الأمم المتحدة تعلق مساعداتها بحلب بعد قصف القافلة

قررت الأمم المتحدة وقف قوافل المساعدات في سوريا فورا بعد قصف قافلة مساعدات أمس الاثنين في ريف حلب أسفر عن مقتل 13 من الهلال الأحمر السوري، وهو ما أثار غضبا وتنديدا دوليين، في وقت نفت روسيا والجيش السوري قصف القافلة.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركي خلال مؤتمر صحفي في جنيف، إن المنظمة الدولية علقت تحركات كل قوافل المساعدات في سوريا بعد الغارة الجوية التي أدت إلى حرق عشرين شاحنة بمن فيها.

وتابع المسؤول الأممي أن هذه الخطوة هي "إجراء فوري بانتظار تقييم جديد للوضع الأمني"، مشيرا إلى أن القافلة التي أصيبت الاثنين كانت تنقل بصورة خاصة مساعدات من الأمم المتحدة.

وفي هذا السياق أيضا، أعلن الهلال الأحمر السوري تعليق كل أنشطته في محافظة حلب لثلاثة أيام احتجاجا على استهداف قوافل المساعدات ومقتل عدد من أفراده. وقال في بيان إن القصف أسفر عن مقتل مدير الهلال الأحمر العربي السوري عمر بركات، وعدد من سائقي الشاحنات وغيرهم من العاملين.

من جهته قال ستيفن أوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إنه يشعر بمنتهى الاشمئزاز والغثيان والرعب من قصف القافلة. وأضاف في مقابلة مع شبكة الجزيرة، أنه إذا ثبت أن هذه الشاحنات استهدفت عمدا، فإن ذلك يعدّ جريمة حرب.

كما عبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عن غضبه إزاء استهداف قافلة الإغاثة.

وكانت قافلة إغاثة تابعة للأمم المتحدة تعرضت أمس الاثنين لغارات من قبل الطيران السوري أو الروسي في ريف حلب الغربي، مما أدى إلى احتراق عشرين شاحنة بمن فيها وقتل 13 شخصا من القائمين عليها.

نفي
في الأثناء نفى المتحدث باسم الكرملين ديميتري بسكوف الاتهامات الموجهة إلى روسيا باستهداف القافلة الأممية، ووصفها بأنها عارية من الصحة. واعتبر الوضع في حلب متوترا للغاية، قائلاً إن الأمل ضئيل جداً في عودة تطبيق الهدنة من جديد.

وفي هذا السياق أيضا قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن "مصدرا عسكريا" ينفي استهداف الجيش السوري قافلة المساعدات.

غير أن وزارة الخارجية الأميركية قالت إن واشنطن "غاضبة" مما حصل لقافلة الإغاثة، ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري القول إن روسيا فقدت السيطرة على الرئيس السوري بشار الأسد الذي يقصف شعبه منذ سنوات ويقصف قوافل المساعدات باستمرار.

وأضاف كيري -خلال لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف (رئيس وفد المملكة بدورة الانعقاد السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك)- "هذا الأسبوع ستُجمع الحقائق قبل أن نتخذ قرارا".

وفي هذا السياق أيضا، حذر المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي من أن استهداف القافلة يضع التزامات روسيا على المحك ويقوض الجهود الرامية لإنهاء الحرب في سوريا.

بدورها شجبت فرنسا العملية، وقالت إنها تظهر الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار في سوريا.

وجاء هذا التصعيد بعد ساعات قليلة فقط من إعلان قوات النظام السوري انتهاء سريان الهدنة التي كانت أعلنت بموجب الاتفاق الروسي الأميركي وبدأت مساء الاثنين الماضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات