جنوب العراق ينتفض ضد النفوذ الإيراني
بغداد-الجزيرة نت
وقوبلت هذه الاحتجاجات بإطلاق عناصر حماية الخزعلي الرصاص الحي داخل حرم الجامعة لفض المحتجين، متهمين الحزب الشيوعي العراقي بافتعال الحادثة، ليهاجم بعدها مجهولون مقرا للحزب الشيوعي بالقنابل اليدوية.
وسبق ذلك هجوم متظاهرين غاضبين مقرات أحزاب عراقية اشتهرت بولائها لطهران، لاسيما حزب الدعوة الإسلامية، في عدد من المحافظات جنوب العراق.
ويرى هؤلاء أن التدخل الإيراني في العراق أصبح أمرا طبيعيا ومألوفا ويستشهدون في ذلك بتصريح علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الدينية والأقليات، الذي قال فيه إن "إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي".
وتتهم أطراف عراقية سياسية وغير سياسية إيران بالتدخل في الشأن العراقي، كما تتهم الولايات المتحدة إيران باستخدام نفوذها في العراق للتأثير في الوضع الأمني من خلال دعم مليشيات شيعية وتدريب عناصر من هذه المليشيات لتنفيذ أعمال مسلحة داخل العراق.
تأزيم المتأزم
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين قحطان الخفاجي أن تدخلات إيران في الشأن العراقي "واسعة وواضحة، يقابلها حراك قوي رافض لها".
واعتبر أن تكرار شعارات مناوئة للتدخل في الشأن العراقي "دلالة كبيرة على وجود رغبة عراقية أو تململا من حجم التدخل الإيراني، يوضح حجم الهوة الحاصلة بين الكتل السياسية التي ترتبط بشكل أو بآخر بإيران وبين عموم الجماهير، لا سيما في المناطق الجنوبية".
وأضاف الخفاجي في حديث للجزيرة "الأمر الأهم الذي ولّد رفضا لرموز العملية السياسية هو تعاملهم مع إيران لم يثمر خيرا للبلد، فكل أمور العراق متردية، ويعاني فسادا شمل كل شيء، وهذا الرفض للتدخل الإيراني هو نتاج لفشل العلاقات مع دول إقليمية لم تقدم شيئا إيجابيا لتنهض بالعراق".
من جهته، يرى رئيس معهد الفارابي للدراسات العليا وهاب الطائي أن الشعارات التي أطلقت في جامعة القادسية تندرج في إطار الدعايات الانتخابية.
وقال "كلما اقترب قطار الانتخابات تصبح هذه الممارسات عبارة عن مزايدات أكثر من كونها نابعة من شعور وطني، وهي تندرج أيضا ضمن الدعوة إلى "العلمانية التي حكمت البلد مدة ثمانين عاما، ولم تنتج إلا نظاما ديكتاتوريا".
وأضاف الطائي في حديث للجزيرة أنه إذا أردنا أن نذكر إيران "فيجب أن نذكرها بالشكر" لأنها أول دولة وقفت مع العراق في حربه ضد الإرهاب، وحمت بغداد وأربيل من السقوط بيد تنظيم الدولة الإسلامية، ولم تساعد على احتلال بغداد في عام 2003، والعراق بحاجة لدعم كل الدول دون استثناء".