المنطقة الخضراء.. قلعة محصنة ببغداد

الموسوعة - غوغل ماب للمنطقة الخضراء ببغداد - المصدر - غوغل ماب

أكثر المناطق تحصينا في العاصمة العراقية بغداد، تُعرف أيضًا بـ"المنطقة الدولية"، وهي مصطلح تداوله الأميركيون بعد احتلال العراق عام 2003 نظرا لوجود مقر بعثة الأمم المتحدة ومكاتبها بها إلى جانب سفارات دول كبرى أهمها الولايات المتحدة وبريطانيا.

الموقع
تقع المنطقة الخضراء على الضفة الغربية لنهر دجلة في جانب الكرخ، والذي يقسم وسط مدينة بغداد إلى قسمين. وتمتد حدودها من حي القادسية وحي الكندي غرباً، وجسر الجمهورية ومتنزه الزوراء شمالا، ويحتضنها نهر دجلة من الشرق والجنوب، إضافة إلى جزء كبير من متنزه وساحة الاحتفالات الكبرى بما تضم من منشآت.

ويدخل ضمن المنطقة الخضراء فندق الرشيد، وتعبر حدودها إلى جانب الرصافة حيث تسيطر على الجزء المحيط بالجسر المعلق في جهة الكرادة الشرقية (هنا).

المساحة
تشغل المنطقة الخضراء عشرة كيلومترات مربعة في قلب بغداد، ويحيطها سور من الإسمنت الصلب بارتفاع 17 قدماً وسماكة قدم، تعلوه الأسلاك الشائكة، يمتد عدة كيلومترات. وللمنطقة أربعة منافذ، وتتولى حمايتها قوات خاصة.

وتمتد "المنطقة الخضراء" على مساحة حيي كرادة مريم والقادسية الراقيين، وتضم المئات من الدور السكنية لمواطنين عراقيين، تم شراؤها أو استئجارها من قبل الدولة، ومنحت لمسؤولين حكوميين ونواب في البرلمان.

التسمية
تعرف المنطقة الخضراء بالفخامة ومساحاتها الواسعة، وكانت أشجارها أكثر خضرة، كما اتسمت بأنها تضم أكبر عدد من أشجار النخيل، ومن هنا جاءت تسميتها بـ"المنطقة الخضراء".

فترة الاحتلال
كانت المنطقة الخضراء مركزاً لسلطة الاحتلال التي تولى مهامها الحاكم الأميركي بول بريمر عام 2003، كذلك السفارة الأميركية التي تعد أكبر السفارات في العالم. ولم يكن يسمح بدخولها إلا من خلال هويات تعريفية تمنح عادة للعاملين داخلها الذين وصل عددهم في تلك الفترة إلى نحو 5000 موظف.

وحوّل الأميركيون العديد من المقار الحكومية والقصور العائدة لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ومنازل مسؤولين سابقين في نظامه إلى مقار لقواتهم، ومكاتب لمستشاريهم والوكالات العاملة معهم، ثم أصبحت فيما بعد مقار حكومية مهمة، إضافة إلى منازل مسؤولين وسياسيين بارزين.

ومن المنطقة الخضراء اتخذت جميع قرارات سلطة الاحتلال الأميركي، ففي 13 يوليو/تموز 2003 شكلت سلطة الائتلاف المؤقتة، و"مجلس الحكم الانتقالي في العراق" على أساس المحاصصة الطائفية، وكذلك بالنسبة للحكومة المؤقتة في العام 2004 التي ترأسها زعيم ائتلاف الوطني إياد علاوي، وما بعدها من حكومات.

منشآت
تضم المنطقة الخضراء عددا من المنشآت المهمة منها وزارة الدفاع العراقية، والمفوضية العليا للانتخابات، وقوس النصر الذي يجسد قبضة الرئيس الراحل صدام حسين ويعد أحد أبرز معالم ساحة الاحتفالات الكبرى، ونصب الجندي المجهول، وقصر السلام والقصر الجمهوري، وقصر المؤتمرات الذي بات بناية لمجلس النواب العراقي.

كما تضم الجسر المعلق، وفندق الرشيد، ومستشفى ابن سينا، وساعة بغداد التي كانت مقراً لمحكمة صدام حسين ومعاونيه، ومنها صدر حكم الإعدام ونفذ بحقه يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 2006.

وتضم المنطقة الخضراء أيضا قبر مؤسس حزب البعث ميشيل عفلق، وعددا من السفارات والمنظمات الدولية، ومقار رئاسة الوزراء والبرلمان وبعض الوزارات والهيئات المستقلة، إضافة إلى منازل مسؤولين وسياسيين بارزين في الحكومة العراقية.

استهداف
تعرضت المنطقة الخضراء لخروق أمنية عديدة والقصف بالهاون، واستهدف مقهى البرلمان العراقي في عام 2007 بهجوم انتحاري أدى إلى مصرع ثمانية أشخاص بينهم نائب بالبرلمان، وفي عام 2011 وقع هجوم بسيارة مفخخة في المرأب الخاص بأعضاء البرلمان أسفر عن وقوع إصابات.

افتتاح جزئي 
بعد انسحاب القوات الأميركية عام 2011، تولت القوات العراقية مسؤولية حماية المنطقة الخضراء التي بدت مدينة شاسعة معزولة عن باقي مدن بغداد وتتوفر فيها كل الخدمات التي لا تحظى بها العاصمة والمحافظات، الأمر الذي تسبب في تذمر شعبي وتعالت المطالبات بإلغائها وفتح شوارعها أمام المواطنين.

وأقرت الحكومة العراقية يوم 9 أغسطس/آب 2015 إجراءات لمكافحة الفساد وتحسين الخدمات العامة، بعد أسابيع من المظاهرات الشعبية التي انطلقت نهاية في يوليو/تموز 2015 مهدت الطريق لفتح المنطقة الخضراء أمام العراقيين يوم 4 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه اعتبر افتتاحا رمزيا وذلك نظرا للإجراءات الأمنية التي فرضت للسماح بمرور المركبات باتجاه واحد وبعد عملية تفتيش دقيقة.

احتجاجات
في 18 مارس/آذار 2016 أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر انطلاق الاعتصام السلمي لأنصاره من أمام بواباتها الأربع (بوابة جسر المعلق، وبوابة التشريع، وبوابة القادسية، وبوابة طريق المطار) للضغط على حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي من أجل إجراء تغيرات وزارية لـ"محاربة الفساد".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية