أوباما يندد بهجمات بروكسل وأوروبا تعتبرها حرب قيم

US President Barack Obama speaks during the Cuba-US Economic Forum in Havana, Cuba, 21 March 2016. US President Barack Obama is on an official visit to Cuba from 20 to 22 March 2016; the first US president to visit Cuba since Calvin Coolidge 88 years ago.
أوباما يندد من هافانا بالهجمات (الأوروبية)

ندد الرئيس الأميركي باراك أوباما بهجمات بروكسل التي أوقعت أكثر من ثلاثين قتيلا، متعهدا ببذل الجهود الممكنة لملاحقة المسؤولين عنها، بينما تتوالى تصريحات المسؤولين الأوروبيين للتنديد بالهجمات التي اعتبروها "حربا" على القيم الأوروبية.

ومن العاصمة الكوبية هافانا قال أوباما "يجب أن نقف معا بغض النظر عن جنسيتنا أو عرقنا أو ديننا لمكافحة آفة الإرهاب، ونستطيع هزيمة من يهددون سلامة وأمن الناس في جميع أنحاء العالم وسنهزمهم"، مضيفا أن الولايات المتحدة ستفعل كل ما بوسعها لملاحقة المسؤولين عن تلك الهجمات.

كما أكد قال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر للكونغرس أن أي هجوم لن يؤثر على عزم واشنطن تسريع جهود هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، مضيفا أن بلاده تقف أيضا على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة لحلفائها في أوروبا. علما بأن تصريحاته جاءت قبل أن يعلن تنظيم الدولة تبنيه الهجمات.

بدوره، أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجمات، ووصفها بأنها "جريمة وحشية"، وقال في بيان إن "الحرب على الشر تتطلب أعلى مستوى من التعاون الدولي الفعال".

منظر عام لمحيط محطة القطار التي تعرضت لإحدى الهجمات (رويترز)
منظر عام لمحيط محطة القطار التي تعرضت لإحدى الهجمات (رويترز)

استنفار أوروبي
وما زالت موجة التعليقات الأوروبية تتوالى للتنديد والتهديد، حيث قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية مارغريتس شيناس إن المفوضية ما زالت تمارس عملها في بروكسل، مضيفا أنه "ينبغي على الاتحاد الأوروبي ومؤسساته أن يظلا حازمين، وسوف يظلان كذلك".

كما أعلن رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك أن الاتحاد سوف يساعد "بلجيكا وأوروبا ككل على مكافحة تهديد الإرهاب الذي نواجهه جميعا".

وفي العاصمة الأردنية عمان انهمرت دموع مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني قبل أن تقول للصحفيين إن "هذا يوم حزين جدا لأوروبا، وعاصمتها تعاني نفس الألم الذي شهدته هذه المنطقة (الشرق الأوسط) وتعاني منه يوميا".

وفي لندن، صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون على إثر انتهاء اجتماع طارئ لحكومته مخصص للهجمات بقوله "لن نسمح أبدا لهؤلاء الإرهابيين بالانتصار"، معتبرا أن مختلف البلدان الأوروبية تواجه تهديدا واضحا.

واعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في بيان أن "أوروبا كلها تعرضت للضرب"، موضحا أنه عليها "اتخاذ كل الإجراءات الضرورية إزاء خطورة التهديد"، كما تعهد بأن تواصل بلاده هذه الجهود.

أما رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس فقال للصحفيين "نحن في حرب، وفي مواجهة هذه الحرب يجب تعبئة كل الهيئات"، كما كتبت رئيسة بلدية باريس آن إيدالغو في تغريدة على موقع تويتر "تضامنا مع أهل بروكسل ستضيء باريس برج إيفل هذا المساء بألوان العلم البلجيكي".

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير -الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا- إنه يدين هجمات بروكسل بأقصى لهجة ممكنة، مضيفا في بيان أنها "تستهدف قلب أوروبا وتتوجه بخستها الإجرامية للناس العزل".

‪‬ صالة المغادرين بمطار بروكسل حيث وقع أحد التفجيرات(رويترز)
‪‬ صالة المغادرين بمطار بروكسل حيث وقع أحد التفجيرات(رويترز)

حرب "القيم"
أما وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير فقال للصحفيين إن وقوع الهجمات بالقرب من المؤسسات الأوروبية يعني أنها لا تستهدف بلجيكا وحدها بل أيضا حرية الحركة والقيم التي تشكل جزءا من الاتحاد الأوروبي، حسب قوله.

واتفق الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا مع هذا الرأي، قائلا إن الهجمات "تؤكد بطريقة مأساوية أن هدف الإرهاب الأساسي هو ثقافة الحرية والديمقراطية"، كما اعتبر رئيس الحكومة التشيكي بوغوسلاف سوبوتكا الهجمات بمثابة "اعتداء على القيم الجوهرية للديمقراطية والحرية".

وفي إسبانيا، قال رئيس الحكومة المنتهية ولايته ماريانو راخوي في تغريدة على تويتر إن "الإرهاب لن يهزمنا، وحدة الديمقراطيين في أوروبا سوف تنتصر دائما على الوحشية والجنون"، بينما قال وزير الخارجية خوسيه مارغالو إن "الإرهاب مثل السرطان الذي ينتشر في جميع أنحاء العالم".

كما عبر رئيس الوزراء الدانماركي لارس لوكي راسموسن عن رأيه على تويتر بقوله "سوف نطاردهم (الإرهابيون) وسنبقى موحدين في كفاحنا من أجل القيم الأوروبية"، بينما قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس في تغريدة له "نلتزم بدحر الإرهاب بواسطة الديمقراطية"، مضيفا "كلنا بروكسليون".

بدوره، قال وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورز "سوف ندافع عن أنفسنا بحزم ضد هذه الوحشية"، وبنفس اللهجة عبر رئيس الوزراء الصربي ألكسندر فوكيك عن مشاعره، معتبرا أن الهجمات "تهدد قيم التحضر التي ندافع عنها بضراوة".

كما اعتبر رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين أيضا أن الانفجارات "هجوم على أوروبا الديمقراطية"، في حين قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن "بلجيكا أصيبت مجددا بهجمات جبانة وغادرة".

وأدان بابا الفاتيكان فرانشيسكو "العنف الأعمى الذي تنجم عنه آلام كثيرة"، وأعرب عن تعاطفه مع عائلات الضحايا ومع الأشخاص الذين يساهمون في عمليات الإغاثة.

المصدر : الجزيرة + وكالات