صيف سياسي ساخن في الجزائر

الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني خلال ندوته الصحفية
الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني أثناء ندوته الصحفية (الجزيرة نت)

هشام موفق-الجزائر

لم يكد رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق علي بن فليس ينهي مؤتمره التأسيسي لحزبه المعارض الجديد "طلائع الحريات"، حتى تلقى جملة من الانتقادات من غريمه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم عمار سعداني، الذي استنكر تصريحا سابقا لبن فليس انتقد فيه رسالة لقائد الأركان اللواء أحمد قايد صالح لسعداني، يهنئه فيها بنجاح المؤتمر العاشر.

وقال سعداني إن "آخر من كنت أعتقد أنه سينتقد جبهة التحرير هو بن فليس الذي ترأس الحكومة باسم الحزب، وهو اليوم يلد حزبه، ولا ندري أسيكون ذكرا أم أنثى". ووجه انتقاداته إلى رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، قائلا "هل علقنا على الرسائل التي كانت تأتيك من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين؟".

كما انتقد زعيمة حزب العمال لويزة حنون واعتبر حزبها "حزبا فئويا خارقا للدستور". كما تهكّم على حزب "جيل جديد" لرئيسه جيلالي سفيان "الذي يملك ختما ومقالا في الصحافة فقط".

ولم تسلم الصحافة من انتقاداته فقال إنها "تنتقد فقط من أجل الحصول على الإعلانات" من جهاتٍ أعطى سعداني الانطباع بأنها المخابرات.

ولم يسلم رئيس التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى من هجوم سعداني الذي رفض مبادرة للتحالف معه وحزبيْن آخرين، وقال "إن جبهة التحرير ترفض صيغة التحالفات السابقة، بل تسعى لتشكيل جبهة وطنية لمرافقة برنامج رئيس الجمهورية، ولا يقتصر الأمر على أربعة أحزاب فقط، على أن نكون قاطرة هذه الجبهة".

‪مطاوي: نخشى أن تتطور التجاذبات السياسية إلى استخدام الشارع‬ (الجزيرة نت)
‪مطاوي: نخشى أن تتطور التجاذبات السياسية إلى استخدام الشارع‬ (الجزيرة نت)

تحذير من الأسوأ
يقرأ الكاتب الصحفي فيصل مطاوي في هذا التحرك السياسي أن "صيفا ساخنا" ستعيشه البلاد هذا العام، مبديا خشيته من انزلاق الأمور إلى الأسوأ.

وقال مطاوي في حديث للجزيرة نت إن "أحمد أويحيى يمثل جناح المخابرات التي لا تريد للوضعية الحالية للمؤسسات أن تستمر، لذلك نشاهد أن الجيش بدأ يتورط بصفة مفضوحة مساندة لبوتفليقة".

وأضاف أن "أويحيى أراد أن يناور سياسيا ويستدرج سعداني ليفقده هيمنته الحالية، لكن الأخير رفض المقترح، ونشاهد تشكلا لمعارضة قوية في الساحة، لكن الجيش يريد أن يفرض بوتفليقة"، معربا عن خشيته من "تطور هذا التجاذب السياسي في الفترة المقبلة إلى مواجهات بين التيارين عبر استخدام الشارع".

واستشهد مطاوي في ذلك بأحداث العنف الطائفي التي تجددت فيي غرداية (600 كلم جنوب الجزائر) بين العرب والإباضيين، وأسفرت لحد الآن عن سقوط قتيل وعدة جرحى.

ويتفق مع هذه الرؤية الكاتب الصحفي الطاهر فطاني الذي قال "واضح جدا أنه يوجد داخل السلطة من أضحى يرفض هذا الوضع، بخاصة تغول رجال المال والأعمال الوهميين".

‪رزاقي: هناك خشية من أن يفرض الفرنسيون انتخابات مسبقة في الجزائر‬ (الجزيرة نت)
‪رزاقي: هناك خشية من أن يفرض الفرنسيون انتخابات مسبقة في الجزائر‬ (الجزيرة نت)

توافق
لكن أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر عبد العالي رزاقي يعتقد أن هناك توافقا بين أقطاب النظام الثلاثة (الجيش والرئاسة ورجال المال) على بقاء بوتفليقة إلى نهاية ولايته عام 2019.

ولا يرى رزاقي خلافا بين أقطاب السلطة، ويؤكد أن السلطة "خشيتها الوحيدة هي من الفرنسيين أو أي جهة أجنبية أخرى تريد طرح فكرة انتخابات مسبقة، وكل همّ السلطة الآن هو التأكيد أن الرئيس بوتفليقة ليس مريضا، وبالتالي قطع الطريق على الداعين لتطبيق المادة 88 من الدستور".

في سياق آخر، يعيب الناشط السياسي مراد عروج على السياسيين تطرقهم لمواضيع "لا تهم الشعب البتة، فكل هذا التراشق بين السياسيين أو بين السياسيين والصحف هل سينفع الشعب في شيء؟ والشعب مهموم الآن بغلاء الأسعار عشية رمضان، ويخشى على خزينة بلاده إن استمر الإنفاق بهذه الصورة، ولا يهمه هذا النقاش الوهمي بينهم".

المصدر : الجزيرة