الأمم المتحدة: الكوليرا في هايتي تهددها والعالم

A member of U.N. peacekeepers takes a picture of demonstrators during a protest against the United Nations peacekeeping mission in Port-au-Prince, Haiti, Friday March 22, 2013. Cholera victims and others demonstrate against the U.N. peacekeeping in Haiti to mark "World Water Day." The protesters criticize a U.N. decision that recently dismissed a complaint by the Boston-based Institute for Justice & Democracy in Haiti on behalf of people who were infected with cholera, or had family members die of the waterborne disease.
undefined

قال بيدرو ميدرانو مدير برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الكوليرا في هايتي إنه لا بد من احتواء الكوليرا في البلاد قبل أن يفتك الوباء بالمزيد من مواطنيها وينتشر في أنحاء العالم، داعيا الحكومات إلى تقديم التبرعات بوصف ذلك استثمارا في المستقبل.

وأوضح ميدرانو في مقابلة صحفية أن الأموال اللازمة للقضاء على الكوليرا في هايتي طغت عليها أزمات ضخمة أخرى، لكن مواطني هايتي لا يمكنهم الانتظار بعد أن أودى المرض بالفعل بحياة أكثر من 8000 شخص وأصاب 650 ألفا آخرين بالعدوى.

وأكد مدير برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الكوليرا في هايتي أن الوضع طارئ، وما يطلبونه ليس ضخما وسيمثل فارقا في حياة مئات الآلاف من الأشخاص.

وسيقوم ميدرانو بزيارة لكندا وعدة دول أوروبية بينها ألمانيا وإنجلترا وهولندا الشهر المقبل لطلب تبرعات من حكومات هذه الدول لخطة العمل الإنساني التي تصل قيمتها إلى 69 مليون دولار لهذا  العام لمكافحة الكوليرا.

المسؤول الأممي حذر من أن العالم لا يمكنه تجاهل الأزمة التي قد تمتد على وجه السرعة إلى الدول المحيطة لتضر بالسياحة والتجارة في أميركا اللاتينية

لا يمكن تركها بمفردها
وشرح ميدرانو أنه لا يمكن ترك هايتي بمفردها، مضيفا أنه بلغة العائدات أو المردود سيكون هذا بمثابة استثمار نقوم به اليوم لمنع انتشار الكوليرا.

وتلزم هذه الأموال لتوفير اللقاحات والمساعدة الطبية للمصابين بالمرض، وأيضا من أجل إنشاء أنظمة الصحة العامة الأساسية وتوزيع المياه النظيفة.

وحذر المسؤول الأممي من أن العالم لا يمكنه تجاهل الأزمة التي قد تمتد على وجه السرعة إلى الدول المحيطة لتضر بالسياحة والتجارة في أميركا اللاتينية.

لكن دور الأمم المتحدة في القضاء على الكوليرا التي ظهرت في أكتوبر/تشرين الأول 2010 -أي بعد أشهر من الزلزال المدمر في البلاد- واجه انتقادا من قبل الكثيرين من مواطني هايتي، الذين يقولون إن المنظمة الدولية هي المسؤولة في المقام الأول عن تفشي المرض.

تم رفع دعوى قضائية جماعية ضد الأمم المتحدة بسبب ما تردد عن تسببها في تفشي المرض جراء الاستهانة بقواعد الصحة العامة وممارسات التخلص من النفايات من قبل جنود حفظ السلام التابعين للمنظمة الدولية في أعقاب الزلزال

دعوى قضائية
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي رفعت دعوى قضائية جماعية ضد الأمم المتحدة بسبب ما تردد عن تسببها في تفشي المرض جراء الاستهانة بقواعد الصحة العامة وممارسات التخلص من النفايات من قبل جنود حفظ السلام التابعين للمنظمة الدولية في أعقاب الزلزال.

ويطالب أصحاب الدعوى بتعويض قدره 30 مليار دولار من الأمم المتحدة.

لكن الأمم المتحدة لم تسلم حتى الآن بمسؤوليتها عن تفشي الكوليرا، قائلة إن هذا الطلب غير مقبول، بمعنى أن الدعوى القانونية لا تقع ضمن اختصاص القانون الدولي الذي يحكم المنظمة الدولية.

وقال ميدرانو إن بعثة حفظ السلام تعمل ضمن إطار العمل المتفق عليه من جانب الدول الأعضاء، وإنه سيتعين تعديل إطار العمل بأكمله لكي يتواءم مع مطلب هايتي.

وأوضح أن هناك ثلاثة أشياء مرتبطة بعضها ببعض وهي مسألة المسؤولية ومسألة الذنب ومسألة التعويض. مضيفا أن هذه ليست معايير حددها المجتمع الدولي، وإذا كانت الدول الأعضاء تريد تغيير هذا "فنحن على أتم الاستعداد".

المصدر : الألمانية