هآرتس: اتفاق وقف النار جنوبي سوريا فريد من نوعه

مشاهد من معركة مالنا غيرك يا الله في القنيطرة - غرفة عمليات جيش محمّد
صورة سابقة من معركة "ما لنا غيرك يا الله" في القنيطرة (ناشطون-أرشيف)

اعتبرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اتفاق وقف إطلاق النار في جنوبي سوريا فريدا من نوعه، لكونه أول نتاج لاتفاق روسي أميركي بعد المناوشات التي تبادلها الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين.

وأشارت الصحيفة إلى أن المثير للاهتمام والشك أيضا بشأن الاتفاق الجديد -الذي دخل حيز التنفيذ في جنوبي سوريا ظهر اليوم الأحد- أن مسلحي المعارضة وكذلك إيران وحزب الله ليسوا أطرافا فيه، ولا يزال غيرَ واضح إن كانوا سيلتزمون به أم لا.

واعتبر الصحفي زفي برئيل في مقاله التحليلي بالصحيفة، أن هناك أمرين منفصلين يستحقان النقاش، وهما أن هذا الاتفاق لوقف إطلاق النار يشكل اختبارا لقدرة روسيا على العمل كضامن لسلوك جيش الرئيس السوري بشار الأسد، وفاعلية الشرطة العسكرية الروسية في مراقبة الجيش السوري على الأرض.

وبهذه الصورة -وفق الصحفي- تكون الولايات المتحدة شريكا سلبيا نوعا ما، يتمثل كامل دورها في توفير مظلة دولية لوقف إطلاق النار، وبصورة أساسية إظهار المصالحة الروسية الأميركية للجميع.

أما المسألة الثانية، فتتعلق بتعيين حدود المناطق الآمنة وكيفية مراقبتها، وسيناقش الأمر في أستانا بكزاخستان بمشاركة روسيا وتركيا وإيران، ولكن بدون الولايات المتحدة.

وكانت الجولة الخامسة من محادثات أستانا قد انتهت قبل أيام دون نتائج حقيقية، حيث إن النقطة الرئيسية الشائكة بين الأطراف هي كيفية مراقبة مناطق خفض التصعيد وحدودها وسلطة القوات المسؤولة عن المراقبة.

وتشير الصحيفة إلى أنه حتى إذا ما صمد وقف إطلاق النار الجديد، فإنه لا يعني أن إقامة المناطق الآمنة سيمضي بشكل فعال.

الجنوب أكثر سهولة
ويرى كاتب المقال أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في جنوب سوريا يبدو أسهل من غيره من المناطق، وخاصة الشمال، بسبب اتفاق المصالح الروسية والأميركية على دفع إيران والمليشيا التي تدعمها -مثل النجباء وحزب الله- بعيدا عن المنطقة.

وأوضح أن الحاجة الملحة لتهدئة الجنوب تنبع أيضا من الحاجة إلى تهدئة الأردن وإسرائيل، مشيرا إلى اعتقاد بأن تل أبيب يمكن أن تتدخل في الجبهة السورية إذا ما رأت أن القوات الموالية لإيران ربما تتمركز على طول حدودها.

وأكد الكاتب أن إسرائيل -وهي شريك نشط في المحادثات بعَمّان لإقامة مناطق آمنة في جنوب سوريا- تتفهم أنه سيتعين عليها التعامل مع مراقبة روسيا لهذه المنطقة.

فحتى الوقت الراهن على الأقل -والكلام للصحفي- لا تعتزم الولايات المتحدة إرسال قوات مراقبة أو التدخل بنفسها عسكريا في الصراع السوري، باستثناء الحرب على تنظيم الدولة على جبهة الرقة ومحافظة دير الزور.

المصدر : وكالة الأنباء الألمانية