غوانتانامو.. سجن يستهجنه العالم

(FILES)This January 19, 2012 file photo reviewed by the US military shows the front gate of "Camp Six" detention facility of the Joint Detention Group at the US Naval Station in Guantanamo Bay, Cuba. More than half of the 166 detainees held at the US-run Guantanamo military prison have joined a rapidly growing hunger strike to protest their indefinite detention, an official said April 21, 2013. There are 84 inmates who are refusing food, including 16 on feeding tubes, five of whom are hospitalized, Lieutenant Colonel Samuel House said in a statement, adding that none had "life-threatening conditions." House said that as recently as Friday there were 63 inmates who were refusing to eat. On Tuesday of last week just 45 were taking part. AFP PHOTO/Jim WATSON / FILES
الرئيس الأميركي أوباما يقول إن معتقل غوانتانامو "يستنزف الموارد الأميركية ويسيء إلى سمعة أميركا في العالم" (الفرنسية)
سجن أميركي شيد بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 بعيدا عن عين القانون وقيم الحضارة وحقوق الإنسان، استفرد فيه الأميركيون بأسرى القاعدة وطالبان فكان ميدانا للمحاكم العسكرية الاستثنائية، ومسرحا لألوان التعذيب وفنون الرعب، من الإيهام بالغرق إلى التغذية القسرية، وبينهما أهوال وأنكال جعلت الرئيس أوباما يقول: إنه سجن "يستهجنه العالم ويستغله الإرهابيون في التجنيد" ويستنزف الموارد الأميركية. وقالت ألمانيا إن عار المعتقل يطال سمعتها.
الموقع
تقع قاعدة غوانتانامو العسكرية في خليج غوانتانامو عند أقصى نقطة من الساحل الجنوبي الشرقي لجمهورية كوبا، وتبعد ألف كيلومتر عن العاصمة هافانا.

القاعدة العسكرية
أنشئت قاعدة غوانتانامو العسكرية بعد أن نزلت قوات من مشاة البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو عام 1898 إبان الحرب الإسبانية الأميركية.

وتخلت كوبا عن غوانتانامو للولايات المتحدة عام 1903 تثمينا لمساعدتها لها أثناء الحرب ضد إسبانيا.

وفي 1934 وقعت معاهدة بين الطرفين منحت واشنطن حق امتياز على هذا الجيب، وهو أمر لا يمكن تبديله إلا بالاتفاق بين طرفي المعاهدة.

وتعتبر قاعدة غوانتانامو البحرية آخر قاعدة عسكرية أميركية في أميركا اللاتينية، وظلت القاعدة نقطة خلاف أساسية بين الولايات المتحدة الرأسمالية وكوبا الشيوعية التي تطالب باسترجاع هذا الجيب الأميركي منذ قيام الثورة الكوبية الشيوعية، وتعتبره من آثار الاستعمار الإسباني.

وترفض الحكومة الكوبية منذ 1960 الإيجار السنوي الرمزي الذي تسدده الولايات المتحدة وقدره خمسة آلاف دولار.

وحين اندلعت أزمة الصواريخ السوفياتية في أكتوبر/تشرين الأول 1962 دافعة بالعالم إلى شفير حرب نووية قامت فرقة من 18 ألف جندي كوبي بحراسة غوانتانامو ومحيطها الذي زرع بالألغام.

ومع انتهاء الحرب الباردة فقدت القاعدة الكثير من أهميتها الإستراتيجية وأصبحت واشنطن تستخدمها بصورة أساسية معسكر تدريب، كما نقل إليها عشرات آلاف اللاجئين الكوبيين والهايتيين الذين قبض عليهم في البحر وهم يحاولون الوصول إلى السواحل الأميركية.

وعلى إثر هجمات الـ11 من سبتمبر/أيلول 2001 على الأراضي الأميركية استعادت قاعدة غوانتانامو زخمها واستقطبت اهتماما دوليا واسع النطاق على المستويات السياسية والحقوقية والإعلامية.

الأقسام
قسم معتقل غوانتانامو إلى عدة معسكرات تتراوح بين أماكن للمعتقلين العاديين والحجز الانفرادي لمن يعتبرون الأكثر خطرا.

