أبو ماضي.. مقدسي يحلم باستثمار اختراعاته
أسيل جندي-القدس
تجارب متتالية
وفي معالجته للسلبيات والمخاطر التي تنتج عن تجاوز حرارة البنزين 100 درجة مئوية أشار أبو ماضي إلى أنه تدارك ذلك بتركيب منظم أوتوماتيكي ليبقي درجة حرارة البنزين تحت 90 مئوية عبر خلط الوقود البارد مع الساخن عند الحاجة.
ونجح جميل من خلال اختراعه في تقليل استهلاك السيارة للبنزين بنسبة تتراوح بين 35% و45% وتخفيض التلوث الناتج عن احتراق الوقود إلى 0%، ولإثبات عدم خسارة السيارة من قدرتها فحصها قبل وبعد تركيب الجهاز ليتبين أنها تفقد 5% من قوتها فقط، وهذا حسب أبو ماضي "خسارة لا تذكر أمام كمية توفير الوقود الكبيرة التي حققها الجهاز".
أستاذ المهن التطبيقية في جامعة بوليتكنك فلسطين زيدان طه أشرف على فحص الاختراع في الجامعة، وفي حديثه للجزيرة نت قال إن أبو ماضي نجح في استغلال الحرارة المنبعثة من غازات العادم في تسخين الوقود، وتبين أن كثافة الاحتراق أصبحت أفضل وبالتالي هناك توفير في استهلاك الوقود.
وأكد طه أن القراءات التي حصل عليها أبو ماضي بجهازه الجديد من الممكن أن تقنع شركات تصنيع السيارات بتبني المشروع، مشيرا إلى أن المخترعين الفلسطينيين في هذا المجال يواجهون عقبة كبيرة، وهي أن فلسطين دولة غير مصنعة للسيارات، ولذا فإن الأفق مسدود أمام تطوير الاختراع إلا في حال تبنته شركة مصنعة.
بدوره قال مسجل العلامات التجارية والاختراعات في وزارة الاقتصاد الوطني علي ذوقان إن المقدسي أبو ماضي سجل حتى الآن براءتي اختراع بعد استيفائهما للشروط اللازمة، وأضاف أن عدد براءات الاختراع في فلسطين ما زالت متواضعة.
وفي سعيها لتعريف العالم على المخترعين الفلسطينيين واختراعاتهم، تنشر وزارة الاقتصاد الوطني تفاصيل براءات الاختراع باللغتين العربية والإنجليزية على موقعها الإلكتروني، كما تطبع هذه الابتكارات وتوزعها على المؤسسات المهتمة بالملكية الفكرية.
وأشار ذوقان إلى أن للوضع السياسي دورا كبيرا في تحديد أفق انتشار الاختراعات الفلسطينية المحلية.
ويضيف أنه رغم أن الكفاءات الفلسطينية في الخارج أبدعت وابتكرت وانتشرت، فإنها محليا تبقى حبيسة بسبب الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك يدعم المخترعون لتمثيل فلسطين في المسابقات الدولية.
انجازات
وسبق أن حاز أبو ماضي على الميدالية الذهبية عن اختراعه "الفرن المتحرك" وذلك في معرض إسطنبول الدولي للاختراعات قبل نحو عام.
وسجل براءة الاختراع هذه عام 2012 بعد تمكنه من ابتكار فرن يُثبت على الدراجة النارية لحفظ سخونة الطعام أثناء توصيل الوجبات للزبائن.
ويطمح أبو ماضي أن تتبنى إحدى شركات تصنيع السيارات مشروعه ليتمكن من التفرغ لإجراء مزيد من التجارب العلمية، وترك عمله سائق حافلة عمومية.