إسرائيل التي انتكست أمام القسام تملك هذه القوة العسكرية الهائلة
منذ لحظة قيامها على أرض عربية محتلة عام 1948، حافظت إسرائيل على تفوقها العسكري في المنطقة، ونُسجت مقولات أسطورية عن جيشها الذي لا يقهر، إلى أن تكبدت في يومين 700 قتيل وألفي جريح وعددا كبيرا من الأسرى خلال عملية تشنها منذ السبت كتائب عز الدين القسام.
حاليا، تتبوأ إسرائيل الرقم 18 بين الدول الأقوى عسكريا في العالم، وفق مؤشر "غلوبال فاير باور"، بينما تحتل المرتبة 12 بين الدول المصدرة للسلاح.
ويبلغ الإنفاق العسكري السنوي في إسرائيل 16 مليار دولار، وتلقت دعما عسكريا أميركيا بقيمة 58 مليار دولار في الفترة ما بين 2000 و2021.
وفي ما يلي عرض للقدرات العسكرية الإسرائيلية:
تعداد الجيش
يتألف الجيش الإٍسرائيلي من 173 ألف جندي في الخدمة الفعلية، ونحو من 465 ألف جندي احتياط، ويبلغ تعداد المؤهلين للخدمة العسكرية نحو 1.7 مليون شخص.
القوات الجوية
تمتلك إسرائيل 595 طائرة حربية متعددة المهام، بينها 241 طائرة مقاتلة و23 طائرة هجومية، إلى جانب 128 مروحية عسكرية، وطائرات لتنفيذ المهام الخاصة وأخرى للشحن العسكري.
وتعد القوات الجوية الإسرائيلية من أكثر أسلحة الجو تقدما على مستوى العالم بفضل التكنولوجيا الفائقة التي تتمتع بها.
ولدى إسرائيل 42 مطارا عسكريا في الخدمة.
وتمتلك أسرابا من طائرات إف-35 وإف-16، وإف-15، وعددا هائلا من القنابل الذكية وأجهزة الاستشعار عن بعد، كما تمتلك إسرائيل سربا من الطائرات المسيرة الهجومية.
ويشار إلى أن إسرائيل من أوائل الدول التي استخدمت الطائرات المسيرة في الحروب.
ففي معركة سهل البقاع عام 1982، مكنت الطائرات المسيرة إسرائيل من تحقيق تفوق كاسح على سوريا.
القوات البرية
يبلغ تعداد القوات البرية الإسرائيلية 140 ألف جندي يزاولون الخدمة حاليا.
وتمتلك هذه القوات 1650 دبابة، بينها 500 من فئة الميركافا التي تحتوي على نظام حماية نشط، يعترض الصواريخ المضادة للدبابات قبل وصولها، ولها القدرة على إطلاق النار على الأهداف المتحركة، وتوصف بأنها من ضمن الدبابات الأكثر تحصينا في العالم.
وتمتلك إٍسرائيل 7500 مدرعة قتالية.
أما سلاح المدفعية، فقوامه نحو ألف آلية بينها 650 مدفعا ذاتي الحركة، إلى جانب 300 مدفع ميداني.
القوات البحرية
البحرية الإسرائيلية تتألف من 65 قطعة، منها 48 سفينة حربية و6 غواصات و7 طرادات.
وتمتلك إسرائيل زوارق حربية مزودة بالصواريخ وتوصف بأنها متطورة وذات كفاءة تكنولوجية عالية.
القبة الحديدية
كثيرا ما تتباهى إسرائيل بالقبة الحديدية، وهي نظام دفاعي متحرك لاحتواء ومواجهة الصواريخ القصيرة المدى والقذائف المدفعية في مختلف الأحوال الجوية، بما فيها السحب المنخفضة والعواصف الترابية والضباب.
ويعتمد النظام على صاروخ اعتراضي مجهز برأس حربي قادر على اعتراض وتفجير أي هدف في الهواء، بعد قيام منظومة الرادار بالكشف والتعرف على الصاروخ أو القذيفة المدفعية وملاحقة مسار المقذوف.
السلاح النووي
تعتبر إسرائيل القوة النووية الخامسة في العالم، وذلك لحيازتها رؤوسا نووية يمكن إطلاقها إلى مسافات تبلغ 1500 كيلومتر باستخدام صواريخها المسماة "أريحا"، إضافة للقنابل النووية التي يمكن إلقاؤها من الجو.
وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل تمتلك نحو مائتي قنبلة نووية، مع تأكيد بعض المصادر الغربية حيازتها أيضا كميات كبيرة من اليورانيوم والبلوتونيوم تسمح لها بإنتاج 100 قنبلة نووية أخرى.
ويعد الملف النووي الإسرائيلي من أكبر أسرار الحياة النووية في العصر الحالي، إذ رفضت إسرائيل منذ إنشائها أن تشملها عمليات التفتيش الدورية التي تجريها وكالة الطاقة الذرية على المنشآت النووية في العالم.
