محلل عسكري إسرائيلي: تحرك الجيش نحو جنوب غزة تكتنفه صعوبات

1.5 مليون شخص نزحوا من شمال قطاع غزة إلى جنوبها نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف (الأناضول)

قال محلل عسكري إسرائيلي إن تحرك الجيش باتجاه جنوب قطاع غزة "تكتنفه صعوبات"، أولها الكثافة السكانية للفلسطينيين بعد موجة النزوح من الشمال، مما يجعل جنوب القطاع "أكثر صعوبة في المناورة".

وكتب المحلل العسكري أمير بوخبوط في مقال على موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي اليوم الاثنين، أن الجيش الإسرائيلي يستعد للقيام "بمناورة برية" باتجاه جنوب قطاع غزة بعد موافقة رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي على استمرار القتال البري، لكن مصادر في الجيش ذكرت أن "جنوب قطاع غزة سيكون أكثر صعوبة في المناورة".

ولفت بوخبوط إلى أن صعوبة المناورة في جنوب القطاع تعود لعدة أسباب، أولها أن هذا الجزء من القطاع يضم عددا كبيرا جدا من الفلسطينيين الذين تركوا منازلهم في شمال القطاع ووسطه، ويعيشون الآن بكثافة في الملاجئ أو الخيام أو في منازل الأقارب والأصدقاء.

وأردف أنه بالإضافة إلى ذلك، فإنه مع بداية العملية البرية الإسرائيلية في شمال القطاع "فرّ العديد من الأعداء أيضا إلى الجنوب بما في ذلك رتب القيادة الميدانية والقيادة العليا لحركة (المقاومة الإسلامية) حماس".

وتابع "كما تزعم مصادر مختلفة أن معظم المختطفين تم نقلهم أيضا إلى مخابئ بجنوب قطاع غزة".

وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن هناك حاليا تخوفا من أن تهدف المفاوضات وراء إطلاق سراح المحتجزين "إلى تأخير أو منع مناورة برية للجيش الإسرائيلي في عمق الأراضي الفلسطينية".

 

ذرائع لقصف الجنوب

وبالمقابل، أشار المحلل الإسرائيلي إلى أن "ضباطا كبارا في الجيش يزعمون أن المنطقة الجنوبية من قطاع غزة تتيح للجيش فرصا عملياتية في المناورات البرية"، وقال إن تلك المصادر تزعم أنه بهذه الطريقة "سيكون من الممكن دراسة نوع التربة في المنطقة والأنظمة تحت الأرض المبنية هناك".

وتابع "كما سيكون جنوب قطاع غزة فرصة أخرى لتطبيق الأساليب القتالية للجيش الإسرائيلي والرؤى المستفادة من القتال في شمال ووسط القطاع".

وأشار إلى أن "التقدم إلى جنوب قطاع غزة يأتي بعد تقييم الوضع الذي أجري أمس الأحد، والذي وافق في إطاره رئيس الأركان على خطة القيادة الجنوبية لمواصلة القتال البري في غزة"، موضحا أن الجيش ينتظر حاليا موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وكان الهجوم البري الإسرائيلي، الذي انطلق يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اقتصر على شمال قطاع غزة بعد إرغام أعداد كبيرة من السكان الفلسطينيين على النزوح جنوبا باعتباره "منطقة آمنة".

ومساء السبت الماضي، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أن الجيش "انتقل إلى المرحلة الثانية من العمليات البرية في غزة"، مشيرا إلى أن "حرب إسرائيل على حماس شاملة"، ومهددا بـ"اغتيال السياسيين في الحركة أيضا"، دون الإشارة إلى وجود عمليات برية مخطط لها في جنوب قطاع غزة خلال تلك المرحلة من المعارك.

ويعيش نحو 1.5 مليون نازح في جنوب القطاع أوضاعا صعبة بعد تركهم منازلهم جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومعظمهم ينامون في الشوارع، وفق تصريحات سابقة للهلال الأحمر الفلسطيني.

ومنذ 45 يوما يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أكثر من 13 ألف شهيد، بينهم أكثر من 5500 طفل 3500 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

المصدر : وكالة الأناضول