أضرار نفسية بالغة بفعل التعذيب الأميركي

Human rights activists demonstrate waterboarding on a volunteer outside the Dirksen Senate office building on Capitol Hill in Washington DC USA on 06 November 2007. The Senate Judiciary Committee will vote today on the nomination of Michael Mukasey, President Geroge W. Bush's nominee for Attorney General. Mukasey refuses to say whether waterbaording, which simulates drowning, is or is not torture. EPA/MATTHEW CAVANAUGH
من أنشطة سابقة تحاكي ما تعرض له سجناء غوانتانامو من تعذيب (الأوروبية)

استعرض تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية ما ألحقه التعذيب الأميركي من أضرار نفسية بالغة بعدد من المعتقلين السابقين في غوانتانامو وفي سجون سرية أخرى.

ووفق التقرير فقد أدى الضرب والحرمان من النوم والوعيد و"تكتيكات وحشية أخرى" إلى مشاكل صحة عقلية مستمرة لعدد كثير من أولئك المعتقلين.

وبحسب التقرير فإنه قبل أن تسمح الولايات المتحدة بطريقة مرعبة لاستجواب السجناء، فإن محاميي الحكومة ومسؤولي المخابرات أكدوا أنفسهم من نتائج حاسمة واحدة، إذ كانوا يعرفون أن الأساليب التي لحقت المشتبه بتورطهم في الإرهاب ستكون مؤلمة وصادمة أكثر مما يمكن للبلد أن يقبله، لكنهم لم يستخلصوا أن من شأن ذلك أن يتسبب في أذى نفسي طويل الأمد.

وبعد خمسة عشر عاما من الواضح أنهم "كانوا مخطئين"، وفق تقرير الصحيفة.

وأشارت إلى ما يعانيه اليوم في سلوفاكيا حسين المرفادي من صداع دائم واضطراب في النوم، وهو من عانى من ذكريات الكلاب داخل غرف السجن المعتمة، وإلى ما يقاسيه اليوم في كزاخستان لطفي بن علي من كوابيس خانقة بأنه في قعر بئر.

وفي ليبيا يشتاط ماجد مختار ساسي المغربي غضبا بمجرد سماع صوت راديو من سيارة مارة، حيث يذكره ذلك بسجون وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي)، حيث كانت الموسيقى التي تصك الآذان وسيلة لإيذاء حواسه.

بل إن هناك رجالا يقولون إنهم لم يعودوا هم أنفسهم، ويقول المغربي يونس شكوري "أنا أعيش هذا النوع من الاكتئاب" ويقول إنه يخشى الخروج لأنه يرى وجوه الناس في الزحام كما لو كانوا حراسا في غوانتانامو. ويضيف "أنا لم أعد طبيعيا".

وبعد أن قاسى عشرات المعتقلين عناء المعاملة المؤلمة في سجون السي آي أي السرية في جميع أنحاء العالم والممارسات القسرية في معسكر الاعتقال العسكري في خليج غوانتانامو في كوبا، فإن هؤلاء -وفق التقرير- تطورت لديهم "مشاكل صحة عقلية ثابتة وفقا لسجلات طبية لم يكشف عنها سابقا ووثائق حكومية ومقابلات مع سجناء سابقين وأطباء من الجيش والمدنيين".

وتقول الصحيفة في تحقيقها المطول إنها وجدت أن نصف 39 شخصا خضعوا لبرنامج وكالة الاستخبارات المركزية المتمثل في "الاستجواب المعزز" وحرموا من النوم وغطست أجسامهم في مياه مثلجة وحبسوا في صناديق تشبه التوابيت، ظهرت لديهم مشاكل نفسية كاضطراب ما بعد الصدمة وهوس الشك والاكتئاب والذهان.

وقال خالد المصري، وهو مواطن ألماني سلمته مقدونيا إلى المخابرات الأميركية ورحل إلى أفغانستان حيث كان يضرب ويجرد من ملابسه، إنه يعاني من الغفلة وفقدان الذاكرة والاكتئاب والعجز واللامبالاة وفقدان الاهتمام بالمستقبل والتفكير البطيء والقلق.

المصدر : نيويورك تايمز