انتخابات العراق.. حملات قبل موعدها وغموض النتائج المرتقبة
مروان الجبوري-بغداد
استعدادات الكتل
وينفي القيادي في ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي وجود أي حديث أو اتفاقيات حول شخص رئيس الوزراء القادم، معتبرا أن ذلك سابق لأوانه وأن "الشعب العراقي وحده من سيقرر ذلك".
ويضيف للجزيرة نت أن الكتلة الكبرى التي ستتشكل بعد إعلان النتائج داخل مجلس النواب هي من ستحدد رئيس الحكومة المقبلة، رافضا ما يقال عن تأثير خارجي في تحديد اسم هذا الشخص، سواء كان العبادي أو غيره.
ولا يرى المطلبي دخول الكتل الشيعية في قوائم مختلفة تفتتا أو تمزقا للتحالف الوطني بقدر ما هو اختلاف في الرؤى، ومن المتوقع أنها ستتقارب بعد إعلان النتائج لإدراكها حجم التحديات المشتركة التي تواجه العراق، على حد قوله.
ويشهد الشارع العراقي دعوات واسعة لمقاطعة الانتخابات المقرر عقدها في 12 مايو/أيار القادم، بسبب ما اعتبر فشلا للطبقة السياسية في إدارة أزمات البلاد، وارتفاع نسب الفقر والبطالة.
إلا أن ذلك لم يمنع من تنظيم الكتل السياسية لصفوفها استعدادا لخوض المعركة الانتخابية، عبر توزيع مساعدات على فئات شعبية فقيرة، وتعبيد بعض الطرق، ووعود بوظائف حكومية، وهو ما أثار موجة من الغضب والسخرية لدى الكثيرين.
ولا تبدو إمكانية التنبؤ بعدد المقاعد التي ستحصل عليها الكتل المشاركة أمرا يسيرا وفقا للكثيرين، بسبب تعقد المشهد وكثرة أعداد المرشحين، التي تجاوزت 7000 شخص في عموم البلاد.
تكتلات سنية
ومن أبرز الائتلافات السنية التي أعلن عنها "ائتلاف الوطنية" بزعامة إياد علاوي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، وتحالف القرار العراقي بزعامة أسامة النجيفي، وتحالف بغداد الذي يرأسه النائب محمد الكربولي، وآخرون.
وحسب عضو ائتلاف الوطنية المرشح في الانتخابات المقبلة عمر صبحي فإن أغلب مقاعد الكتل السنية تكاد تكون معروفة من الآن، باستثناء المحافظات المختلطة كبغداد وبابل والبصرة.
ويضيف للجزيرة نت أن "الوطنية" ستحوز على أصوات معظم السنة في بغداد وديالى وصلاح الدين، فيما ستتقدم "القرار" بوضوح في نينوى، أما محافظات ديالى وكركوك والأنبار فستكون مقاعدها موزعة بين مختلف الكتل المتنافسة.
ويتوقع صبحي حصول الكتل السنية على ما بين 80 و90 مقعدا، منها 35 مقعدا لكتلته على الأقل.
ورغم وجود مشكلة عشرات آلاف النازحين الذين يمكن أن يحرموا من التصويت، يرى صبحي أن حظوظ المرشحين السنة إيجابية عموما، باستثناء بعض المناطق التي ستتأثر بغياب نازحيها مثل محافظة بابل.
ويتوقع أن الحشد سيؤثر على سير ونزاهة العملية الانتخابية في بعض المحافظات الجنوبية، لأنه يمتلك السلطة الأمنية العليا في داخل المدن.
تأثير خارجي
ويقول المحلل السياسي رئيس مؤسسة بيت الخبرة العراقي أحمد رشدي إن هناك توجها قويا داخل ائتلاف "النصر" للتنسيق المبكر مع دولة القانون، وذلك من أجل إبقاء منصب رئاسة الوزراء من حصة حزب الدعوة، خاصة مع وجود منافسين من قبل قائمة الفتح الذي يرأسه هادي العامري.
ويتوقع أن يحصد "الفتح" أعلى المقاعد في المحافظات الجنوبية، وذلك بسبب هيمنته على العديد من مفاصل السلطة والقرار الأمني هناك، إضافة إلى حصوله على دعم إيراني واسع.
ويشير المحلل السياسي إلى أن حظوظ ائتلاف الفتح الذي يعرف قادته بالقرب الشديد من طهران تتصاعد مع الحديث عن تصعيد قادم بين الولايات المتحدة وإيران، خاصة النقض المتوقع للاتفاق النووي في 12 مايو/أيار القادم.
ويعلل ذلك باستخدام إيران لورقة الحشد من أجل التفاوض مع الولايات المتحدة على شخص رئيس الوزراء القادم، وهو ما قد يعبث بقواعد كل التحالفات الحالية التي تسعى لتشكيل جبهة سياسية داخل البرلمان قبل الانتخابات.
ويؤكد رشدي وجود مساع بين الكتل للبحث عن إمكانية تكوين جبهة تشكل حكومة أغلبية مريحة، عن طريق مشاركة أقطاب سنية وشيعية وكردية فيها من دون استبعاد الكتل الفائزة الأخرى.
ولكن إذا تم تصعيد موضوع الحشد من قبل الأميركيين، فإن ذلك سيجبرهم على تعطيل الاتفاقيات السابقة وعقد أخرى جديدة، على حد قوله.