شعار قسم ميدان

محاولات البحث عن الغولدن بوي

midan - player

انتقل عثمان ديمبيلي من دورتموند إلى برشلونة بقيمة 105 مليون يورو وهو في سن العشرين. ومنذ سنوات طويلة لم يسمع مجتمع كرة القدم عن انتقال ضخم لمراهق. ربما لأن السنوات العشرة الأخيرة ظلت حبيسة ثنائية "ميسي-كريستيانو". بحيث لا يوجد انتقال للاعب أهم من أحد هذين الاثنين. ولا توجد موهبة شابة يمكنها أن تبلغ ذلك المستوى في الوقت القريب المنظور. يمكن القول إن كرة القدم عادت إلى حقبة أقدم قليلا، تبحث فيها الأندية عن لاعب يمكنه أن يصبح الأفضل في العالم مستقبلا. لأنه بعد أقل من 3 سنوات من الآن سوف تبحث الكرة الذهبية عن أسماء مثل مبابي أو ديبالا أو ديمبيلي أو أسينسيو.. لأننا على أعتاب نهاية حقبة "ميسي-كريستيانو"، والعودة إلى حقبة ما قبل كاكا. ولعلها فرصة مناسبة لتذكر أغلى انتقالات للمراهقين في المراحل العمريّة المختلفة. أو ما يمكن تسميته بمحاولات البحث عن الـ "غولدين بوي".

  

شيي أوجو – 14 سنة
وقّع(1) أوجو للانضمام إلى ليفربول في (نوفمبر/تشرين الثاني) 2011م بقيمة انتقال 2.5 مليون يورو كأغلى لاعب بعمر 14 سنة. وكان ذلك بعد بدايته في عمر العاشرة مع نادي ميلتون كينز دونز، وبعدد أن تم تصعيده إلى فريق تحت 18 سنة وهو في سن 13 سنة. وفي ذات الفترة كان يتدرب مع الفريق الأول بالنادي المشارك في دوري التشامبيونشيب!
   
اللاعب الإنجليزي
اللاعب الإنجليزي "شيي أوجو" (رويترز)
  

في تلك المرحلة اهتمت العديد من الأندية الأوروبية بضم الناشيء، وأهمهم كان أرسنال وتشيلسي ومانشستر سيتي واليونايتد داخل إنجلترا، وبارسا والريال ويوفنتوس وأياكس من خارجها. لكنه أراد البقاء في الديار، وكانت أمنيته حينها هي الانضمام إلى أرسنال، الفريق الذي يشجعه. لكنه فضّل عرض ليفربول، خاصة مع وجود كيني دالغليش مدربًا. وهو مدرب يهتم بقطاعات الناشئين. فرأى(2) أوجو أن فرصة تطوره ستكون أكبر في صفوف الريدز.

 

حسم أوجو قراره مبكرًا بالانضمام لمنتخب إنجلترا بدلا من منتخب نيجيريا، التي تعود إليها أصول العائلة. ومثّل ألوان المراحل العمرية المختلفة لمنتخب الأسود الثلاثة؛ بدأ الأمر بمنتخب تحت 16، ثم تلقى استدعاء منتخب تحت 17 وهو في سن الخامسة عشرة، ولعب معهم أكثر من بطولة ودية. ثم جاءت مرحلة منتخب تحت 18 وتحت 19. وتألق أوجو مع كل هذه المنتخبات. وهو ما أهله إلى الانضمام لمنتخب إنجلترا المشارك في كأس العالم تحت 20 سنة في كوريا. ولعب دورًا واضحًا في تتويج المنتخب بالبطولة الوحيدة في تاريخ الاتحاد الإنجليزي منذ فوز المنتخب الأول بكأس العالم 1966م، بعد نجاحه في صناعة هدفي الفوز(3) على إيطاليا في نصف النهائي. ثم جاء الفوز على فينزويلا في النهائي.

