محطات بارزة في تاريخ الألعاب الأولمبية

Members of the France water polo men team pose for photographers in the Olympic village prior to the Rio 2016 Olympic Games in Rio de Janeiro, Brazil, 02 August 2016. The Rio 2016 Olympic Games will take place from 05 August until 21 August 2016.
الألعاب الأولمبية تشكل فرصة للرياضيين لدخول التاريخ عبر الفوز أو تحقيق أرقام قياسية (الأوروبية)

حفلت الألعاب الأولمبية الحديثة منذ انطلاقتها عام 1896 بأثينا بالعديد من الأحداث والمحطات الرياضية والسياسية البارزة، التي تشكل ذاكرة لهذه التظاهرة العالمية، التي استطاعت أن تصمد أمام العديد من التحديات التي لم تكن لتدور في مخيلة مؤسسها الفرنسي بيير دي كوبرتان.

رقم أسطوري
حقق العداء الأميركي بوب بيمون في 18 أكتوبر/تشرين الأول 1968 في دورة مكسيكو رقما أسطوريا في مسابقة الوثب الطويل، بعد تحقيقه قفزة بلغت ثمانية أمتار وتسعين سنتيمترا، حيث ظل هذا الرقم القياسي العالمي صامدا حتى عام 1991 بعد أن تمكن الأميركي مايك باول من خلق مفاجأة في بطولة العالم لألعاب القوى المنظمة بطوكيو، حيث وثب ثمانية أمتار و91 سنتيمترا.

بطل حافي القدمين
توج العداء الإثيوبي أبيبي بيكيلا، الذي كان جنديا في الحرس الإمبراطوري الإثيوبي، بالميدالية الذهبية لمسابقة الماراثون في دورة روما عام 1960، بعد ركضه مسافة 42 كيلومترا و195 مترا في شوارع روما حافي القدمين، مسجلا ساعتين و15 دقيقة و16 ثانية و2 جزء من المئة، وحطم بذلك الرقم القياسي الأولمبي الذي كان في حوزة التشيكوسلوفاكي إميل زاتوبيك في دورة هلسنكي عام 1952 بتوقيت ساعتين و23 دقيقة وثلاث ثواني و2 جزء من المئة.

عنصرية
بعد تتويج العداء الأميركي طومي سميث بسباق مئتي متر في دورة مكسيكو عام 1968 مع مواطنه جون كارلوس الذي حل ثالثا، رفعا قبضتيهما المغلفتين بقفازين أسودين خلال مراسم حفل التتويج، وذلك رغبة منهما في توجيه رسالة ضد التمييز العنصري إلى العالم، وكذلك في الولايات المتحدة، وجاء الرد على موقفهما بإصدار قرار بطردهما من القرية الأولمبية، وحظيا باستقبال وصف "بغير المناسب" لدى عودتهما إلى البلاد، حيث أمضى كارلوس بعدها ستة أعوام يعاني من البطالة.

وقال سميث بعد ذلك "أردت منذ البداية أن أكون سفيرا للسود من خلال الانتصارات وليس عبر تحقيق الأرقام القياسية، ووجدت في الانتصارات بابا يسهّل الاعتراف الاجتماعي بهذه الطبقة ونيل حقوقها، رفضت دائما مقولة إنه يتوجب على السود أن ينفذوا ما يطلب منهم من دون تردد، أو تفكير".

مقاطعة متبادلة
قاطعت أكثر من 62 دولة في مقدمتها الولايات المتحدة الدورة 22 للألعاب الأولمبية التي نظمت عام 1980 بموسكو، عاصمة الاتحاد السوفياتي سابقا، بعد دعوة وجهها لهذا الغرض الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، احتجاجا على التدخل العسكري السوفياتي آنذاك في أفغانستان.

ومع ذلك لم تؤثر تلك المقاطعة بشكل مباشر على المستوى الفني للدورة، حيث شهدت تحطيم 34 رقما عالميا و39 أوروبيا، و62 رقما أولمبيا.

ورد الاتحاد السوفياتي سابقا على ذلك الموقف بمقاطعته، مع نحو 15 دولة تدور حينئذ في فلكه، الدورة 23 من الألعاب التي نظمت بمدينة لوس أنجلوس الأميركية عام 1984، ونظمت موسكو موازاة مع ذلك لقاء رياضيا شاركت فيه الدول المقاطعة أطلق عليه "مهرجان الصداقة".

