موسى كوسا

epa02081625 Libyan Foreign Minister Moussa Koussa listen during the opening of the Sahel-Sahara ministerial conference in Algiers City, Algeria, 07 March 2010. The Foreign Ministers of Mauritania, Libya, Mali, Burkina Faso, Niger and Chad will gather to discuss the "resurgence of terrorist acts" in Sahel-Saharan Africa EPA/MOHAMED MESSARA

رجل أمن ليبي، حرق مراحل السلم الوظيفي، فأصبح الصندوق الأسود لنظام القذافي، وكان يوصف برسول الموت، وبرجل المهمات غير النظيفة داخل ليبيا وخارجها، ولما اندلعت ثورة "17 فبراير"، كان من أول الهاربين.

المولد والنشأة
ولد موسى محمد كوسا التاجوري عام 1950 في منطقة تاجوراء، لأسرة متوسطة الحال.

الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه في مدرسة سوق الجمعة، ثم في مدرسة طرابلس الثانوية. والتحق بكلية التربية في جامعة طرابلس وتخرج عام 1974، وحصل على شهادة الماجستير عام 1978 في العلوم الاجتماعية من جامعة ميشيغان في الولايات المتحدة برسالة عنوانها "معمر القذافي".

الوظائف والمسؤوليات
تولى عددا من الوظائف، من بينها مسؤول أمن السفارات الليبية في شمال أوروبا (1978)، وفي عام 1980 عين سفيرا في بريطانيا، لكنها طردته في العام نفسه لاعترافه بالإشراف على اغتيال معارضين ليبيين في بريطانيا، هما: الإعلامي محمد مصطفى رمضان، والمحامي محمود عبد السلام نافع.

وفي الفترة 1992-1994 عين نائبا لوزير الخارجية، ولم تكن تلك الوظيفة سوى عنوانا وواجهة لتسهيل حركة الرجل صاحب النفوذ والاهتمامات الأمنية الخارجية بالدرجة الأولى.

ومكافأة له على الأدوار المهمة والحساسة في المجال الاستخباري، عُيّن عام 1994 على رأس جهاز الاستخبارات الليبية المعروف باسم جهاز الأمن الخارجي، وبقي على رأسه 15 عاما، إلى أن أصبح وزيرا للخارجية خلفا لعبد الرحمن شلقم في مارس/آذار 2009.

التجربة السياسية
يعدُّ موسى كوسا من مؤسسي التنظيم الناصري في مدينة طرابلس، وأوجد لنفسه خلال إقامته في الولايات المتحدة مكانة خاصة بين الثوريين عند العقيد القذافي، وكان أول أمين للجنة شعبية بالمكتب الشعبي في لندن عام 1980.

وقد اتهم بالمشاركة في الكثير من الأعمال الدموية داخل ليبيا، كمداهمة مسجد القصر بطرابلس واعتقال الشيخ البشتي وتلاميذه والتورط في مذبحة سجن أبو سليم، وغيرها من الأعمال.

وقد أطلقت عليه صحف بريطانية في ثمانينيات القرن الماضي لقب "مبعوث الموت"، واعترف بالإشراف على اغتيال معارضين ليبيين، وهدد وتوعد بأن ليبيا ستقدم مساعدات مهمة للجيش الجمهوري الأيرلندي إذا رفضت لندن تسليم معارضين للقذافي.

تتهمه بعض الدول الغربية والعربية بالتخطيط والإشراف على عدد من أبرز العمليات المسلحة التي نفذها النظام الليبي في العقود الماضية من قبيل تفجير طائرة لوكربي عام 1988، والطائرة الفرنسية في النيجر 1989، وتفجير ملهى ليلي في برلين، ومحاولات اغتيال رموز وزعامات عربية.

تغير دوره بعدما وضعت حرب القذافي ضد القوى الغربية أوزارها وجنح للسلم والتعويضات، وفتح باب التقارب مع الغرب الذي كان يصفه بـ"الظلم والاستكبار العالمي".

فأشرف على تسوية معظم الملفات الشائكة، والاعتذار والتعويض للمتضررين (وخاصة في الغرب)، وقاد خلال تلك الفترة مع سيف الإسلام نجل القذافي مجمل التحولات الكبيرة التي شهدتها مسيرة القذافي المثيرة للجدل.

وقاد مفاوضات الممرضات البلغاريات، وقبلها ملف التعويض لضحايا الطائرات والتفجيرات التي يتهم بأنه من خطط لها وأشرف عليها.

وهو من فاوض الأميركيين بشكل خاص على تفكيك البرنامج النووي لبلاده. وهي المفاوضات التي توّجت عام 2003 بتفكيك البرنامج وتسليم محتوياته ووثائقه إلى الأميركيين مقابل رفع اسم ليبيا من لائحة الإرهاب الدولي، ورفع العقوبات عنها.

بعد ذلك انتقل إلى العمل الدبلوماسي وزيرا للخارجية خلفا لعبد الرحمن شلقم، وساهم في إخراج ليبيا من عزلتها دون أن يترك العمل الاستخباري، حيث عين مستشارا للأمن القومي خلفا لمعتصم القذافي.

بعد ثورة "17 فبراير" وجد موسى كوسا الدائرة تضيق عليه وعلى زعيمه، فقرر الهرب إلى تونس ثم إلى بريطانيا طلبا للجوء يوم 31 مارس/آذار 2011، وهناك أعلن استقالته من منصبه والانشقاق عن القذافي الذي خدمه لأكثر من ثلاثة عقود.

وقد أجمع محللون سياسيون ومسؤولون دبلوماسيون أن استقالته كانت ضربة مزلزلة لنظام القذافي أفقدته أحد أركانه وكاتم أسراره، ووصفه عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية الليبي بأنه "الصندوق الأسود" للنظام الليبي.

المصدر : الجزيرة