 

شهد عام 2015م تصعيد أوجو للفريق الأول في ليفربول. وظهر في 8 مباريات. ثم خرج لعدة إعارات متتالية بأندية ويجان وويلفرهامبتون. وفي الموسم الحالي انضم لفولهام على سبيل الإعارة(4) لمدة موسم واحد. ومن المنتظر أن يحصّل الخبرة اللازمة في هذه المرحلة، والتي تؤهله لحجز مكان في تشكيلة الريدز تحت إدارة يورجين كلوب.

 

فران ميريدا – 15 سنة
اللاعب الإسباني فران ميريدا (غيتي)
اللاعب الإسباني فران ميريدا (غيتي)
  
انتقل فران في سن 15 سنة إلى أرسنال بعقد قيمته 3.2 مليون يورو، وهو مبلغ قياسيّ حتى الآن للاعب في هذه السن. لكنه منذ البداية وحتى النهاية لم يحصل على فرصته كاملة مع الجانرز قط. بدأت حكايته كناشئ في صفوف برشلونة وهو في الثامنة من عمره. لكن والديه وجدا أن الظروف في كاتالونيا ليست مثالية لنشأة ابنهما كرويًا. وتلقيا عروضًا عديدة لضمه من ريال مدريد وميلان وأرسنال. ونظرًا لأن جوزيبا دياز هو وكيل اللاعب، وهو نفسه وكيل سيسك فابريجاس، فقد اختارت الأسرة الانتقال إلى النادي اللندني.

 

خرج ميريدا من إسبانيا في (سبتمبر/أيلول) 2005م، وفي (أغسطس/آب) من عام 2006م ظهر بألوان الأرسنال للمرة الأولى في مباراة ودية. ولم يُتَح له توقيع العقد بصورة رسمية قبل أن يتم عامه السابع عشر حسب القوانين الإنجليزية في التعاقد مع اللاعبين الأجانب. وهو ما أدى لاحقًا إلى نزاعات قضائية(5) بين اللاعب وأسرته من طرف وبرشلونة من طرف آخر، حيث طالبت إدارة النادي بقيمة الصفقة.

 

حتى تلك اللحظة كان اللاعب هو أحد المراقبين بشدة كواحد من آمال الكرة الإسبانية. في موسم 2008م تم التصعيد للفريق الأول بأرسنال. ونال مديح(6) فينجر طيلة مواسم ثلاثة قضاها في الفريق الأول. فمع أول مرات ظهوره، وصفه بـ "لاعب رائع بلا جدال". ومرة أخرى في رد على سؤال حول جلوسه احتياطيًا لفترة طويلة، قال فينجر إن اللاعب يؤدي بصورة رائعة جدًا جدًا، وإنه يزداد قوة مع الوقت. وفي 2010م عندما كان هناك تفكير في إعارته إلى ليفانتي، تراجع فينجر عن الخطوة. وقال إن موهبته أكبر من أن يسمح له بالرحيل. وكل تلك الكلمات لم تنجح في نفي حقيقة أن ميريدا قضى 3 مواسم في أرسنال لعب فيهم 6 مباريات فقط، وخرج فيهم إعارة لمدة 6 أشهر لسويسيداد. وفي نهاية عقده، قرر اللاعب عدم التجديد والرحيل إلى أتليتكو مدريد.

 

حكاية ميريدا هي إحدى الحكايات الحزينة في كرة القدم. فهذا اللاعب الذي كان أملا حقيقيًا للكرة الإسبانية، والذي شارك مع كل المراحل العمرية للاروخا، والذي فاز معهم ببطولة اليورو(7) تحت 17 سنة وبرونزية كأس العالم 2007م، والذي شارك في كأس العالم تحت 20 في مصر 2009م، هذا اللاعب لم ينجح أبدًا في الوصول لمنتخب إسبانيا الأول. وبعد أن كان هدفًا للميرينجي والميلان العريق، أصبح لاعبًا بدوري القسم الثاني بإسبانيا. وبلغ سن 27 سنة، بحصيلة 130 في الدوريات، منهم 93  في الدرجة الثانية، واقتصرت حصيلته من الأهداف على 12 هدفًا فقط!

 

ثيو والكوت – 16سنة
ثيو والكوت يحمل قميص أرسنال للمرة الأولى في سن 16 سنة (رويترز)
ثيو والكوت يحمل قميص أرسنال للمرة الأولى في سن 16 سنة (رويترز)
 
في مطلع عام 2006م وقّع ثيو والكوت عقدًا مع أرسنال. بحيث تُدفع قيمة مبدئية في اللاعب 5 مليون جنيه إسترليني، ثم يدفع أرسنال لاحقًا مليون إسترليني عن كل 10 مباريات يشارك فيهم والكوت مع الفريق الأول، و2 مليون كزيادات أخرى.  واستطاع اللاعب الذي كان ظهوره الأول(8) في الدوري الممتاز بعمر 17 سنة و156 يوم أن يكلف خزينة الجانرز 10.5 مليون يورو كمبلغ إجمالي وقياسي لصفقة لاعب في عمر 16 سنة.

 

نشأ والكوت في مقاطعة بيركشاير، لأب من جاميكا وأم إنجليزية. وبدأ الانتظام في لعب كرة القدم لأحد الأندية المحلية هناك اسمه نيوبوري. وفي موسمه الأول والوحيد مع الفريق نجح في إحراز 100 هدف. فانتقل إلى فريق آخر اسمه سوينداون تاون. ولم يستغرق الأمر أكثر من 6 أشهر كي ينتقل إلى ساوثهامبتون.  وكان نجم والكوت ساطعًا جدًا في هذه الأثناء، حتى إنه حصل على عقد(9) رعاية من شركة نايكي الشهيرة مقابل تسويق أحذيتها الرياضية.

 

الآن في 2017 عند النظر إلى اسم والكوت، سنجد لاعبًا مخضرمًا في صفوف المدفعجية، شارك فيما يقارب 400 مباراة وأحرز ما يزيد عن 100 هدف

استطاع والكوت الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي للشباب مع القديسين. ثم أصبح أصغر لاعب في فريق الرديف للنادي في سن 15 سنة و175 يوم في موسم 2005م. وفي موسم 2006، هبط مع الفريق إلى تشامبيونشيب. لكنه شارك مع الفريق الأول هذه المرة، ليصبح أصغر لاعب يشارك في تاريخ ساوثهامبتون. وأحرز هدفه الأول معهم ضد ليدز يزنايتد في ذات الموسم، ليصبح أصغر من يسجل في تاريخ الفريق أيضًا. واختارته (BBC)(10) حينها كواحد من أهم 3 ناشئين في إنجلترا.

 

حتى تلك اللحظة كان والكوت مشجعًا لليفربول أسوة بوالده. حتى إنه وافق على أن يكون جامع كرات حول الملعب في واحدة من مباريات تشلسي ضد ليفربول كي يشاهد أساطير الريدز حينها عن قرب؛ مايكل أوين وروبي فاولر وستيف ماكمانامان. ويحكي عن فرحته الجنونية يوم فوزهم بنهائي اسطنبول الشهير ضد ميلان في 2005م. وفي وقت لمعان والكوت مع القديسين، تصارعت أندية ليفربول وتوتنهام وتشلسي من أجل الحصول عليه، لكن الكلمة الأخيرة كانت لأرسين فينجر. وفي 2006م، عام الرحيل إلى أرسنال، فاجأ(11) جوران أريكسون الجميع بإدراج اسم والكوت ولينون في قائمة المنتخب الإنجليزي بكأس العالم. وأصبح أصغر لاعب في تاريخ المنتخب عند ظهوره الأول بعمر 17 سنة و75 يوم. وتخطى الرقم السابق المسجل باسم واين روني.

 

والآن في 2017م عند النظر إلى اسم والكوت، سنجد(12) لاعبًا مخضرمًا في صفوف المدفعجية، شارك فيما يقارب 400 مباراة وأحرز ما يزيد عن 100 هدف. وسنجد لاعبًا طويل الباع مع منتخب الأسود الثلاثة، شارك في قرابة 50 مباراة. ولكن ماذا عن التتويجات؟ مشكلة أرسنال هي ذاتها مشكلة والكوت. فرغم مرور ما يقارب 11 سنة قضاها اللاعب مع أرسنال فينجر، لم يستطع النادي تحقيق أي إنجاز كبير. واقتصرت التتويجات على 3 ألقاب لكأس الاتحاد، ولقبين للدرع الخيرية. وأما مع المنتخب الإنجليزي، فالمشكلة أكبر من الجميع، إذ لم يصعدوا إلى منصات التتويج منذ 1966م، وكذلك والكوت.

 

أليكساندر باتو – 17 سنة
اللاعب البرازيلي أليكساندر باتو (رويترز)
اللاعب البرازيلي أليكساندر باتو (رويترز)
 
انتقل باتو في مطلع موسم 2007/2008م إلى ميلان الإيطالي في صفقة بلغت 22 مليون يورو، كرقم قياسيّ مدفوع في مراهق ذي 17 عامًا. وقبل هذا التاريخ بسنة واحدة كان باتو قد وقع وهو ابن السادسة عشرة مع نادي إنترناسيونال البرازيلي من أجل المشاركة مع فريق تحت 20 سنة. وببساطة شديدة، نجح في احتلال صدارة الهدافين. وقاد الفريق نحو نهائي البطولة ضد ساو باولو وقضى في الملعب حينها قرابة السبعين دقيقة يتلاعب بدفاعات الخصم مهديًا اللقب لإنترنسيونال.

 

ولم تتوقف انطلاقته النارية عند هذا الحد، فقد تم تصعيده بسرعة للفريق الأول. وشارك معه في كأس العالم للأندية في اليابان 2006م. وهناك أحرز هدفه الشهير للجماهير العربية ضد الأهلي المصري. وصعد بالفريق نحو النهائي. وبذلك الهدف أصبح أصغر لاعب يحرز في بطولة من تنظيم الفيفا بسن 17 سنة و102 يوم. وكسر رقم الأسطورة بيليه الصامد منذ كأس العالم 1958م. وفي النهاية فاز الفريق بلقب كأس العالم للأندية. واستغرق الأمر من باتو موسمًا واحدًا كي يجمع مع فريقه لقبيّ كوبا ليبرتادوريس ومونديال الأندية ضد برشلونة! وفي 27 لقاء مع الفريق أحرز ذلك المراهق 12 هدفًا، كلها حاسمة ومهمة.

 

رحل "باتو" إلى الدوري الصيني تحت قيادة "فابيو كانافارو" في نادي تيانجين كوانجيان، بصفقة انتقال بلغت 15.5 مليون يورو

لم تخف هذه الانطلاقة على كبار أوروبا، وأصبح باتو مطلوبًا بشدة وخاصة في ميلان الإيطالي. ووقع معه قبل حتى أن يتم عامه الثامن عشر. وانتظر حتى عيد ميلاده وفق قوانين الاتحاد الدولي التي تمنع انتقال اللاعبين من خارج الاتحاد الأوروبي قبل سن 18. وكان ظهوره(13) الأول في (يناير/كانون الثاني) 2008م بعد فتح فترة الانتقالات الشتوية. واستغرق الأمر منه حوالي 3 أسابيع كي يحرز هدفه الأول في نابولي على ملعب سان سيرو. وفي موسمه الأول أحرز 9 أهداف في 20 مباراة.

 

في الموسم التالي أصبح باتو هدافًا للفريق بحصيلة 18 هدفا في 42 مباراة. وفاز بجائزة أفضل لاعب شاب في الكالتشيو، كأول لاعب برازيلي يحصل على هذا التكريم في التاريخ. وفي نهاية الموسم خاض بطولة كأس القارات مع منتخب البرازيل، وحصد لقبه الأول مع المنتخب البرازيلي. وبعد موسمين آخرين ناجحين مع الفريق، أحرز فيهما مجتمعين 30 هدفا، صعد مع الفريق إلى منصة التتويج للمرة الأولى، محرزًا ثنائية الإسكويديتو وكأس إيطاليا. وكانت هذه هي آخر أيام باتو في التألق!

 

تعرض باتو إلى إصابة في نهاية موسم 2012م، وتفاقمت بحيث منعته من المشاركة مع الفريق في ذلك الموسم والموسم التالي له. إذ لعب فيهما مجتمعين 15 مباراة فقط بالدوري. وأحرز فيهما هدفًا وحيدًا. وبعدها بدأت مرحلة الانتقالات السريعة؛ حيث عاد للدوري البرازيلي مرة أخرى عبر بوابة نادي كورينثيانز، الذي لعب فيه موسمًا، أحرز فيه 17 هدفًا. ثم انتقل إلى ساوباولو، ولعب له موسمين أحرز فيهما 38 هدفًا. وهذا الارتفاع في المستوى أغرى تشيلسي باستقدام اللاعب على سبيل الإعارة، لكنه لم يظهر إلا نادرًا. ثم جاء دور الانتقال لفياريال. وفي النهاية رحل إلى الدوري الصيني تحت قيادة فابيو كانافارو في نادي  تيانجين كوانجيان، بصفقة انتقال بلغت 15.5 مليون يورو.

 

فينيسيوس جونيور – 18 سنة
اللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور (غيتي)
اللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور (غيتي)
  
في الـ13 من (مايو/أيار) من العام الجاري، ظهر فينيسيوس مع فلامينغو البرازيلي للمرة الأولى، كبديل في أحد المباريات. وبعدها قضى 10 دقائق في الملعب. وبعد مرور 10 أيام، تحركت إدارة الميرينغي للتوقيع مع المراهق الذي لم يكن حينها قد تجاوز عامه السادس عشر. وبلغت قيمة التعاقد(14) 45 مليون يورو. على أن ينتقل اللاعب إلى العاصمة الإسبانية بعد عيد ميلاده الثامن عشر في 2019. فما الذي يدفع إدارة الريال إلى صناعة أغلى لاعب ذي 18 عامًا قبل أن يقدم أي شيء في عالم كرة القدم المحترفة؟

 

بدأت حكاية هذا الفتى في مدرسة كرة القدم في فلامينغو، عندما ذهب به والده إلى هناك في سن الخامسة. ويقول(15) مدربه حينها إن فينيسيوس كان يؤدي بصورة تفوق أقرانه بوضوح. ولو أنهم كانوا سمحوا له بما يريد، كان ليذهب إلى كل تدريبات المراحل العمرية المختلفة بقطاعات النادي.. كان لا يتعب!. وفي سن الثالثة عشرة تسلّم استدعاءه الأول من منتخب البرازيل تحت 15 سنة الذاهب للمشاركة في بطولة أميركا الجنوبية. وهناك أحرز 6 أهداف في 6 لقاءات، وقاد فريقه لمنصة التتويج.

 

وكرر الصغير الإنجاز مع منتخب السليساو تحت 17 في مطلع هذا العام. وأحرز البطولة ولقب الهداف بـ 7 أهداف. وفي هذه اللحظة اتجهت(16) أنظار كبار أوروبا نحوه. إذ بدأت إدارة مانشستر يونايتد بالتواصل لاستقدام اللاعب، لكن التفاوض بين إد وودوارد وفلامينغو لم تستمر. ثم جاءت مرحلة برشلونة. وتقول الشائعات إن نيمار نفسه حاول التواصل مع اللاعب من أجل المجيء به إلى كاتالونيا. وفي النهاية كان النجاح من نصيب الميرينغي. إذ أصرت إدارة بيريز وقيادة زيدان على استقدام فينيسيوس، آملين في أن يكون على مسيرة نيمار مع برشلونة أو جابرييل خيسيوس مع مانشستر سيتي.

 

انتقل نيمار في سن 21 وانتقل خيسيوس في سن 19، بعد أن نجح كلاهما في إثبات نفسه أولا مع فريقه الأول. لكن ماذا يدفع إدارة الريال على التوقيع مع مراهق لم يصل حتى للمشاركة مع فريقه الأول فيما يكمل 20 مباراة؟ الحقيقة أن إدارة الريال أدركت أن السوق الحالية في كرة القدم على وشك الدخول في حالة من الاضطراب. وأن لاعب صاعد مثل مبابي استغرق أقل من نصف موسم كي تتضاعف قيمته وتتجاوز الـ 150 مليون. في حين أن موهبة كبيرة مثل أسينسيو نجح الملكي في التعاقد معها في 2014 بقيمة 3.5 مليون! وخطة(17) الريال الحالية في التعاقدات بدأت تتجه نحو الناشئين واللاعبين أصحاب المقومات القابلة للتطور في المستقبل. فكانت فكرتهم أن اللاعب الذي تعاقدوا معه الآن بأقل من 50 مليون، يمتلك من المقومات ما يجعل قيمته مرشحة للتضاعف في شهور قليلة. وربما يصبح حينها خارج نطاقهم المالي في التعاقد. فقرروا حسم الأمر الآن.

 

أنطوني مارسيال – 19 سنة
اللاعب الفرنسي أنطوني مارسيال (رويترز)
اللاعب الفرنسي أنطوني مارسيال (رويترز)
  
مع مطلع موسم 2015م، فاجأ فان خال العالم بتعاقد مانشستر يونايتد مع أغلى مراهق في التاريخ. ففي الماضي أقدم سير أليكس فيرجسون على التوقيع مع الغولدن بوي واين روني برقم قياسي لمراهق. ثم تجاوز مارسيال هذا الرقم بقيمة إجمالية بلغت(18) حوالي 60 مليون يورو.

 

بدأ مارسيال مسيته بنادي أوليس الفرنسي، الذي خرج منه تييري هنري وباتريس إيفرا. وما إن بلغ عامه الثاني عشر حتى لمع نجمه، وأهداه إيفرا حذائه للمشاركة به. وبعدها بعامين انتقل إلى أوليمبيك ليون، وفي موسمه الثاني مع فريق تحت 17 أحرز 32 هدفًا في 21 مباراة. وشارك مع المنتخب الفرنسي في يورو تحت 17. وفي هذه المرحلة تم تصعيده للفريق الأول. وبدأ اهتمام موناكو بالتعاقد معه. وتم التعاقد في مطلع موسم 2014. وتألق مع فريق الإمارة محرزًا 15 هدفا في 70 لقاء.

 

في مطلع موسم 2016 انتقل مارسيال إلى اليونايتد. وظهرت العديد من الأصوات غير الراضية عن دفع ذلك الرقم في مراهق لم يقدم الكثير. مما شكّل ثقلا كبيرًا على تلك الصفقة. وظهر للمرة الأولى مع الفريق كبديل في لقاء الديربي أمام ليفربول. وشارك في الدقيقة 65. وبعد دقائق قليلة، نجح في تجاوز دفاع الريدز كاملا، وأحرز هدفًا رائعًا. أثبت به مهارته، واستحقاقه للمبلغ المدفوع، وقبل كل ذلك أكد أنه قادر على التعامل مع الضغوط. ومدحه سير أليكس قائلا(19) إن هذا اللاعب يستطيع فعل أي شيء. وبعد أشهر قليلة نجح مارسيال في الفوز بجائزة الغولدن بوي لعام 2015م.

المصدر : الجزيرة