مؤيدون للأسد يرقصون على أنين ضحايا الغوطة

تغريدة تغنت بأصوات ضحايا الغوطة
محمد النجار-الجزيرة نت

"الأصوات اللي عم تطلع بالغوطة أجمل من أصوات the voice مجتمعة"، بهذه التغريدة اختصرت معلقة تدعى "زينب" حالة الابتهاج التي طغت على حسابات سوريين ولبنانيين أبدوا فرحتهم للصراخ القادم من ضحايا القصف العنيف على الغوطة الشرقية بريف دمشق.
 
لم تكتف "زينب" بما كتبت، بل وضعت وجوها بدت كأنها تمارس الرقص على جثث الضحايا، بل ردت على معلق كتب تعليقا على تغريدتها "أجمل من أصوات كل المطربين بالعالم"، بالقول "تسلم الأيادي"، مع وجوه تستخدم ما يرمز للحب هذه المرة.
 
الأمر لم يقتصر على هذه التغريدة، فآخرون كتبوا تأييدا لحمم الموت التي تنهمر على غوطة دمشق الشرقية، فكتب أحدهم تعليقا على وسم #الغوطة_تباد -الذي أطلقه ناشطون- "نعم ستباد".


فيما نشر آخرون ما يفيد باعتبار الصور القادمة من الغوطة جزءا من المؤامرة على
سوريا، فعلق أحدهم أن أستديوهات هوليود وبوليود انتقلت الآن إلى الغوطة.

لجان إلكترونية
وفي الإطار ذاته، تحدث أحد المعلقين عن وجود "لجان إلكترونية" إخوانية وقطرية تروج وتنشر صورا عن الغوطة.
 
نظرية المؤامرة حضرت بقوة أيضا في ردود المؤيدين للنظام السوري وحزب الله اللبناني على ما غردت به الإعلامية اللبنانية ديما صادق التي نشرت صورة لعائلة قتل كل أفرادها في الغوطة، فرد بعضهم بأن الصورة من اليمن، وآخرون اتهموها بأخذ الصور من محرك البحث غوغل دون التدقيق فيها.
 

أما أحد المعلقين فأقر بصحة الصورة، وقال إنه سيولد غيرهم "المهم اللي متلك يموتوا بالغوطة.. إنتي لازم تموتي"، وأتبعها بوجه ضاحك. 

وهلل آخرون للأخبار التي تحدثت عن تكليف العميد في الجيش السوري سهيل الحسن -الذي يلقبه مؤيدوه بـ"النمر"- بإدارة المعركة، مطالبين بأن يسمع كل السوريين أصوات صراخ "الإرهابيين" من الغوطة.

رقص على الموت

حفلة الرقص على صرخات الموت القادمة من الغوطة الشرقية لم تقتصر على النشطاء والمغردين المغمورين، بل شارك فيها سياسيون لبنانيون وسوريون، أبرزهم الوزير اللبناني السابق وئام وهاب الذي نشر صورا وتعليقات اعتبر فيها أن ما يجري في الغوطة مبرر.
 

حفلات الرقص على أخبار الموت القادمة من الغوطة الشرقية تواصلت ضمن حملات لتبريرها باعتبارها تأتي ردا على قصف معارضين لمواقع في العاصمة دمشق، منها كلية العلوم في جامعة دمشق.

لكن مغردين آخرين ردوا على أصوات الشماتة التي مارسها سوريون ولبنانيون بنشر قصص من المأساة المستمرة في غوطة دمشق.

 

فنشر أحدهم مقطع فيديو قصير لثلاثة أطفال يغنون للحياة، فيما كانت أصوات القصف تأتي من خلفهم.

 
ومن أكثر القصص إيلاما تلك التي كتبتها سيدة تدعى "نيفين حوتري" اعتادت أن تروي قصصا من حياة عائلتها وعائلات أخرى تسكن في بيتها على وقع القصف الذي يحاصرهم جميعا في الغوطة.
 
عندما يشتد القصف
روت هذه الأم قصتها مع طفليها في ليلة اشتد فيها القصف، فكتبت "لما بيشتد القصف.. بشعر أنو تكويني الجسدي ناقص.. يعني إيدي التنين مو كافيين ليحضنوا أبني ويحموه من الخطر..".

وتابعت "ما عم أقدر أستوعب إني ما بقدر غطي بإيدي قصي ومايا.. وأنو لسا في أجزاء مكشوفة منهم ومو محميين ومخبايين جواتي..".

وقالت أيضا "من أول ما تعلمت مايا الكلام تعودنا أنا وهي نقول لبعض قبل النوم: تصبحي على خير.. الله يرضى عليكي.. ما بتنساها ولا ليلة.. قد ما كانت نعسانة.. إلا ليلة مبارح.. قالتي بدالها: ماما أنا كتير نعسانة بس خايفة نام".
 
وتابعت الأم "بالعادة بتنام الساعة 8.. مبارح قضت الوقت بين 8 والـ11 عم تروح عالتواليت كل شوي.. وعم تسأل أسئلة طفولية ما عندي جواب الها، متل: ليش عم يقصفونا؟ إيمتا رح يوقف القصف؟، أو متل الله بيحبنا مو؟.. هنن الله مابيحبهن مو؟ كررنا سوا أكتر من دعاء لحتى تتطمن".
 
ختمت حوتري قصتها بالقول "بالأخير ما نامت حتى حطيت إيدي على أذنها بحيث ما تسمع شي.. ولما تعبت من السهر نامت وهي مجعلكة حالها جواتي..، أنا ما بعرف كيف نمت.. بس بعرف أني فقت بعد أقل من ساعة على الأصوات يلي ما وقفت، يارب نسألك خير هذا اليوم وخير ما فيه.. ونعوذ بك من شره وشر ما فيه، #الغوطة".
المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي