لقاء ثلاثي رابع لإنقاذ مفاوضات السلام
يعقد اليوم الاثنين اجتماع فلسطيني إسرائيلي رابع برعاية أميركية، بعد تقارير عن عدم تحقيق اجتماع أمس أي تقدم في إنقاذ مفاوضات السلام، وتزامن ذلك مع اجتماع للكنيست لمناقشة الأزمة، وسط ضغوط أميركية للمضي في المفاوضات التي دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى مقاطعتها.
وقال مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري إن هذا الاجتماع يأتي على خلفية الأجواء الإيجابية التي خلفها اجتماع أمس -بحضور المبعوث الأميركي لعملية السلام مارتن إنديك- رغم أن التقارير تؤكد عدم إحراز أي تقدم في البحث عن مخرج.
وأوضح العمري أن اجتماع اليوم ستتبعه اجتماعات أخرى، مشيرا إلى أن كل طرف يحاول أن يظهر استعداده للتفاوض حتى نهاية المهلة المحددة وهي الأشهر التسعة التي تنتهي في الـ29 من الشهر الجاري، بموجب الاتفاق على استئناف المفاوضات في يوليو/تموز الماضي.
وعزا الجانب الفلسطيني فشل اجتماع أمس إلى إصرار إسرائيل على رفض إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى، ومطالبتها الفلسطينيين بعدم الانضمام إلى المعاهدات والاتفاقات الدولية.
وتفجرت المفاوضات الأسبوع الماضي عندما رفضت إسرائيل الالتزام بتعهدها بشأن الأسرى، فردت القيادة الفلسطينية بالتوقيع على طلبات للانضمام إلى 15 معاهدة واتفاقية ومنظمة أممية.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أن الفلسطينيين يريدون تعهدا مكتوبا من حكومة بنيامين نتنياهو تعترف فيه بدولة فلسطينية على الضفة الغربية وقطاع غزة اللذين استولت عليهما إسرائيل في حرب 1967 على أن تكون القدس عاصمة لها، ووقف الأنشطة الاستيطانية وإطلاق سراح الأسرى.
أما حركة حماس فوجهت اليوم انتقاداتها لاستمرار اللقاءات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وجدّدت مطالبتها بوقف المفاوضات بشكل تام.
وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم -بحسب وكالة يونايتد برس إنترناشيونال- إن استمرار اللقاءات للمرة الرابعة على التوالي يوضح أن المفاوضات مع الاحتلال متوقفة شكلاً وعلناً ومستمرة سراً.
الموقف الإسرائيلي
وقد عقدت الهيئة العامة للكنيست الإسرائيلي اليوم اجتماعا استثنائيا لمناقشة الأزمة التي تعصف بالمفاوضات مع الفلسطينيين وتهدد بانهيارها.
ودعا زعيم المعارضة في الكنيست إسحاق هرتزوغ إلى إجراء انتخابات مبكرة واستفتاء شعبي حول مستقبل المفاوضات بدلا من البحث عن المتهم بإفشالها.
من جانبها قالت رئيسة حركة ميرتس اليسارية إن المفاوضات التي أجرتها الحكومة الإسرائيلية كانت فارغة المضمون، وأضافت أن هدفها الإبقاءُ على ما سمتها التوليفة الحاكمة لإحلال السلام مع الفلسطينيين.
أما موقف اليمين فقد جاء على لسان وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي أعلن في نيويورك أمس أنه يفضل إجراء انتخابات عامة مبكرة في إسرائيل على الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى التي تشمل 14 أسيرا من عرب الـ48.
لكن القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي أفادت مساء أمس بأن ليبرمان أوضح بعد خطابه أنه مستعد لمواصلة المفاوضات شرط أن يسحب الفلسطينيون انضمامهم إلى المعاهدات الدولية والعودة إلى المربع الأول، أي إطلاق سراح الأسرى، وتعهد بعدم إحباط ذلك.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم إن ليبرمان سيلتقي نظيره الأميركي جون كيري بعد غد، وإن ليبرمان يقدر أن الإدارة الأميركية تتوقع من إسرائيل تجاهل انضمام الفلسطينيين للمعاهدات الدولية وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، ومن ضمنهم الأسرى القدامى، مقابل إفراج الولايات المتحدة عن الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد.
ضغوط أميركية
وبدورها، تمارس الإدارة الأميركية -التي تتوسط في المفاوضات عبر وزير خارجيتها كيري- ضغوطا على الحكومة الإسرائيلية من أجل التغاضي عن التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة وإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين القدامى مقابل استئناف المفاوضات، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجانب الأميركي -الذي أكد أنه يجري تقييما لدوره في المحادثات المتعثرة- يستند في ضغوطه على أن المعاهدات الدولية التي وقع عليها الجانب الفلسطيني ليس بإمكانها أن تلحق ضررا بإسرائيل وإنما هي معاهدات عامة وتتعلق بحقوق النساء والأطفال، وأن هذه المعاهدات تُخضع الفلسطينيين لمراقبة دولية.