شعار قسم ميدان

أتلتيكو مدريد وأشبيلية والبحث عن منطقة الأمان

ميدان - أتليتكو وأشبيلية
استقبل الفريق العاصمي منافسه الأندلسي أمس على ملعب فيسينتي كالديرون في المباراة التي انتهت بفوز الروخيبلانكوس بنتيجة 3-1. دخل الفريقان المباراة بطموح واحد وبحالتين متناقضتين. حيث فاز أتلتيكو بمباريتين من أصل آخر ثلاثة، ولم تستقبل شباك حارسه يان أوبلاك أيّة أهداف، وتأهل إلى دور الثمانية في دوري الأبطال.

 

 بينما تعثر أشبيلية في مباراته الأخيرة أمام ليستر سيتي وغادر دوري الأبطال، ولم يستطع التغلب على ألافيس وليجانيس في الليجا خاسرًا 4 نقاط في المواجهتين. مما أعاد التنافس بصورة أقوى على المركز الثالث المؤهل مباشرة إلى دوري أبطال 2018. وبعد مباراة أمس صار الفاصل بين الفريقين هو نقطتان فقط.

 

قبل المباراة:
تشكيل الفريقين وخطة اللعب في بداية المباراة (المصدر: هوسكورد)
تشكيل الفريقين وخطة اللعب في بداية المباراة (المصدر: هوسكورد)

بدأ اللقاء ببعض الاختلافات عن المتوقع من جانب الفريقين. في جانب أتليتكو شارك جاميرو أساسيًا في بداية اللقاء بعد تعافيه من المرض، وكذلك جابي بعد غيابه عن مباراة دوري الأبطال الأخيرة للفريق ومباراة غرناطة. وبدأ سيميوني بالـ (4-4-2) المعتادة.

 

أما في جانب أشبيلية، فقد عاد فيتولو من الإيقاف المحلي بعد مباراة ألافيس. وغاب يوفيتيتش عن التشكيل الأساسي للمدرب الأرجنتيني سامباولي، والذي لم يبدأ بـ (3-4-3)، واعتمد (5-4-1)، مستخدمًا سمير نصري، نظريًا، كقلب هجوم للفريق مع مساندة من الطرفين فيتولو ووسام بن يادر.

 

بداية المباراة:

في شوط المباراة الأول اعتمد سامباولي على المساحات المتروكة خلف كاراسكو الجناح اليمين لأتليتكو وشغلها بوجود سمير نصري وانطلاقات بن يادر، وعلى الطرف الآخر كان هناك تحرير شبه كامل للظهير الأيسر لأشبيلية ماريانو مع ترك الحرية لفيتولو للتحرك بشكل عرضي بين الجهتين، في ضغط متواصل ناحية اليمين، لكنه لم يسفر عن فرص حقيقية للفريق الأندلسي في الشوط الأول.

 

على الجانب الآخر، كان لاعبو أتليتكو أكثر تقيدًا بمراكزهم؛ حيث شغل كاراسكو مركز الجناح الأيمن المتقدم، مع ميل كوكي وساؤول نيجويز إلى الاختراق من العمق ناحية اليسار. وهو ما نتج عنه الضربة الحرة المباشرة التي نفذها أنطوان جريزمان وصنع منها الهدف الأول الذي أحرزه جودين في الدقيقة 37، لينتهى الشوط الأول بهذه النتيجة.

الخريطة الحرارية لتحركات نصري - بن يدر - فيتولو (يمين)، وتحركات ساؤول وكوكى (يسار). (المصدر: هوسكورد)
الخريطة الحرارية لتحركات نصري – بن يدر – فيتولو (يمين)، وتحركات ساؤول وكوكى (يسار). (المصدر: هوسكورد)

 

الشوط الثاني:

مع بداية الشوط الثاني تحول الفريق الأندلسي إلى (4-4-2)، مع الاعتماد على يوفيتيتش كمهاجم ثانٍ وإخراج الظهير الشاب كليمينت لينليت. واستمر الضغط على الأطراف في محاولة فك تراجع أتليتكو في بعض الأحيان، وتخفيف الضغط على منطقة القلب بهدف إعطاء بعض الحرية للمهاجم الصربي. ولكن هذه المحاولات أصبح أكثر إحباطًا بعد نجاح جريزمان في إحراز الهدف الثاني للروخيبلانكوس من ضربة حرة مباشرة، سددها من مسافة 20 ياردة.

 

في الثلث الأخير من المباراة قرر سامباولي تنشيط الجانب الأيسر بسحب سارابيا وإشراك خواكين كوريا، وهو ما نتج عنه الهدف الوحيد للفريق الأندلسي في اللقاء لكنه كان هدفًا متأخرًا، بعد نجاح كوكى في إحراز الهدف الثالث لفريقه وقتل المباراة عمليًا.

