عمار الحكيم.. رمز شيعي يدعو لفيدرالية العراق

epa02452657 Ammar al-Hakim, the leader of the Supreme Islamic Iraqi Council speaks during prayers for the Muslim festival of Eid al-Adha at his headquarters in Baghdad, Iraq, 17 November 2010. Muslims around the world celebrate Eid al-Adha by slaughtering sheep, goats, camels and cows to commemorate Prophet Abraham's willingness to sacrifice his son, Ismail, on God's command. EPA
عمار الحكيم هو نجل عبد العزيز الحكيم وحفيد المرجع الشيعي محسن الحكيم (مواقع التواصل)

سياسي عراقي، وزعيم شيعي، ظل يرأس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي منذ وفاة والده عام 2009، وحتى عام 2017 عندما أعلن انسحابه وتشكيل حزب جديد يحمل اسم "تيار الحكمة الوطني"، يدعو إلى إقامة نظام فدرالي في العراق.

المولد والنشأة

ولد عمار عبد العزيز محسن الحكيم سنة 1971 في مدينة النجف جنوب العاصمة العراقية بغداد، وهو نجل عبد العزيز الحكيم وحفيد المرجع الشيعي محسن الحكيم.

بحلول أواخر السبعينيات من القرن العشرين، بدأت الحكومة العراقية بقيادة أحمد حسن البكر وصدام حسين في قمع المعارضة السياسية التي تستهدف رجال الدين الشيعة الذين تحدثوا علانية ضد حكم البعث ففر مع والده إلى إيران عام 1979، بعد أن أعدمت السلطات 7 من أعمامه و62 من أقاربه.

كان عمار الحكيم المبعوث الشخصي لعمه محمد باقر الحكيم في العديد من البلدان (مواقع التواصل)

الدراسة والتكوين

درس في ثانويات العاصمة الإيرانية طهران، ثم أكمل دراسته الجامعية في الجامعة الإسلامية في مدينة قم جنوب طهران، وحصل على شهادة القانون.

قام بتدريس اللغة العربية والفقه الإسلامي والمنطق والفلسفة وعلوم القرآن في نفس الجامعة لعدة سنوات.

درس في الحوزات حتى وصل إلى مرحلة البحث الخارجي، وهي من المراحل المتقدمة في دراسة الحوزة العلمية، وهو يتقن اللغتين العربية والفارسية.

الوظائف والمسؤوليات

أسس عمار الحكيم مؤسسة ثقافية إسلامية تحت اسم "دار التبليغ الاسلامي"، والتي تغير اسمها إلى "مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي"، عقب اغتيال عمه محمد باقر الحكيم في النجف عام 2003.

كان عمار الحكيم المقرب والمبعوث الشخصي لعمه في العديد من البلدان قبل رجوعه إلى العراق من أجل جمع التبرعات لحزب "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" في بلدان العالم وخصوصأ أستراليا وأوروبا، والذي تغير اسمه عام 2006 إلى "المجلس الأعلى الإسلامي العراقي".

اختير عمار الحكيم نائبا لرئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي سنة 2007، ثم تولى رئاسة المجلس سنة 2009 بعد وفاة والده بالسرطان في سبتمبر/أيلول عام 2009.

التوجه الفكري

تأثر توجهه الفكري بتربيته ومحيطه الأسري، فهو ابن السيد عبد العزيز الحكيم الرئيس السابق للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي، وحفيد المرجع الديني الشيعي آية الله العظمى السيد محسن الحكيم، وهو من المؤيدين بقوة بل الداعين إلى إنشاء نظام فدرالي في العراق عبر تقسيمه إلى أقاليم مختلفة، بدءا بتشكيل إقليم جنوب العراق.

عاش نحو 24 عاما من حياته مهاجرا في إيران، فنشأ متأثرا بتفاصيل المشهد فيها بعد ثورة الخميني وإقامة نظام الجمهورية الإسلامية، وأصبح أحد الرموز السياسية الشيعية المؤمنة بدور المرجعيات في القرار السياسي.

اعتبر ظهوره بالزي العسكري بعد فتوى السيستاني بقتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام -بعد سيطرته على شمال العراق- عام 2014 دليلا يؤكد إيمانه بدور رجال الدين في السياسة.

التجربة السياسية

في عام 1982، بدأ والده وعمه – محمد باقر الحكيم – في تنظيم معارضة شيعية لحكومة صدام حسين وانحازا علانية إلى إيران في حربها التي استمرت ثماني سنوات مع العراق، وشارك عمار الحكيم في استجواب أسرى حرب عراقيين.

انضم عمار إلى منظمة بدر (المعروفة سابقا باسم فيلق بدر) التي تأسست عام 1982 بإشراف عمه، وهي الجناح العسكري الأكثر تنظيماً للمعارضة الشيعية وقد اتخذت من إيران ملاذاً لها بعد حملة تصفيات واغتيالات طالت كوادرها في العراق.

في عام 1991، وبعد هزيمة العراق الساحقة في الكويت وتراجعها، ساعد المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في تنظيم ثورة مسلحة في جنوب العراق.

لم تعد عائلة الحكيم إلى العراق إلا بعد 9 أبريل/نيسان 2003، عندما دخلت القوات الأميركية بغداد وفر صدام حسين شمالاً إلى تكريت، وتزوج من ابنة عمه محمد باقر الحكيم.

شكل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ائتلافا قويا من الجماعات الشيعية، تحت اسم الائتلاف العراقي الموحد (UIA)، الذي ضم أحزابا أخرى مثل حزب الدعوة الإسلامية وحركة الصدر الشعبوية، وفاز الائتلاف بأغلبية المقاعد في انتخابات البرلمان عام 2005 التي قاطعتها أحزاب السنة.

اعتقلته القوات الأميركية يوم 23 فبراير/شباط 2007 على الحدود أثناء عودته من زيارة لإيران، ثم أطلقت سراحه بعد 12 ساعة فقط، واعتذر سفير واشنطن لدى بغداد حينها زلماي خليل زاد عن اعتقاله.

وفي انتخابات مجالس المحافظات في يناير/كانون الثاني 2009، خسر المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، العديد من الأصوات، وبعد أسابيع قليلة، انشق المجلس عن الائتلاف العراقي الموحد، الذي انقسم إلى كتلتين رئيسيتين هما "التحالف الوطني العراقي" بقيادة الحكيم والتيار الصدري، و"ائتلاف دولة القانون" بزعامة نوري المالكي رئيس الوزراء.

وفي انتخابات البرلمان 2014، قاد قائمة تحالفه السياسي "كتلة المواطن ينتصر" التي حصدت 30 مقعدا في البرلمان والتي ضمت عددا من الشخصيات المعروفة، مثل: عادل عبد المهدي، وهمام حمودي، وإبراهيم بحر العلوم، وباقر جبر صولاغ.

في 24 يوليو/تموز 2017، أعلن عمار الحكيم انسحابة من المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الذي كان يرأسه منذ وفاة والده في 2009 وتشكيل حزب جديد يحمل اسم "تيار الحكمة الوطني".

شارك "تيار الحكمة" في انتخابات 2018، وحصل على 19 مقعدا في البرلمان، لكنه تراجع في انتخابات 2021 ليحصد تحالف "قوى الدولة الوطنية" الذي ضم تيار "الحكمة" وتحالف "النصر" برئاسة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، 4 مقاعد فقط.

وفي 1 يوليو/تموز 2020، أعلن زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم تشكيل تحالف سياسي جديد باسم "عراقيون"، بهدف تقوية مسار الدولة وتطبيق القانون وتلبية مطالب المتظاهرين وإعادة الثقة بالنظام السياسي، حسب بيانه الرسمي.

أبرز الإنجازات

أشرف عمار الحكيم على إنشاء وإدارة العديد من المنظمات والمؤسسات العلمية والثقافية في المنفى، بما في ذلك "بيت الحكمة للعلوم الإسلامية".

في عام 2003 أسس "مؤسسة الحكيم" بإشراف عمه آية الله السيد محمد باقر الحكيم والتي يقع مقرها الرئيسي في النجف.

حصلت "مؤسسة الحكيم" في وقت لاحق على المركز الاستشاري لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة.

هي الآن أكبر مؤسسة للمجتمع المدني في العراق، ولها أكثر من 80 مكتبًا في جميع المحافظات، وتعمل في مجال المساعدة الإنسانية، والتنمية، وحقوق الإنسان، والحوار بين الأديان.

كما تشرف المؤسسة على العديد من المدارس والكليات والمراكز الثقافية والعلمية.

تقيم المؤسسة العديد من الندوات والمؤتمرات والفعاليات الاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى إصدار عدد من المجلات والمنشورات المتخصصة.

المصدر : الجزيرة