معسكر دلتا: أنشئ بين فبراير/شباط 2002 ومنتصف أبريل/نيسان 2002، يحتوي على 612 خلية تخضع لإشراف الشرطة العسكرية الأميركية، وقد قسم إلى معسكرات اعتقال من واحد إلى ستة.

ويسمح لمعتقلي معسكر دلتا بارتداء اللباس الأبيض بدلا من البرتقالي.

معسكر إيغوانا: هو معسكر صغير لا يخضع لحراسة مشددة، ويتواجد على بعد كيلومتر من المعسكر الرئيس، بين عامي 2002 و2003 احتضن هذا المعسكر ثلاثة مراهقين أقل من 16 سنة، وبعد الإفراج عنهم في يناير/كانون الثاني 2004 أغلق المعسكر، لكن أعيد فتحه منتصف 2005 واحتجز فيه 38 معتقلا لم يسمح لهم بالمغادرة لأسباب أمنية.

معسكر "إكس راي": خصص هذا المعسكر للاعتقال المؤقت، وأغلق في الـ29 من أبريل/نيسان 2002 بعد تحويل نزلائه إلى معسكر دلتا.

معسكر رقم 7: هو معسكر أقيم بطريقة سرية ويخضع لحراسة مشددة، وعام 2008 كشفت وكالة أسوشيتد برس عن سر هذا المعسكر الذي يعتقل فيه على الأقل 16 سجينا يوصفون بالخطرين وتعتقلهم وكالة الاستخبارات الأميركية. وقد احتضن هذا المعسكر خالد شيخ محمد و أبو زبيدة (زين العابدين محمد حسين).

من عام 2003 إلى 2006 أقامت وكالة الاستخبارات الأميركية مركزا صغيرا عرف باسم "بيني لان" (Penny Lane) لاحتجاز السجناء الذين حاولت الوكالة توظيفهم جواسيس ضد تنظيم القاعدة، ويتمتع رواد هذا المركز بخدمات يحرم منها غيرهم من المعتقلين مثل المطابخ والاستحمام وأجهزة التلفزيون.

ضم سجن غوانتانامو ما مجموعه 780 معتقلا منذ افتتاحه بعد وقت قصير من غزو أفغانستان في أكتوبر/تشرين الأول 2001، وبعد توالي الانتقادات للإدارة الأميركية خلال السنوات التي تلت افتتاح هذا المعتقل قامت وزارة الدفاع الأميركية بعمليات ترحيل متفرقة للمعتقلين حول العالم حتى بلغ عددهم صيف العام 2016 حوالي 76 معتقلا.

قتلى غوانتانامو
لا توجد إحصائيات رسمية لأولئك الذين قضوا في معسكر غوانتانامو، كما أن هناك تعتيما إعلاميا على الموضوع. مع ذلك، أعلن في 8 سبتمبر/أيلول 2012 عن وفاة المعتقل اليمني عدنان فرحان عبد اللطيف في ظروف غامضة، وعلقت السلطات الأميركية على الحادث بالقول إن المعتقل انتحر بتناول كميات كبيرة من دواء للعلاج النفسي وصف له.

واعتقل عدنان عبد اللطيف أواخر 2001 على يد السلطات العسكرية الباكستانية، وأرسل إلى غوانتانامو في يناير/كانون الثاني 2002. وكان قد صرح أنه سافر إلى باكستان وأفغانستان للعلاج، إلا أن الولايات المتحدة اتهمته بأنه عضو في القاعدة.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عام 2003 عن وقوع 23 محاولة انتحار، وكشف مسؤولون داخل غوانتانامو أن 25 معتقلا حاولوا الانتحار 41 مرة منذ 2002.

وفي العاشر من يونيو/حزيران 2006 تم العثور على ثلاثة معتقلين قتلى، قال البنتاغون إنهم انتحروا، لكن منظمات حقوقية شككت في أسباب وفاتهم.

ومن الأسماء التي أعلن عن وفاتها في معتقل غوانتانامو، مانع بن شامان العتيبي وياسر طلال الزهراني من السعودية وأحمد عبد الله من اليمن.

المصدر : الجزيرة