دول أفريقية تطلب رأيا قانونيا قبل عودة المغرب للاتحاد

ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن 12 دولة عضوا بـ الاتحاد الأفريقي طلبت رأيا رسميا من الهيئة القانونية للاتحاد لمعرفة ما إذا كانت المنظمة يمكن أن تقبل بلدا "يحتل جزءا من أرض دولة عضو" وذلك في وقت يناقش اليوم القادة الأفارقة المجتمعون بأديس أبابا في جلسة مغلقة طلب الرباط العودة للاتحاد.

وأشارت الوكالة إلى أن دولا أفريقية كبرى مثل الجزائر وجنوب أفريقيا ونيجيريا وكينيا وأنغولا طلبت رأيا رسميا من الهيئة القانونية للاتحاد الأفريقي لمعرفة ما إذا كانت هذه المنظمة يمكن أن تقبل بلدا "يحتل جزءا من أرض دولة عضو" في إشارة إلى سيطرة المغرب على الصحراء الغربية التي تطالب بها جبهة البوليساريو العضو بالاتحاد.

وتدعم دول أفريقية على رأسها الجزائر وجنوب أفريقيا مطالبة البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير مصير إقليم الصحراء الغربية بين الاستقلال عن المغرب أو الانضمام إليه، في حين يصر المغرب على أن المستعمرة الإسبانية السابقة التي ضمتها الرباط عام 1975 هي جزء لا يتجزأ من أراضيه، ويقترح منح المنطقة حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية.

اعتراض البوليساريو
وقال مراسل الجزيرة بأديس أبابا عبد المنعم العمراني إن جلسة مغلقة للقادة الأفارقة تعقد اليوم وستتداول في طلب المغرب العودة للاتحاد، ونقل عن مصدر في وفد البوليساريو المشارك بالقمة أن هناك مشكلة بشأن سياسة المغرب تجاه الحدود الموروثة عن الاستعمار.

وأضاف المصدر أنه رغم مصادقة الرباط على القانون التأسيسي للاتحاد فإن التحفظ يخص المادة 42 من الدستور المغربي التي تتحدث عن حدود البلاد.

غير أن مصدرا بالاتحاد الأفريقي قال لمراسل الجزيرة إن المغرب استوفى الشروط القانونية لنيل العضوية وهي المصادقة على القانون التأسيسي والانتماء جغرافيا للقارة، فضلا عن موافقة أغلبية الدول الأعضاء على طلب العودة.

وأفاد مراسل الجزيرة أنه من المتوقع أن يحسم في طلب المغرب في جلسة مغلقة اليوم أو غدا.

‪ملك المغرب وصل إثيوبيا قبل أيام وأجرى لقاءات مع قادة أفارقة لحشد الدعم لطلب العودة للاتحاد الأفريقي‬ ملك المغرب وصل إثيوبيا قبل أيام وأجرى لقاءات مع قادة أفارقة لحشد الدعم لطلب العودة للاتحاد الأفريقي (رويترز-أرشيف)
‪ملك المغرب وصل إثيوبيا قبل أيام وأجرى لقاءات مع قادة أفارقة لحشد الدعم لطلب العودة للاتحاد الأفريقي‬ ملك المغرب وصل إثيوبيا قبل أيام وأجرى لقاءات مع قادة أفارقة لحشد الدعم لطلب العودة للاتحاد الأفريقي (رويترز-أرشيف)

وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أن هناك صراعا خلف كواليس القمة الأفريقية -التي انطلقت اليوم وتستمر إلى يوم غد- بين دول تؤيد عودة فورية للمغرب إلى أحضان الاتحاد، وأخرى تعارض ذلك.

وكانت الرباط تقدمت في يوليو/تموز 2016 بطلب رسمي للعودة للاتحاد بعدما خرجت منه عام 1984 بعد قبول منظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي حاليا) عضوية جبهة البوليساريو بصفتها دولة في المنظمة.

رأي قانوني
وقالت الصحيفة الفرنسية إن دولا أفريقية وقعت رسالة مشتركة تطالب فيها بأن يكون طلب المغرب العودة للاتحاد موضع رأي قانوني، وهو ما قد يؤجل المصادقة على عضويته لمدة ستة شهور على الأقل.

بالمقابل، تجري الرباط اتصالات دبلوماسية حثيثة مع مسؤولي وقادة الدول الأفريقية لحشد الدعم لقضية العودة الفورية للاتحاد، إذ وصل ملك المغرب محمد السادس العاصمة الإثيوبية الجمعة الماضية على رأس وفد كبير، وعقد لقاءات ثنائية مع رئيس الكونغو دنيس ساسو نغيس ورئيس غينيا تيودورو أوبيانغ نغيما ورئيس رواندا بول كاغامي.

وفي الأشهر القليلة الماضية، أجرى محمد السادس جولة أفريقية شملت العديد من الدول غرب القارة، وذلك لتقوية العلاقات في مجالات متعددة، وكانت العودة للاتحاد من أبرز ملفات تلك الزيارات.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الفرنسية + الفرنسية