محللون: الإطاحة بنتنياهو تحتاج "ربيعا إسرائيليا"

يرى محللون سياسيون أن لا سبيل للإطاحة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلا عبر "ربيع إسرائيلي"، مؤكدين أن الإدارة الأميركية لن تذهب بعيدا في ضغوطها على هذا الرجل.

ووصف محمد هلسة الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي ما يجري داخل أركان الحكم في إسرائيل بأنه فوضى قائمة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهي حالة من شأنها -كما أضاف- أن تخلخل ائتلاف نتنياهو الذي قال إنه يواجه هذه الضغوط بجملة من الإجراءات وتوجيه رسائل لخصومه السياسيين وخاصة وزير الدفاع يوآف غالانت الذي يسبب له الإزعاج.

ومن جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، الدكتور حسن أيوب، إن النخبة السياسية في إسرائيل وخاصة في المجلس الوزاري المصغر وحكومة الحرب؛ تعاني من حالة تشظٍ. والشيء الوحيد الذي تتفق عليه الأطراف المتصارعة هو استمرار العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية.

وأضاف أن العنوان الأبرز لخلافات السياسيين الإسرائيليين هو ما يتعلق بأولوية الحرب، هل الأولوية لإطلاق سراح المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أم لاستمرار الحرب؟

آلاف أهالي الأسرى الإسرائيليين في مسيرة تتجه نحو مكتب نتنياهو
آلاف من أهالي الأسرى الإسرائيليين في مسيرة تتجه نحو مكتب نتنياهو (الأناضول)

دعم اليمين

وبينما تطرق المحللان -في حديثهما ضمن برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- إلى ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على نتنياهو وكيف أن الأخير لا يستمع إلى الأميركيين، ركزا على العوامل التي من شأنها أن تؤدي إلى إسقاط رئيس الوزراء الإسرائيلي من الحكم.

وفي هذا السياق، يوضح الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي أن الرهان هو على الحراك الداخلي، وكلما تعاظم وانتقل إلى الشارع على شكل مظاهرات واحتجاجات واعتصامات فسيشكل ذلك حالة ضاغطة على نتنياهو، رغم أنه سيحاول وأدها.

وقال: "إن المجتمع الإسرائيلي هو الذي صنع دكتاتورا، وعليه أن يبدأ ربيعا إسرائيليا للإطاحة بنتنياهو".

وأشار إلى أن السياسيين الإسرائيليين الذين ينتقدون الحكومة ورئيسها لا ينزلون إلى الشارع مثلما حدث خلال الاحتجاجات على الإصلاحات القضائية التي سبقت السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

ومن وجهة نظر الخبير في الشأن الإسرائيلي، فإن نتنياهو يعلم أن وقف الحرب في غزة يعني ذهابه إلى السجن، لأنه ملاحق بالإدانة قبل وبعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهو مسكون بشعور العظمة والاستعلاء كرئيس وزراء منذ 17 عاما، ويعيش حالة من النرجسية، كما أنه يتكأ على ائتلاف يميني يتماشى مع رغباته في الاستمرار في الحرب، ويقوم بتخويف الإسرائيليين بالترويج أن وقف الحرب يعني قيام الدولة الفلسطينية.

ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية أن نتنياهو يدرك أنه باق في الحكم طالما يتمتع بدعم اليمين في إسرائيل (وله أكثر من 75 مقعدا في الكنيست) ودعم المجتمع الإسرائيلي الذي يريد استمرار الحرب في غزة.

المصدر : الجزيرة