غضب أفريقي
قاطعت البلدان الأفريقية الدورة 21 للألعاب التي نظمت عام 1976 بمدينة مونتريال الكندية بسبب السماح لنيوزيلاندا بالمشاركة في الألعاب، وذلك بعد اتهامها آنذاك بالمشاركة في مسابقة رياضية بجنوب أفريقيا التي كانت تعتمد نظام التمييز العنصري.

كما نظمت الدورة في ظل إجراءات أمنية مشددة، حيث تم إنفاق نحو مئة مليون دولار لضمان أمن الوفود المشاركة.

إنجازات عربية
وفي أولمبياد لوس أنجلوس 1984 تحقق إنجاز عربي بفضل المغربيين سعيد عويطة ونوال المتوكل، حيث فاز عويطة بذهبية سباق خمسة آلاف متر وحطم الرقم القياسي الأولمبي (13.05.55).

بينما فازت المتوكل بذهبية سباق أربعمئة متر حواجز في الدورة ذاتها، مما شكل نقلة كبيرة في حياتها وحياة الألعاب الأولمبية المغربية، بل العربية والأفريقية والنسائية أيضا، وحظيت -مع البطل سعيد عويطة- باستقبال وتكريم كبير من الملك الراحل الحسن الثاني.

كما فازت العداءة الجزائرية حسيبة بولمرقة بذهبية 1500 في أولمبياد برشلونة عام 1992.

وفي أولمبياد أتلانتا عام 1996، حقق العداء الجزائري نور الدين مرسلي نتيجة متميزة بحصوله على ذهبية 1500 متر.

وفي أولمبياد أثينا عام 2004، فاز المغربي هشام الكروج بذهبيتي 1500 متر وخمسة آلاف متر.

هواية واحتراف
شكلت الدورة 25 التي نظمت ببرشلونة عام 1992 المحطة الأولى لولوج الرياضيين المحترفين مسابقات الألعاب الأولمبية، بعد أن ظلت منذ انطلاقتها محصورة في الرياضيين الهواة، وتميزت الدورة أيضا بمشاركة واسعة وغياب أي مقاطعة منذ عام 1972 رغم التغييرات السياسية الكبيرة التي كان يشهدها العالم آنذاك.

بطل استثنائي
يعد العداء الأميركي كارل لويس أحد أربعة عدائين فقط في التاريخ أحرزوا تسع ميداليات ذهبية أولمبية، وواحد من ثلاثة فازوا في المسابقة نفسها أربع مرات، حيث توج في دورة لوس أنجلوس عام 1984 بأربع ذهبيات، وحصل في دورة سول بكوريا الجنوبية عام 1988 على ذهبيتين وفضية، ثم نال في دورة برشلونة عام 1992 ذهبية ثالثة في الوثب الطويل، ثم حقق الإنجاز نفسه في دورة أتلانتا عام 1996 بعد فوزه بذهبية رابعة في الوثب الطويل.

صدمة المنشطات
شكل إيقاف العداء الكندي الشهير بن جونسون سنتين وطرده من دورة سول عام 1988 بعد اتهامه بتناول المنشطات الحدث الأبرز في الدورة، خاصة أنه جاء بعد يومين فقط من فوزه بسباق الجري مئة متر، وحقق خلاله رقما عالميا جديدا بلغ 9.79 ثوان بعد تفوقه على العداء الأميركي كارل لويس.

وظهرت نتائج فحص عينة من بول جونسون إيجابية بعد إجراء الاختبارات، إذ ظهرت فيها مادة "ستيروييد" من نوع "ستانوزولول"، وأكد حينها الفحص المضاد للعينة "ب" النتيجة الإيجابية.

لقب أفريقي
توج منتخب نيجيريا لكرة القدم في الألعاب الأولمبية بأتلانتا الأميركية عام 1996 كأول منتخب أفريقي نجح في وضع حد لسيطرة منتخبات أميركا الجنوبية وأوروبا على اللقب الأولمبي، ومع إبقاء مسابقة كرة القدم للاعبين تحت 23 سنة، سمح لكل من المنتخبات 16 المشاركة بإشراك ثلاثة لاعبين ممن تخطوا هذا العمر بعد التوصل إلى تسوية بين الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة الأولمبية الدولية.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية