لويزة حنون

لويزة حنون المرأة المرشحة الوحيدة للانتخابات 2014

سياسية جزائرية ومناضلة نقابية، ومؤسسة حزب العمال اليساري المعارض، وأول امرأة في تاريخ الجزائر تترشح لمنصب رئاسة الجمهورية ثلاث مرات. اعتقلت مرتان، وجمعت بين النضال السياسي والنقابي، وانتخبت في المجلس الشعبي الوطني (البرلمان).

الميلاد والنشأة
ولدت لويزة حنون يوم 7 أبريل/نيسان 1954 في بلدية الشقفة بريف ولاية جيجل المحافظ، لأسرة فلاحية بسيطة، وانتقلت مع عائلتها خلال ثورة التحرر من الاستعمار إلى مدينة عنابة، وفيها نشأت.

التكوين والدراسة
درست المرحلة الابتدائية والثانوية في عنابة، وكانت أول امرأة من أسرتها تذهب إلى المدرسة بعد استقلال الجزائر عام 1962.

حصلت على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) عام 1975، وتابعت دراساتها العليا في كلية الحقوق بجامعة عنابة بالموازاة مع عملها موظفة في مطار المدينة. وهي تتقن اللغة العربية والفرنسية.

الوظائف والمسؤوليات
بدأت مشوارها المهني في التعليم بعد حصولها على الثانوية العامة، فالتحقت بقطاع النقل الجوي (المطار) مع مواصلة دراستها الجامعية، لكن نشاطها النقابي تسبب في طردها من العمل فذهبت للعمل في الجزائر العاصمة عام 1980.

كانت عضوا في لجنة النساء العاملات ولجنة أفريقيا للوفاق الدولي للعمال، وطرفا مشاركا في كل المبادرات والحملات التي تقدم بها التحالف النقابي الأميركي المناهض للحرب والكونفدرالية الدولية للنقابات العربية والوفاق الدولي للعمال ضد احتلال العراق.

انتخبت نائبة في المجلس الشعبي الوطني ثلاث مرات، وكانت رئيسة -وإحدى مؤسسات- الجمعية من أجل المساواة أمام القانون بين النساء والرجال (أنشئت عام 1989).

التوجه الفكري
تشبعت أيام الجامعة بالفكر اليساري وتحديدا بأفكار التيار التروتسكي، وبرز ذلك بوضوح في نضالها النقابي، فهي تدعو لفصل الدين عن الدولة، وناضلت من أجل "تحرر المرأة من القيود"، والمساواة بين الرجل والمرأة في المسؤوليات والنضال وغيرها.

وصفها البعض بأنها "تشافيز الجزائر"، وطالبت بالإفراج عن أبرز قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ودعت -حين كانت الجزائر تغرق في العنف إثر إلغاء الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في ديسمبر/كانون الأول 1991- إلى حل تفاوضي يشرك الجبهة الإسلامية للخروج من الأزمة السياسية.

وعلى خلاف أغلب القادة السياسيين وإقامتهم في الأحياء المحمية بإجراءات أمنية مشددة، لم تترك حنون شقتها ولا مقرَّ حزبها في حي الحراش الشعبي، ورفضت عرض الإقامة في نادي الصنوبر حيث معقل مسؤولي النظام غرب العاصمة الجزائرية.

توجست من الربيع العربي وثوراته، وحذرت من "الوقوع في الفخ" لأنها اعتبرت ما حصل ليس ثورة أصيلة بل "امتدادا لمكائد الإمبريالية الأميركية الرأسمالية".

التجربة السياسية
لها حضور بارز في المشهد السياسي الجزائري، بدأت منذ عام 1979 نشاطها السياسي النسوي خارج جبهة التحرير (الحزب الحاكم) في مدينتها عنابة، ثم انتقلت إلى الجزائر العاصمة عام 1980.

نشطت في الدفاع عن قانون الأسرة المثير للجدل آنذاك، وفي عام 1981 انضمت إلى المنظمة الاشتراكية للعمال، وهي منظمة تروتسكية سرية، مما تسبب في دخولها السجن عام 1983 بتهمة المساس بالمصالح العليا للدولة والانتماء لتنظيم من المفسدين.

أفرج عنها في مايو/أيار 1984 وعانت من الاعتقال خلال الحوادث الدامية في أكتوبر/تشرين الأول 1988 لثلاثة أيام، وانضمت عام 1985 إلى لجنة المسيرة لرابطة حقوق الإنسان مع المحامي عمر منور.

وغداة الإعلان في فبراير/شباط 1989 عن التعددية الحزبية بالجزائر، أسست حنون عام 1990 حزب العمال وأصبحت الناطقة الرسمية باسمه، وعارضت توقيف المسار الانتخابي عام 1991 وضمت صوتها لباقي المعارضين كحسين آيت أحمد، وعبد الحميد مهري، وعبد الله جاب الله، وغيرهم.

انخرطت في جلسات سانت إيجيديو في إيطاليا، ووقعت ما عرف باسم "عقد روما" مع حزب جبهة التحرير وجبهة القوى الاشتراكية والجبهة الإسلامية للإنقاذ، باعتباره أرضية سياسية لاقتراح مخرج للأزمة التي تعيشها الجزائر.

انتخبت في تشريعيات 5 يونيو/حزيران 1997 نائبة في البرلمان عن حزب العمال، وتم تجديد انتخابها في الفترات اللاحقة.

ترشحت لمنصب رئيس الجمهورية في أبريل/نيسان 2004 وحصلت على 1% من أصوات الناخبين، وفي رئاسيات أبريل/نيسان 2009 حصلت على 4.22% والمرتبة الثانية بنحو 650 ألف صوت، فيما حصل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على أكثر من 13 مليون صوت.

صدمت من نتائج الانتخابات التشريعية في مايو/أيار 2012، واتهمت السلطة بمصادرة أصواتها ومقاعدها.

وجددت ترشحها للانتخابات الرئاسية في 17 أبريل/نيسان 2014 لتحطم الرقم القياسي للشخصيات التي تقدمت لخوض المعترك الرئاسي في الجزائر، باستثناء عبد العزيز بوتفليقة الفائز بالانتخابات.

المصدر : الجزيرة