فرنسا تخفف موقفها حيال الأسد

Laurent Fabius - le figaro
فابيوس رأى أن الحل في سوريا يمر عبر تشكيل "حكومة وحدة وطنية" (لو فيغارو)
اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط مسبق لحل الأزمة في سوريا ليس واقعيا، بعد أيام من تصريحات مماثلة لنظيره الأميركي جون كيري طالب فيها برحيل الأسد عن السلطة ولكن ليس بالضرورة على الفور.

وقال فابيوس، في مقابلة أجرتها معه "لوفيغارو" الفرنسية وصحف أوروبية أخرى، إنه إذا تم الاشتراط أن يتنحى الأسد حتى قبل أن تبدأ المفاوضات فلن يتحقق الكثير من التقدم، مشددا على أنه "منعا لانهيار النظام على غرار ما حصل في العراق، يجب الحفاظ على الجيش وعلى دعائم أخرى للدولة" معتبرا أن ذلك يمر عبر تشكيل "حكومة وحدة وطنية" تضم أطرافا من النظام والمعارضة ممن يرفضون ما سماه الإرهاب.

وتمثل هذه التصريحات تخفيفا في موقف فرنسا تجاه الأسد بعد أيام من تعديل الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل مماثل أيضا مواقفهما بشأن سوريا، في وقت تزيد فيه روسيا دعمها للأسد بتعزيز حشدها العسكري هناك.

وقال كيري السبت الماضي إن توقيت رحيل الأسد عقب إبرام اتفاق سلام سيكون قابلا للتفاوض، بينما قال نظيره البريطاني فيليب هاموند إنه "إذا كانت هناك خطة انتقالية يكون فيها الأسد، يمكننا بحث ذلك، فنحن لم نقل أن عليه الذهاب من أول يوم لتلك المرحلة".

وفي الإطار نفسه، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني قوله اليوم الثلاثاء إن الأسد يجب أن يكون جزءا من أي حل سياسي للأزمة السورية.

وشدد عبد اللهيان، بمؤتمر صحفي في موسكو، على أن إيران وروسيا ستواصلان الحوار مع المعارضة السورية وستفعلان كل ما هو ممكن للمساعدة في حل هذه الأزمة.

كيريرأى أن توقيت رحيل الأسد عقب إبرام اتفاق سلام سيكون قابلا للتفاوض
كيريرأى أن توقيت رحيل الأسد عقب إبرام اتفاق سلام سيكون قابلا للتفاوض

زيارة سوريا
يأتي ذلك، في وقت أعلن فيه ثلاثة نواب اشتراكيين فرنسيين عزمهم على القيام بزيارة خاصة إلى سوريا نهاية الشهر الجاري رغم "تحفظات" زعيم كتلتهم البرلمانية، وذلك بعد بضعة أشهر من زيارة مماثلة قام بها إلى هذا البلد أربعة برلمانيين فرنسيين.

وقال النواب الثلاثة الأعضاء بالأغلبية الاشتراكية، وهم رئيس مجموعة الصداقة السورية الفرنسية جيرار بابت، وكريستيان أوتين وجيروم لامبير، إن زيارتهم المقررة من يوم 26 حتى 30 سبتمبر/ أيلول الجاري "خاصة بالكامل" مشيرين إلى أنها ستشمل جولات في كل من دمشق وحمص واللاذقية إضافة إلى بلدات أخرى.

وأوضحوا أنهم يعتزمون من خلال هذه الزيارة التعبير عن "تضامن البرلمانيين الفرنسيين مع أقليات الشرق" وإجراء تقييم "للوضع الإنساني ميدانيا".

ويعتزم النواب الثلاثة خلال زيارتهم لقاء برلمانيين سوريين وممثلين عن السلطات الكنسية ومدير الآثار والمتاحف السورية.

وتعليقا على ذلك، شدد زعيم الكتلة الاشتراكية بالجمعية الوطنية برونو لو رو، في تصريح للصحفيين، على أن للنواب "الحرية" في القيام بما يشاؤون، لافتا إلى أن لديه "تحفظات على مثل زيارة كهذه" ومشددا على وجوب "عدم إتاحة فرصة استغلال" الزيارة من قبل نظام الأسد.

وكانت زيارة إلى دمشق قام بها في مارس/ آذار أربعة برلمانيين فرنسيين بينهم بابت أثارت سجالا واسعا، لا سيما بعدما أعربت حكومة باريس عن غضبها إثر لقاء ثلاثة من البرلمانيين الأربعة الرئيس الأسد.

المصدر : وكالات