قوات حفتر.. قتل ممنهج دون حساب

محمد الورفلي يطلق النار عن قرب في رأس شخص يعتبره من الخوارج- مقطع فيديو
محمد الورفلي يطلق النار عن قرب على رأس شخص متهم بالانتماء لتنظيم الدولة (ناشطون)

فؤاد دياب-الجزيرة نت

أثار مقطع فيديو نشر في فيسبوك يظهر فيه القيادي العسكري بعملية الكرامة (موالية لحفتر) النقيب محمود الورفلي داخل غرفة وهو يعدم شخصا قيل إنه يحمل الجنسية الجزائرية ويتبع لتنظيم الدولة الإسلامية بمدينة بنغازي (شرق ليبيا) ردود فعل غاضبة ومستنكرة.

وظهر الورفلي في الفيديو حاملا مسدسا وأطلق على رأس الشخص مباشرة ثلاث رصاصات من مسافة قريبة جدا.

وقال الورفلي في خطبة له قبيل إعدام الشخص المذكور إنه "خارجي"، وإن قتل "الخوارج" تقرب إلى الله تعالى. وساق آراء فقهية تجيز مثل هذا القتل.

وفي جلسة لمجلس الأمن عقدت مساء أمس الاثنين أكدت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا في كلمتها حصولها على معلومات وفيديوهات تثبت ارتكاب قوات عملية الكرامة جرائم وصفتها بالمروعة في بنغازي، بما في ذلك إعدامات دون محاكمات.

ورفض الناطق باسم "القوات الخاصة الموالية لحفتر" العقيد ميلود الزوي التصريح في هذا الشأن في الوقت الحالي، قائلا للجزيرة نت إن هؤلاء الأشخاص من الناحية الشرعية "خوارج".

بدوره، استنكر آمر غرفة العمليات الجوية بعملية الكرامة العميد محمد منفور عمليات الإعدام التي ارتكبها الورفلي، موضحا أن هذه الأفعال مخالفة للقانون العسكري الليبي وحقوق الإنسان وحقوق الأسير. 

‪بنسودا تقول إن لديها أدلة على ارتكاب عملية الكرامة جرائم‬ (غيتي)
‪بنسودا تقول إن لديها أدلة على ارتكاب عملية الكرامة جرائم‬ (غيتي)

إفلات من العقاب
وأكد منفور في حديثه للجزيرة نت أن النيابات العسكرية بدأت في إجراءات التحقيق مع المتورطين بناء على تعليمات صدرت من القيادة العامة.  

وكانت القيادة العامة لعملية الكرامة قد تعهدت بتقديم العناصر الذين ظهروا في مقاطع الفيديو وقاموا بنبش القبور والتمثيل بجثامين قيادات تابعة لمجلس شورى ثوار بنغازي للمحاكمة، وإحالتهم إلى إدارة الشرطة والسجون العسكرية التابعة لها، إلا أن الورفلي لا يزال على رأس عمله ويرتكب جرائم الإعدام.

وعن عدم اهتمام المتورطين في جرائم الإعدام رغم علمهم بأن هناك شكاوى قدمت ضدهم لدى المحكمة الجنائية أوضحت الناشطة الحقوقية منى صويد أن ذلك يعود لانتشار ظاهرة الإفلات من العقاب التي أدت إلى تمادي المجرمين في ارتكاب الجرائم.

من جهتها، أشارت بنسودا إلى أن ليبيا معرضة لخطر العودة إلى النزاع واسع الانتشار، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم مناخ الإفلات من العقاب، معربة عن قلقها جراء انتشار هذه الجرائم التي تعمل على توفير أرض خصبة للجريمة المنظمة.

‪اتهام قوات حفتر بارتكاب جرائم وانتهاكات فظيعة‬ (الجزيرة)
‪اتهام قوات حفتر بارتكاب جرائم وانتهاكات فظيعة‬ (الجزيرة)

ونفت منى صويد أن يكون الشاب الذي جرى إعدامه على يد الورفلي جزائريا، مؤكدة أنه مواطن ليبي من بنغازي يدعى أحمد الغرياني، اعتقلته قوات الكرامة مؤخرا، على حد قولها.

غطاء سياسي
ويرى عضو المجلس الليبي الأميركي للعلاقات العامة عماد الدين المنتصر أن التصريحات المتكررة لوزير خارجية حكومة الوفاق محمد سيالة الداعمة لخليفة حفتر، ولقاء فايز السراج مع حفتر أربكا عمل فريق التحقيق وجعلا أي إجراءات قد تتخذ ضده توحي بأنها ضد التسوية السياسية بليبيا.

ويضيف المنتصر في حديثه للجزيرة نت أن غياب أي دور فعال ورسمي للمجلس الرئاسي ومجلس الدولة في المطالبة بالتحقيق ورضاهما الضمني بتصريحات سيالة وسعيهم لتقاسم السلطة مع حفتر قد وفر غطاء سياسيا وقانونيا للأخير، على حد تعبيره.

يشار إلى أن الورفلي قد ظهر في أكثر من فيديو وهو يعدم أشخاصا في بنغازي، كان أبرزها في مارس/آذار الماضي وهو يعدم ثلاثة أشخاص مقيدي الأيدي في أحد الطرق العامة رميا بالرصاص.

وشهدت بنغازي (شرق ليبيا) لأول مرة بعد ثورة فبراير قتلا على الهوية، وحرقا وهدما للمنازل التابعة لعناصر مجلس شورى ثوار بنغازي، واغتيالات لعدد من الأئمة والشيوخ، إضافة إلى التنكيل والتمثيل بالجثث وحرقها.

المصدر : الجزيرة