الروهينغا يواصلون الفرار إلى بنغلاديش ويروون فظاعات
ونقلت وكالة رويترز عن عثمان جوني (55 عاما) الذي وصل إلى بنغلاديش على متن قارب مع أولاده السبعة وزوجته أن جيش ميانمار جاء إلى قريتهم وأحرق المنازل وقتل المدنيين، مؤكدا أن مسلحين بوذيين شاركوا في الهجوم.
وقال العديد من اللاجئين الجدد إن قراهم أحرقت يوم الجمعة الماضي، حيث شوهدت أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد من شمالي ولاية أراكان (راخين وفق التسمية الرسمية). وقالت لاجئة تدعى نورهابا (23 عاما، من قرية قرب بلدة ماونغداو) إنه لم يتبق شيء في قريتهم التي هاجمها الجيش.
وكان فارون من أراكان قدّموا في وقت سابق شهادات عن أعمال قتل واغتصاب وحرق على نطاق واسع. وتؤكد منظمات حقوقية استنادا إلى صور التقطتها الأقمار الصناعية أنه جرى إحراق نحو ثمانين قرية للأقلية المسلمة، كما تتهم منظمات دولية حكومة ميانمار بانتهاج سياسة الأرض المحروقة في أراكان.
عقوبات
في هذه الأثناء دعت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى فرض عقوبات وحظر السلاح على جيش ميانمار، ردا على حملته الدموية ضد مسلمي الروهينغا.
وتأتي المطالبة بفرض عقوبات على ميانمار بينما ترفض سلطات هذا البلد الإذعان للدعوات الدولية بوقف الحملة العسكرية في أراكان، وتلمح إلى أنها قد لا تسمح بعودة كل الفارين إلى بنغلاديش.
ومن المقرر أن تلقي مستشارة الدولة في ميانمار أونغ سان سو تشي غدا خطابا بشأن الأحداث الدامية في أراكان، التي حذرت الأمم المتحدة مؤخرا من أنها ترتقي إلى التطهير العرقي.
وفي مقابل مواقف بعض الدول مثل تركيا التي وصفت ما يجري في أراكان بالإبادة الجماعية للأقلية المسلمة، امتنعت الولايات المتحدة عن إدانة حكومة ميانمار التي تلقى دعما سياسيا من دول مثل الصين.
ومن المقرر أن يزور باتريك ميرفي نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي هذا الأسبوع مدينة سيتوي عاصمة أراكان للقاء ممثلي الحكومة والطوائف بما فيها الروهينغا، لكنه لن يزور المناطق التي تجري فيها الحملة العسكرية.
وفي بنغلاديش، تظاهر اليوم عشرون ألفا في العاصمة داكا تنديدا بما يتعرض له الروهينغا. وتأتي المظاهرة في ظل اتهامات من بنغلاديش لميانمار بدفع اللاجئين إلى أراضيها، وخرق أجوائها.