ترمب ينفي طلبه وقف التحقيق مع فلين

نفى البيت الأبيض أن يكون الرئيس دونالد ترمب قد طلب من مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) المقال جيمس كومي وقف التحقيق مع مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين بشأن التدخل الروسي، في وقت أكدت موسكو استعدادها لتقديم تسجيل للقاء وزير خارجيتها سيرغي لافروف بترامب إلى مجلس الشيوخ الأميركي.

وأكد البيان أن الأنباء التي أوردتها صحيفة نيويورك تايمز لم تصور المحادثة بين ترمب وكومي بشكل صادق ودقيق.

وكانت نيويورك تايمز أوردت أن مذكرة سرية لكومي كتب فيها أن الرئيس ترمب طلب منه إغلاق ملف التحقيق الخاص بالجنرال فلين.

وأجبر فلين -الذي عينه ترمب مستشارا لشؤون الأمن القومي- على الاستقالة يوم 13 فبراير/شباط الماضي على خلفية اتهامه بإجراء اتصالات مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك، أحدها في اليوم الذي أعلن فيه الرئيس السابق باراك أوباما طرد 35 دبلوماسيا روسيّا.

وبحسب الوثائق التي نشرها الكونغرس، فإن الجنرال فلين -المدير السابق للاستخبارات العسكرية في عهد أوباما- قبض 33 ألفا و750 دولارا مقابل مشاركته في ديسمبر/كانون الأول 2015 في حفل بمناسبة ذكرى تأسيس قناة روسيا اليوم التلفزيونية الحكومية.

وقال مراسل الجزيرة مراد هاشم إن الأزمة تتشعب وتكبر، مشيرا إلى أن مذكرة كومي وصفت بأنها قنبلة مدوية.

وأشار إلى أن السيناتور الجمهوري جون ماكين وصفها بأنها فضيحة تساوي في الحجم فضيحة "ووترغيت" التي أطاحت بالرئيس السابق ريتشارد نيكسون بداية السبعينيات، وهي ما قد يأخذها معارضو ترمب من الديمقراطيين والجمهوريين أساسا قانونيا لعزله إذا ما ثبت صحة المذكرة.

هزة ثانية
وتأتي هذه الهزة -كما وصفتها وكالة الصحافة الفرنسية- في وقت يواجه ترمب منذ أيام اتهاما بأنه أفشى معلومات سرية للغاية لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع في المكتب البيضاوي، وهو ما أثار غضب الديمقراطيين وبعض الجمهوريين الذين طالبون بتوضيح كامل.

ورفض مساعدو ترمب في البيت الأبيض القول ما إذا كانت المعلومات التي تناولها ترمب في اجتماعه، والتي تتعلق بقدرات تنظيم الدولة الإسلامية على صنع قنابل، معلومات سرية.

بيد أن الرئيس أطلق تغريدات أكد فيها أن لديه "الحق المطلق" في تبادل "الحقائق المتعلقة بالإرهاب وسلامة الرحلات الجوية".

وفي الأثناء قال السيناتور الديمقراطي تشاك شومر إن "البلاد تخضع لامتحان بطرق لم يسبق لها مثيل. أقول لكل زملائي في مجلس الشيوخ إن التاريخ يشهد علينا".

أما السيناتور الجمهوري جون ماكين فوصف المزاعم بشأن ما دار في اجتماع ترمب ولافروف بأنه "مقلق للغاية".

وأضاف أن الوقت الذي أمضاه الرئيس ترمب في تبادل معلومات حساسة مع الروس لم يكن يركز على تصرفات روسيا "العدوانية".

من جانبه نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخل بلاده في الشؤون الداخلية الأميركية، قائلاً إنّها لم ولن تفعل ذلك.

وأعرب -خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في منتجع سوشي مع رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني– عن استعداده لتقديم تسجيل للقاء وزير خارجيته سيرغي لافروف بترمب إلى مجلس الشيوخ الأميركي إذا رأت واشنطن ذلك ممكنا. ووصف بوتين ما يحدث في الولايات المتحدة بحالة الفصام السياسي.

المصدر : الجزيرة + وكالات