قال إن الوضع الاقتصادي للمقدسيين مترد للغاية وهم غارقون بديونهم ولا سيولة لديهم لشراء مستلزمات العيد، مضيفا "فكرت مرارا بإغلاق أبواب المحل لأن المصاريف التشغيلية أكبر بكثير من المدخولات.. لكن أعود وأقول إن القدس مباركة وكل قرش يدخل لنا منها مبارك ولا بد سيتغير الحال يوما ما".

ضرار منى تاجر آخر أنهكته حالة الركود في الأسواق، ويرجع الأسباب هذا العام لتزامن امتحانات الثانوية العامة مع نهاية الشهر الفضيل، وانعدام السيولة لدى المقدسيين فـ"إذا دخل الزبائن لمحالنا فإنهم يحرصون على اختيار البضائع الأقل ثمنا، القدس يتيمة وتحتاج لمن يضع خططا إستراتيجية لتطوير اقتصادها ونحن نفتقد لقيادة تحمينا وتحمي مصدر رزقنا".

ويفتح منى أبواب حانوته من الساعة العاشرة صباحا ويغلقه في بعض الأيام في تمام الثانية عشرة ليلا دون أن يبيع شيئا.

‪سوق خان الزيت يبدو شبه فارغ من المتسوقين‬ (الجزيرة)
‪سوق خان الزيت يبدو شبه فارغ من المتسوقين‬ (الجزيرة)

احتضار
وتعود لأذهان المار بأسواق القدس داخل الأسوار وخارجها سنوات انتعاش المدينة في مثل هذا الوقت من العام، إذ كانت أزقة البلدة القديمة تعج بالمتسوقين وكان يستغرق الخروج منها ساعة من الزمن أحيانا، لكن الأسواق الآن تكاد تخلو من المتسوقين.

مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري ومن خلال اطلاعه على أوضاع الأسواق واحتكاكه اليومي بالتجار، أكد للجزيرة نت أن التجار من كافة القطاعات يشتكون شح المارة وشبه انعدام في الحركة الشرائية.

ونتيجة لازدياد الأوضاع الاقتصادية سوءا، فإن المقدسيين -حسب الحموري- عاجزون عن شراء الملابس ومستلزمات العيد وباتوا يعتبرونها كماليات مع ازدياد الأعباء المادية المفروضة عليهم من ضرائب الاحتلال المختلفة بالإضافة لغلاء المعيشة في المدينة المحتلة.

ويرى أن هناك حاجة ماسة لمساندة القطاع التجاري في القدس بأي وسيلة ممكنة حتى يتمكن من الصمود في وجه كل الإجراءات الإسرائيلية اليومية الرامية للقضاء بشكل كامل على الاقتصاد المقدسي.

المصدر : الجزيرة