مقارنة أملتها الوقائع
لم يكن واردا المقارنة بين قدرات إسرائيل العسكرية الفائقة وإمكانيات حركة حماس المحاصرة في قطاع غزة منذ عام 2007.
لكن الكفاءة الميدانية العالية لكتائب عز الدين القاسم في عملية طوفان الأقصى الجارية حاليا، فرضت على وسائل الإعلام إجراء هذه المقارنة.
لا تقدّم حماس بيانات مفصلة عن تعداد قواتها وإمكانياتها العسكرية، ولكنها تعلن من حين لآخر عن إدخال أسلحة جديدة للخدمة، وعن استحداث تشكيلات تتمتع بقدرات قتالية فائقة.
ويقول تقرير حديث لشبكة "بي بي سي" إن إسرائيل لم تقدم يوما دليلا على أن حماس تتلقى أسلحة من إيران.
ويخلص التقرير إلى أن أسلحة حماس يجري تصنيعها في ورش محلية في قطاع غزة.
من قسام 1 إلى عياش
وبدأت قصة حماس مع الصواريخ عام 2001، حين كشفت عن الصاروخ "قسام 1″، وكانت حمولته التفجيرية متواضعة، ولم يتجاوز مدى 3 كيلومترات.
وقد تهكم مسؤولون عرب وفلسطينيون على صواريخ حماس ووصفوها بالعبثية.
ولكن الحركة تمكنت من تطوير صناعة الصواريخ بشكل مذهل في ظرف زمني وجيز، وبات بإمكانها ضرب مختلف المدن الإسرائيلية.
وقالت حماس إنها قصفت إسرائيل بأزيد من 5 آلاف صاروخ في اليوم الأول من عملية طوفان الأقصى التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ومن صواريخ حماس المتطورة "عياش" الذي يصل مداه 250 كلم، و"جعبري 80″ الذي يملك القدرة على تضليل القبة الحديدية.
وتمتلك حماس صواريخ "رجوم" قصيرة المدى واستخدمتها في عملية طوفان الأقصى لتأمين الغطاء الناري للمقاومين الذين اقتحموا مناطق الاحتلال.
قوات النخبة
ولا تتوفر بيانات عن عدد عناصر عز الدين القسام المنخرطين في العمل العسكري. لكنّ الكتائب أوضحت أنها أدخلت إلى البلدات الإسرائيلية ألف عنصر من نخبة مقاتليها وأنه يجري إمدادهم بالرجال والذخيرة والسلاح في مواقع القتال مع جيش الاحتلال.
من أبابيل إلى الزواري
حماس طورت أيضا بسرعة كبيرة تكنولوجيا الطائرات المسيرة، ففي 2014 أدخلت طائرة أبابيل للخدمة، واستخدمتها في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأما طائرة شهاب، فسبق أن قصفت حشودا عسكرية إسرائيلية متاخمة لغزة.
وشهاب أيضا قادرة على حمل شحنات متفجرة ويمكنها التحليق فوق الجنود والدبابات وجمع المعلومات مع قدرة فائقة على التخفي عن الأنظار.
ووفق بيان رسمي من حماس، فإن شهاب تمكنت من تنفيذ مهام استطلاعية، فوق مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب.
وصبيحة السبت الماضي، أعلنت حماس دخول مسيّرة الزواري الانتحارية للخدمة رسميا.
وقالت في بيان إن "سلاحنا الجوي شارك بـ35 مسيّرة انتحارية من طراز الزواري في جميع محاور القتال في اللحظات الأولى لمعركة طوفان الأقصى".
الكوماندوز البحري
تمتلك حماس فرقة كوماندوز بحرية، وأعلنت أنها شاركت في اللحظات الأولى لمعركة طوفان الأقصى.
وقد نفذت الفرقة عملية إنزال على شواطئ جنوب عسقلان، وأدار عناصرها العملية باقتدار وكبدوا العدو خسائر فادحة، وفق بيان رسمي من كتائب عز الدين القسام.
جسر العبور الجوي
كشفت حماس السبت عن وحدة صقر العسكرية التي نفذت العبور الجوي إلى بلدات إسرائيلية، في اليوم الأول من معركة طوفان الأقصى.
وتظهر مشاهد بثتها الحركة عناصر من المقاومة وهم يستخدمون دراجات مزودة بمروحيات ومظلات لعبور حدود قطاع غزة جوا، قبل أن يصلوا إلى المواقع العسكرية الإسرائيلية، ويشتبكوا مع جنود الاحتلال.
أرقام من الميدان
خلال يومين، أسفرت عملية طوفان الأقصى عن مقتل 700 إسرائيلي وجرح أزيد من ألفي شخص بيهم المئات حالاتهم خطرة، وفق بيانات رسمية إسرائيلية.
كذلك، أقرت تل أبيب بفقد وأسر 100 إسرائيلي خلال اليومين الأولين من عملية طوفان الأقصى.
وفي المقابل، ردت إسرائيل بشن غارات جوية على قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد أزيد من 400 مدني، بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال.