دعوات لمناهضة محاولات التطبيع في القدس

هبة أصلان-القدس

أطلق نشطاء فلسطينيون حملة إلكترونية داعية لمقاطعة مهرجان تسويقي أقيم في القدس، مطالبين بقطع الطريق على محاولات كل من يحاول "تبييض صورة الاحتلال".

وبرر النشطاء -الذين غردوا بهاشتاغ #ربيع_التطبيع- دعوتهم بمشاركة شركات إسرائيلية في المهرجان ومنها بنك إسرائيلي، وحصول المهرجان على ترخيص من الشرطة الإسرائيلية، رغم مشاركة شركات ومحال تجارية فلسطينية في القدس ورغم أن الجمهور المستهدف فلسطيني.

واعتبر مطلقو دعوات المقاطعة المهرجان -الذي أقيم الليلة الماضية ببلدة بيت حنينا باعتباره مهرجانا للتسوق- محاولة اختراق للمجتمع المقدسي وأنه يتماهى مع مشاريع الاحتلال التهويدية.

مؤامرة التطبيع
وكان تجمعا أطلق على نفسه "الحراك الشبابي في مدينة القدس" طالب في بيان له بصفحته على فيسبوك بعدم تمرير ما اعتبره مهرجانا تطبيعيا، داعيا إلى الوحدة ضد ما وصفه بمؤامرات للتطبيع والخيانة، هدفها تكريس الاحتلال وتبييض صورته تحت مسميات واهية.

حملة إلكترونية انطلقت قبيل مهرجان الربيع ونجحت في تقليل المشاركة فيه
حملة إلكترونية انطلقت قبيل مهرجان الربيع ونجحت في تقليل المشاركة فيه

وجاء في البيان "لتكن رسالتنا لهؤلاء المتساقطين: لن تكون القدس جسرا للتطبيع ولن نبيع الوطن بالدولار".  كما وجه الحراك رسالة إلى المؤسسات والشركات المشاركة طالبا منها الانسحاب، فاستجاب عدد منها في حين رفضت جهات أخرى ذلك بزعم أن المهرجان يدعم اقتصاد المدينة.

وعلى موقع "تويتر" غردت الشابة شذا حماد "بلدية الاحتلال التي تهدم منازل أهل القدس وتضيق عليهم وتدمر اقتصادهم ترعي اليوم مهرجان الربيع بالمدينة، فلنقاطع المهرجان".

وعبر فيسبوك، كتبت الصحفية المقدسية هنادي قواسمي "لا مرحبا بأية مهرجانات في القدس تنسق برعاية من ارتباطات إسرائيلية، ومنها مع شرطة الاحتلال التي قتلت آخر أبنائنا قبل أسبوع فقط في باب الأسباط".

أما الشاب المقدسي علاء أبو دياب فكتب "في مهرجان في القدس اليوم اسمه مهرجان الربيع، على عكس الإجماع، المنظمون ماخدين إذن من الشرطة الإسرائيلية، ما بدي أحكي كتير، اللي حابب يشارك كفرد أو كشركة ويشجع هيك توجه بقدر يروح، بس يمكن نفس الشرطي اللي ضرب الختيار اليوم بالقدس، يكون بحرس بالمهرجان".

ورغم الموقف الواضح للنشطاء والشباب على شبكات التواصل فقد غابت مواقف الفصائل، ويفسر الإعلامي والمحلل السياسي راسم عبيدات هذا الغياب بأن القوى والفصائل لم تحصل على معلومات كافية عن المهرجان، وتم إعلامها بأن المشاركة فلسطينية خالصة.

وأضاف "كان يمكن تنظيم المهرجان بدعم من شركات فلسطينية وعربية، لكن ما حدث هو شكل من أشكال التطبيع المرفوض جملة وتفصيلا".

ناشطون أطلقوا هاشتاغ #ربيع_التطبيع على مهرجان الربيع وأقنعوا شركات فلسطينية بالانسحاب منه (الجزيرة)
ناشطون أطلقوا هاشتاغ #ربيع_التطبيع على مهرجان الربيع وأقنعوا شركات فلسطينية بالانسحاب منه (الجزيرة)

ويقول الناشط على شبكات التواصل الاجتماعي إياد الرفاعي إن أي نشاط يتضمن تطبيعا في العلاقات مع الاحتلال وجعلها طبيعية أمر مرفوض جملة وتفصلا "وأي فلسطيني حر سيرفضه" مشيرا إلى أن من يوفر الحماية لتنظيم هذا المهرجان هو الذي يشرف وعلى بعد مئات الأمتار على محاصرة البلدة القديمة وتجارها وملاحقتهم بالضرائب.

تبرير المنظمين
من جهته لا يعتبر راعي ومنظم المهرجان جودت أبو غوش ما قام به تطبيعا. ويقول إن أي فعالية بالقدس لا يمكن أن تنظم دون الحصول على ترخيص من شرطة الاحتلال، الأمر الذي انطبق على المهرجان.

وقال أبو غوش للجزيرة نت "كان هدفي إدخال البهجة على قلوب المقدسيين، بالرغم من جميع العراقيل التي وضعتها بلدية القدس (التابعة للاحتلال) لكني نجحت في انتزاع الترخيص وإغلاق شارع كامل من أجل الناس".

وبرر منسق المهرجان مشاركة بنك "مركنتيل ديسكونت" الإسرائيلي في فعاليات المهرجان رغم تورطه في دعم المستوطنات، بأن البنك يقع في قلب القدس وجميع موظفيه وزبائنه من المقدسيين "وبالتالي لا يوجد أي سبب لمنعه من المشاركة".

المصدر : الجزيرة