بولتون: نحذّر الأسد ولا اتفاق مع روسيا بشأن إدلب

ففي حوار مع وكالة رويترز أثناء زيارته للقدس، نفى بولتون وجود أي تفاهم مع موسكو بشأن مصير محافظة إدلب التي يهدد النظام السوري باجتياحها عسكريا، وقال "نشعر بالقلق الشديد عندما ننظر إلى الموقف العسكري، ونريد أن نوضح للأسد (الرئيس السوري) بما لا يدع مجالا للشك أننا نتوقع عدم استخدام أي أسلحة كيميائية أو بيولوجية إذا ما كانت هناك أعمال عسكرية إضافية في إدلب".

وفي رده على الدعوة الروسية لإعادة اللاجئين السوريين وإعادة إعمار سوريا المدمرة نتيجة الحرب، قال المتحدث إن روسيا "عالقة" في سوريا وتتطلع إلى آخرين لتمويل إعادة الإعمار، واصفا ذلك بأنه فرصة أمام واشنطن للضغط في سبيل انسحاب القوات الإيرانية من سوريا.

وتابع "لا أعتقد أنهم يريدون أن يظلوا عالقين هناك. أرى أن نشاطهم الدبلوماسي المحموم في أوروبا يشير إلى أنهم يودون إيجاد آخرين مثلا لتحمل تكلفة إعادة إعمار سوريا وهو ما قد ينجحون أو لا ينجحون في فعله".

استمرار التهديدات
مع ذلك، كشف بولتون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ الرئيس دونالد ترامب -خلال قمة هلسنكي في 16 يوليو/تموز الماضي- بأن موسكو لا يمكنها إجبار الإيرانيين على الانسحاب من سوريا.

أما فيما يخص الوجود العسكري الأميركي في سوريا، فقد أكد أن ما يبقيها هو وجود القوات الإيرانية وتنظيم الدولة، وقال بالخصوص "مصالحنا في سوريا هي استكمال تدمير دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم، والتعامل مع استمرار تهديداته بالإضافة إلى القلق من وجود المليشيات والقوات النظامية الإيرانية".

وأضاف "سنرى ما يمكن لنا وللآخرين الاتفاق بشأنه فيما يتعلق بحل الصراع في سوريا. لكن الشرط المسبق الوحيد هو سحب كل القوات الإيرانية إلى إيران".

عقوبات فعالة
وفي موضوع العقوبات الأميركية على إيران، رأى رئيس مجلس الأمن القومي أن تلك العقوبات أضحت أكثر فاعلية مما كان متوقعا، لكنه أشار إلى استمرار نشاط طهران الإقليمي الذي يحظى بمعارضة أميركية.

وقال بولتون خلال المقابلة "دعني أكون واضحا، نعتقد أن إعادة فرض العقوبات لها تأثير كبير بالفعل على اقتصاد إيران وعلى الرأي العام داخل إيران".

وأعادت الإدارة الأميركية حزمة أولى من العقوبات على طهران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الدولي الذي أُبرم عام 2015، ومن المتوقع أن تبدأ قريبا في فرض حزمة ثانية من العقوبات.

خطأ كبير
وكانت واشنطن علقت العقوبات الاقتصادية التي تفرضها على إيران مع بدء سريان الاتفاق النووي معها عام 2016، وعمد الرئيس السابق باراك أوباما والحالي منذ بدء تطبيق الاتفاق على تمديد تعليق هذه العقوبات كل ستة أشهر بناء على تقييم بأن طهران ملتزمة ببنود الاتفاق النووي الذي يقضي برفع العقوبات الدولية على إيران مقابل تقييدها لبرنامجها النووي.

وفي الشأن التركي، قال بولتون إن "الحكومة التركية ارتكبت خطأ كبيرا بعدم إطلاق سراح برونسون" وإن الأزمة مع أنقرة يمكن أن تنتهي "فورا" إذا فعلت الصواب وأطلقت سراح القس "دون شروط".

وكان القضاء التركي قرر حبس برونسون في 9 ديسمبر/كانون الأول 2016 على خلفية تهم عدة تضمنت ارتكابه جرائم باسم منظمتي فتح الله غولن وحزب العمال الكردستاني اللتين تصنفهما أنقرة ضمن التنظيمات الإرهابية، قبل أن يصدر قرار قضائي بفرض الإقامة الجبرية عليه.