مناطق تصويب (أعلى) - مناطق الهجوم (أسفل)، أشبيلية (يمين) - أتليتكو (يسار). (المصدر: هوسكورد)
مناطق تصويب (أعلى) – مناطق الهجوم (أسفل)، أشبيلية (يمين) – أتليتكو (يسار). (المصدر: هوسكورد)

الموسم ينتهي:
إحصائيات اللقاء - (المصدر: ESPN)
إحصائيات اللقاء – (المصدر: ESPN)

 

بعد هذا اللقاء أصبح دييجو سيميوني هو أكثر مدربي الليجا نجاحًا في الفوز بالنقاط من مدربين أرجنتينيين (11 نقطة) هذا الموسم. ونجح جرزيمان في صناعة 11 هدف هذا الموسم، وهو ما يزيد عن الموسمين الماضيين مجتمعين (10 أهداف). وأصبح جودين هو ثاني أكثر مدافعي الليجا تسجيلاً للأهداف بـ 14 هدف، بعد سيرخيو راموس الذي أحرز 33 هدفًا.

 

ونجح أتليتكو بعد هذا الفوز بتقليص الفارق مع صاحب المركز الثالث، والحفاظ على حاجز كبير (8 نقاط) مع منافسيه على المركز الرابع سويسيداد وفياريال. وعلى المستوى الأوروبي، فالكثير من التوقعات تشير إلى سهولة وصول الفريق إلى نصف النهائي للمرة الرابعة على التوالي مع وجود خصم محدود الخبرة الأوروبية مثل ليستر سيتي.

 

ربما تكون كل هذه العوامل هي ما دفع سيميوني إلى التعبير عن رضاه بأحوال فريقه في المؤتمر الصحفي بعد اللقاء، وربما تكون هذه هي الحالة المثالية التي يرحل فيها عن مدريد بعد نهاية الموسم؛ حيث حدد المدير الفني الأرجنتيني هدفه الحالي مع النادي، وهو حصد لقب الأبطال.

وأغلب الظن أنه سيرحل إن فشل في تحقيق هذا الهدف. وفي المؤتمر الصحفي أيضًا أشار سيميوني إلى مديح الصحافة بما يقدمه سامباولي مع الفريق الأندلسي، ودلالة انتصاره عليهم، التي تؤكد أن فريقه على الطريق الصحيح. وهو ما يدفع إلى التساؤل إن كان أشبيلية على الطريق الصحيح هو الآخر؟!

مراكز أشبيلية في الليجا في الأعوام التسعة السابقة
مراكز أشبيلية في الليجا في الأعوام التسعة السابقة

بعد نهاية الجولة الـ 28 من الليجا، وقبل 10 مباريات من الختام، يحتل أشبيلية المركز الثالث من جدول الترتيب برصيد 57 نقطة، أي أكثر مما حققه الفريق مع أوناي إيمري في الموسم السابق كاملاً. والفريق لديه الفرصة لبلوغ عددٍ من النقاط لم يصله منذ فترة طويلة. ولديه الفرصة للتأهل إلى دوري الأبطال عن طريق الليجا وليس عن طريق الدوري الأوروبي كالسنوات السابقة. وهو ما يمكن اعتباره نجاحًا وتقدمًا محليًا للنادي.

 

واحدة من عناصر قوة أشبيلية في السنوات السابقة تتمثل في قدرة النادي في تعويض الراحلين؛ باكا وجاميرو وغيرهم. وهو ما استطاع سامباولي النجاح في استكماله هذا الموسم. متمثلاً في قدرته على الاستفادة من صفقات مثل الصربي يوفيتيتش والفرنسي العائد لمستواه سمير نصري. وهو ما يعتبر نجاحا فنيّا آخر للمدرب الأرجنتيني.

 

غيّر سامباولي من خطط لعبه 10 مرات هذا الموسم ف الليجا. مما أعطى لاعبيه مرونة تكتيكية كبيرة. ورفع من قدرتهم على تبديل الأدوار. وعلى الرغم من خروج أشبيلية من دوري الأبطال -وكان الأحق بالصعود-، وعلى الرغم من انتهاء منافسته على لقب الليجا، إلا أن  شخصية الفريق تغيرت من متسلل إلى ألقاب الظل، إلى منافس حقيقيّ يمكنه المضي قدمًا. وكل هذا حدث بفضل قدوم مدرب بطل مثل خورخي سامباولي.

المصدر : الجزيرة