مروة قواقجي.. سفيرة تركيا بماليزيا

CAMBRIDGE - FEBRUARY 5: Merve Kavakci, a former member of Turkish Parliament who was evicted for wearing a head scarf. She was a Turkish politician who lost her citizenship for wearing a head scarf. She is now at the JFK School of Government at Harvard University. (Photo by David L Ryan/The Boston Globe via Getty Images)

أكاديمية تركية تشبثت بهويتها وحجابها، فغادرت الوطن متغربة في طلب العلم، واحتجاجا على منع الحجاب في الجامعات، ثم عادت فانتخبت نائبة وأصرت على أداء اليمين بالحجاب، فثارت حفيظة العلمانيين فطردوها من البرلمان، وسُحبت منها الجنسية، فانفتحت لها أبواب العالم.

المولد والنشأة
ولدت مروة يوسف قواقجي يوم 19 أغسطس/آب 1968 في أنقرة لعائلة سنية ذات نشاط أكاديمي، حيث كان والدها البروفيسور يوسف ضياء قواقجي عميد كلية الإلهيات في جامعة أتاتورك في السبعينيات، أما والدتها فهي خبيرة اللغة الألمانية وآدابها غولساران غولهان قواقجي.

الدراسة والتكوين
أسهمت الطبيعة الأكاديمية لأسرة قاوقجي في تكوينها، فتفوقت في دراستها والتحقت بكلية الطب في جامعة أنقرة، لكنها تركت مقاعد الدراسة بسبب منع الحجاب في الجامعة.

وتوجهت مع عائلتها إلى الولايات المتحدة عام 1986، حيث حصلت على البكالوريوس في هندسة الحاسوب من جامعة تكساس، وأكملت دراسة الماجستير في جامعة هارفارد، وحصلت على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة هوارد في الولايات المتحدة.

الوظائف والمسؤوليات
عملت محاضرة في جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة، وتولت عام 1994 مسؤولية العلاقات الخارجية في القسم النسائي في حزب الرفاه، ثم تولت المنصب نفسه في حزب الفضيلة الذي تشكل بعد حل الرفاه عام 1999.

التجربة السياسية
فازت بعضوية البرلمان التركي عن قائمة حزب الفضيلة في ولاية إسطنبول الانتخابية عام 1999، لكن المجلس الذي كانت تسيطر عليه القوى العلمانية احتج على وجود امرأة محجبة بين أعضائه، فأخرجت من المجلس لرفضها خلع الحجاب قبل أداء القسم.

رفعت الأحزاب اليسارية والقوى العلمانية في تركيا قضية ضدها لطردها من البرلمان ورفع الحصانة عنها، وتم ذلك بسحب العضوية النيابية وإسقاط الجنسية التركية عنها، فعادت إلى الولايات المتحدة وأصبحت محاضرة في قسم العلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن.

نالت بعد هذه القضية شهرة واسعة بوصفها من ناشطات العمل النسائي في التيار الإسلامي، وحظيت بدعم وتأييد من المؤسسات الداعمة للديمقراطية حول العالم خاصة بعد كسبها للقضية التي رفعتها أمام المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان ضد انتهاكات تركيا لحقوق الإنسان يوم 28 مايو/أيار 2001.

عاد اسم قواقجي للظهور مجددا في وسائل الإعلام في أواخر يوليو/تموز 2017، حينما عينتها وزارة الخارجية التركية سفيرة لبلادها في العاصمة الماليزية كوالالمبور.

وقالت مصادر دبلوماسية لوكالة الأناضول إن الوزارة عينت قواقجي -النائبة السابقة عن حزب الفضيلة التركي الذي كان يترأسه رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان– سفيرة لتركيا في كوالالمبور.

وقبل هذه الخطوة، ألغى مجلس الوزراء التركي في 26 مايو/أيار 2017 قرارا كان قد صدر بحق قواقجي عام 1999 يقضي بسحب الجنسية منها.

المؤلفات
وثّقت تجربتها النضالية في كتب عدة ألفتها منها "ديمقراطية بلا حجاب" و"اللعبة السياسية" و"الإسلام في الشرق".

الجوائز
نالت مروة يوسف قواقجي جوائز محلية ودولية من بينها جائزة الأم من المنتدى النسائي في المنظمة الوطنية للشباب في تركيا عام 1999، وجائزة خدمة الإنسان التي قدمها مجلس النشاط الثقافي والتسامح في النمسا عام 2000.

كما حصلت قواقجي على جائزة المرأة الأكثر نجاحا من الرابطة الوطنية للنهوض بالملونين في أميركا عام 2004، وجائزة العدالة الاجتماعية من جامعة نيويورك عام 2006، وجائزة الـ500 مسلم المؤثرين من جامعة جورج تاون في أميركا عام 2009، إضافة إلى جائزة الوفاء من جمعية مظلوم دار التركية عام 2011.

المصدر : الجزيرة