هل من دلالات لنتائج انتخابات جامعات الضفة؟
عوض الرجوب-الخليل
وفي انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت التي أجريت أمس الأربعاء حصدت كتلة الوفاء الإسلامية الموالية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) 26 مقعدا، بينما حصلت كتلة الشهيد ياسر عرفات الممثلة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على 19 مقعدا.
وتعادلت الكتلتان أمس الأول في جامعة بويتكنك فلسطين، وأجلت الانتخابات في جامعتي النجاح والخليل.
وبينما اعتبرت حماس نتيجة انتخابات جامعة بيرزيت انتصارا لمشروع المقاومة واستفتاء على قوتها، باركتها فتح وقالت إنها انتصار لمبادئها ونهجها الديمقراطي، علما بأن فتح اتهمت حماس بعدم السماح بإجراء أي انتخابات طلابية في قطاع غزة.
ويشير أستاذ العلوم السياسية المحاضر بجامعة الخليل الدكتور بلال الشوبكي إلى تباين في نتائج انتخابات الجامعات، وفجوة في حجم المقاعد التي حصدتها كل كتلة، "مما يجعل من الصعب إسقاط النتائج على الشارع الفلسطيني أو على الاستحقاقات التشريعية والرئاسية في حال أجريت".
ومع ذلك، قال إن النتائج في مجملها تظهر تحسن وضع الإسلاميين في الضفة الغربية خاصة حركة حماس، مؤكدا على أن مستوى الحريات عال داخل الجامعات ومتدن خارج أسوارها.
وشدد الشوبكي في حديث للجزيرة نت على أن إسقاط هذه النتيجة على الشارع الفلسطيني يتطلب وجود مستوى عال من الحريات داخل المجتمع.
تجنب العنف
واعتبر أن نتيجة "بوليتكنك فلسطين" (التعادل) أقرب لتجسيد حالة المجتمع، لافتا إلى تأجيل الانتخابات في بعض الجامعات مثل النجاح ونابلس تجنبا لمشاكل أو استخدام العنف في ظل الاستقطاب الحاد بين الكتل الطلابية.
ولا يرى في إجراء الانتخابات بسلاسة مؤشرا ديمقراطيا للفصائل للمضي في الاستحقاقات التشريعية والرئاسية، لأن هذه الخطوة تتطلب تهيئة الأجواء للحريات "حتى لا تكون قمعا جديدا أو تجميلا للاستبداد السياسي".
وخلص إلى أن بعض الفصائل تبدي الآن حذرا وتتلكأ في مطالبتها بإجراء الانتخابات، وتدرك يقينا أن إجراءها في ظل بيئة غير ديمقراطية يعني منح شهادة شرعية لنظام سياسي قد يكون مفاجئا بإجراءاته على أرض الواقع.
من جهته اعتبر رئيس تحرير وكالة وطن للأنباء في رام الله علي دراغمة أن نتيجة انتخابات جامعة بيزريت لم تأت من فراغ، وإنما جاءت بسبب استثناء حركة فتح لقطاعات الشباب من دوائر اتخاذ القرار.
كما قال إن هذه النتيجة تعود لفرض الأجندات على قطاعات الشباب فضلا عن تغييب الخطاب الثوري وفشل البرنامجين الداخلي والخارجي للحركة وسياستها، حسب تعبيره.
مؤشر الهروب
ويضيف أن الفارق جاء أكثر مما توقعته فتح "التي كانت تعتقد أن فوزها أمر مسلم به، بينما لم تحصل كل فصائل منظمة التحرير مجتمعة على ما حصلت عليه حركة حماس".
ويضيف أن هذه النتيجة مؤشر واضح على الهروب من البرنامج السياسي لمنظمة التحرير".
ويربط دراغمة بين فوز حماس وتأثير العدوان الأخير على قطاع غزة وأداء كتائب عز الدين القسام، والتوجه العام للشارع الفلسطيني نحو خيار المقاومة.
ولفت إلى أن وضع حماس بالضفة يمكن وصفه "بتعايش المضطر مع الملاحقة الأمنية". وقال إن الحركة كانت تهرب من الانتخابات في السنوات الأخيرة خشية ملاحقة عناصرها واعتقالهم من قبل السلطة الفلسطينية والاحتلال.
لكن حماس تعودت هذا الوضع، وقرر عناصرها المنافسة بكامل قدراتهم، فكانت النتيجة القاسية على منافسيهم، حسب تعبيره.