الضفة تشتعل والاحتلال يطلق العنان لاعتداءات المستوطنين
أطلق جيش الاحتلال العنان للمستوطنين لتنفيذ اعتداءات واسعة في الضفة الغربية اليوم السبت بعد العثور على جثة مستوطن قتل في هجوم وفقا لما أعلنه الجيش، في حين أصيب 16 فلسطينيا على الأقل خلال المواجهات.
وأفاد مراسل الجزيرة باستنفار مستوطنين قرب قرى وبلدات فلسطينية عقب العثور على جثة الفتى المستوطن شرق رام الله.
وهاجمت مجموعات من المستوطنين قرى دوما والساوية وقصرة جنوب نابلس، وقرى المغير وأبو فلاح ودير دبوان وترمسعيا شرق رام الله.
واندلعت مواجهات بين فلسطينيين وبين قوات الاحتلال والمستوطنين عند بلدة بيت فوريك شرق نابلس.
وأطلق المستوطنون النار على مركبات للفلسطينيين على طريق المعرجات بين مدينتي رام الله وأريحا. كما قطع المستوطنون الطرق بـ12 عربة في خلة النحلة شرق بيت لحم ومنعوا الأهالي من الوصول إلى أراضيهم.
وهاجم مستوطنون رعاة الأغنام الفلسطينيين بمنطقة الشومرة في البادية بمنطقة مسافر يطا جنوب الخليل، بينما اعتقل جنود الاحتلال مواطنا فلسطينيا أثناء رعيه المواشي في منطقة شعب البطم في مسافر يطا.
من ناحية أخرى، قالت وسائل إعلام فلسطينية إن شبانا حاصروا مستوطنين داخل منزل مهجور على أطراف بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت، وإن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي بكثافة.
في تلك الأثناء، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 16 فلسطينيا في مواجهات مع الاحتلال ومستوطنين بعدد من قرى رام الله ونابلس.
شهادة سي إن إن
من جانبها، قالت شبكة "سي إن إن" الأميركية إن طاقمها تابع دخول عشرات المستوطنين إلى قرية المغير -بؤرة التطورات الأخيرة في الضفة- وشاهد إطلاق أعيرة نارية باتجاه الفلسطينيين في القرية، لكنها أضافت أن الشبكة غير متأكدة من هوية مطلق النار، على حد قولها.
وأضافت الشبكة أن المستوطنين أضرموا النار في مبنى وسيارات في قرية المغير.
وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال العثور على جثة المستوطن، في حين توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالوصول إلى القتلة وأعوانهم، وفق تعبيره.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن المستوطن بنيامين أخيمير المفقود منذ أمس الجمعة قتل فيما سمّاها "عملية إرهابية"، وتم العثور على جثته في منطقة ملآخي هشالوم (بؤرة استيطانية مقامة على أراضي قرية المغير شمال شرق مدينة رام الله).
وأضاف الجيش أن التحقيق في الحادث مستمر وأن قوات الأمن تواصل ملاحقة المشتبه بهم، في حين أشار الإعلام الإسرائيلي إلى أن هذا المستوطن راعي أغنام لم يعد مع القطيع الذي كان يرعاه في المنطقة.
من جانبه، قال نتنياهو في بيان إن مقتل المستوطن "جريمة خطيرة"، متعهدا بأن تقوم قوات الجيش بملاحقة واسعة النطاق للقتلة.
في السياق نفسه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن على المستوطنين "إفساح المجال أمام أجهزة الأمن للبحث عمن قتل المستوطن".
وأضاف أن أعمال الانتقام ستصعب مهمة قوات الأمن في العثور على المخربين، وفق تعبيره.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن مستوطنين اعتدوا على مصور صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في قرية دوما جنوب نابلس.
لحظة نقل إصابة خطيرة برصاص مستوطنين في قرية المغير شمال شرق رام الله#حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/5V3rCx6qrh
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) April 13, 2024
رد المقاومة
وتسارعت التطورات في أنحاء الضفة مع تصاعد اعتداءات المستوطنين، حيث أفاد مراسل الجزيرة بأن مقاومين أطلقوا النار على حاجز حوارة العسكري جنوب مدينة نابلس.
وفي وقت سابق، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بوقوع مواجهات عنيفة في قرية المغير أسفرت عن إصابة 3 جنود إسرائيليين.
من جهتها، دعت فصائل المقاومة الفلسطينية جماهير الشعب إلى الانتفاض في وجه هجمات المستوطنين، كما طالبت قيادة السلطة وأجهزتها الأمنية في الضفة بالقيام بواجبها في حماية المواطنين.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان إن تصاعد "الهجمات المسعورة التي تنفذها مليشيات المستوطنين" تعد جرائم حرب موصوفة يرتكبها العدو الصهيوني، وفق تعبيرها.
ودعت الحركة جماهير الشعب الفلسطيني والمقاومين في الضفة إلى "الانتفاض في وجه هذه المخططات وتصعيد الحراك الثوري والمقاوم والاشتباك مع العدو الصهيوني ومليشياته الإجرامية من المستوطنين المتطرفين".
في السياق نفسه، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن اعتداءات المستوطنين المسلحين على الشعب الفلسطيني تعكس "سعي الكيان للزج بالضفة في أتون حرب شوارع".
وأكدت الحركة أن قوى المقاومة "ستقوم بواجبها في الدفاع عن أبناء شعبنا بكل السبل والأدوات التي تمتلكها".
وفي بيان آخر، دعت القوى الوطنية والإسلامية لمحافظة رام الله والبيرة إلى "إفشال محاولات المستوطنين الهادفة لترويع القرى والبلدات الفلسطينية"، مشددة على ضرورة الحفاظ على حالة استنفار ويقظة دائمة ومتواصلة.
كما حثت هذه القوى على "تفعيل لجان الحراسة والحماية الشعبية، وإشعال الإطارات على مداخل القرى، والبلدات المتاخمة للمستوطنات، والشوارع الالتفافية على مدار الساعة، واستخدام مكبرات المساجد".
وبالتزامن مع الحرب المتواصلة على غزة، زاد المستوطنون من اعتداءاتهم في الضفة، كما صعَّد الجيش الإسرائيلي عملياته، وهو ما أدى إلى استشهاد 463 فلسطينيا، حتى الجمعة، وإصابة نحو 4750، واعتقال 8145، حسب مصادر فلسطينية.
ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، نفذ المستوطنون 546 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة خلال الربع الأول من 2024، بما في ذلك الاعتداء على 156 مركبة بالتحطيم أو الحرق.