جوهر خان.. محامي عمران خان وخليفته في حزب "حركة إنصاف" الباكستاني

Gohar Ali Khan جوهر علي خان - المصدر: الصحافة الباكستانية
جوهر علي خان رئيس حزب حركة إنصاف (الصحافة الباكستانية)

جوهر خان محام وسياسي باكستاني ولد في إسلام آباد عام 1978، انضم لحزب الشعب الباكستاني عام 2008 وغادره بعد مدة قصيرة، ثم انضم لحزب حركة إنصاف عام 2022، وتولى الدفاع عن زعيم الحزب ومؤسسه رئيس الوزراء السابق عمران خان في عديد من القضايا المرفوعة ضده.

انتخب يوم السبت الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2023 رئيسا لحزب حركة إنصاف خلفا لمؤسسه عمران خان وبتزكية منه.

المولد والنشأة

ولد جوهر علي خان في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 1978 في العاصمة الباكستانية إسلام آباد وسط أسرة متعلمة ومