بعد تسليم تيران وصنافير.. السيسي خصم لكل المصريين

عبد الله حامد-القاهرة

تظاهر آلاف المصريين في عدة مناطق بالقاهرة احتجاجاً على إقرار البرلمان أمس الأربعاء اتفاقية تقضي بتسليم جزيرتي تيران وصنافير الإستراتيجيتين للمملكة العربية السعودية.

وقد دعت قوى سياسية إلى مظاهرات حاشدة غداً الجمعة، مما عدّه مراقبون بداية لزعزعة أركان نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وشهدت نقابة الصحفيين ومحيطها في القاهرة اعتصاماً حاشداً فضّته الشرطة بالقوة، واعتقلت صحفيين وأصابت العشرات.

كما شهدت القاهرة الليلة الماضية مظاهرات انطلقت من مقرات أحزاب في ميادين بالقاهرة والجيزة باتجاه ميدان التحرير، قبل أن تفضها الشرطة بالقوة، في حين خرجت مظاهرات في عدة مناطق بالإسكندرية وواجهتها الشرطة بالقوة أيضاً.

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بوسم "السيسي خائن" الذي تصدر موقع تويتر في مصر.

ووصفت شخصيات سياسية السيسي بالخيانة، ومن بينها المرشحان الرئاسيان السابقان حمدين صباحي وخالد علي.

وطرح نشطاء فكرة تقديم طلبات رسمية بأسماء وصفات هذه الشخصيات لقيادات الجيش المصري للتحرك ضد النظام.

ودعا بيان للإخوان المسلمون المصريين إلى التظاهر في كافة ميادين مصر غداً الجمعة "دفاعاً عن الأرض".

ووصف القيادي بحركة "6 أبريل" الشبابية شريف الروبي هذا النظام بأنه "فاشل وخائن للوطن"، ورأى أن "ما فعله مؤخراً بإقرار تسليم الجزر للسعودية يعد تنازلاً عن سيادة أراضي الدولة من أجل البقاء على الكرسي".

شرخ داخلي
واعتبر الروبي في حديث للجزيرة نت أن هناك شرخا داخل النظام بدليل التلاسن الذي جرى بين أعضاء البرلمان حول إقرار الاتفاقية، وبروز تصريحات للمرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق ورئيس أركان الجيش السابق الفريق سامي عنان ضد التنازل عن الجزيرتين.

وأكد أن سقوط النظام بات وشيكاً، "ولكن الأمر يحتاج إلى عوامل تساهم في تسريعه، ومنها ترابط قوى الثورة الشعبية مع توعية الشباب وإعطائهم الفرصة، وطرح خطاب يجمع مكونات الشعب".

ويرى المحلل السياسي أسامة الهتيمي أن الإيجابية التي يمكن أن تترتب على هذه الحالة هي اصطفاف قوى المعارضة لتوحيد جهودها وتنظيم فعاليات توعية واحتجاجات تكشف موقف هؤلاء من النظام.

لكن الهتيمي فرق بين نوعين من المعارضة في مصر: أولهما رافض للنظام مبدئياً، وهؤلاء "في حالة إقصاء وليسوا فاعلين في المشهد حالياً".

وأما النوع الآخر فقد كان حتى وقت قريب يدافع عن النظام، ومن ثم فليست لديهم مصداقية كاملة في الشارع، الأمر الذي يفقدهم القدرة على تحريكه "رغم حالة الغضب نتيجة هذه الاتفاقية".

هجوم وتشويه
ولفت الهتيمي إلى أن "النظام السياسي الذي يمتلك كل أدوات القوة، يقوم بالتضييق على المعارضة واتخاذ تدابير أمنية وقانونية شديدة، فضلا عن شن حملات الهجوم والتشويه بحق رموزها وعناصرها".

ورأى المحلل السياسي تامر وجيه أن "نظام السيسي أدرك عجزه عن مواجهة الأزمة الاقتصادية، مما دفعه لمواقف -مثل تسليم الجزيرتين- لم يكن ممكناً التجرؤ عليها من قبل".

ويعتقد وجيه أن "الاندفاع إلى الخارج" سيمزق القاعدة السياسية والاجتماعية للنظام، بل ويقلق داوئر عليا فيه، "مع ملاحظة أن سياسات السيسي الاقتصادية ترهق معظم القوى الاجتماعية".

ويؤكد أن أي حراك الشعبي ضد النظام سيظهر هشاشته، قائلا إن هناك معارضة داخل صفوف السلطة من شأنها أن تضعف موقفها.

لكن وجيه لا يرى مبررا للتحالف مع هذا النوع من المعارضة، "والبديل هو العمل على تجميع جمهور كافة القوى المؤيدة للديمقراطية".

وتابع أن "التهاب مشاعر قطاع من الناس حول الأرض يمكن أن يتطور إلى مواجهة السلطة"، لافتاً إلى أن بدابة ثورة يناير كانت مظاهرة لإقالة حبيب العادلي.

المصدر : الجزيرة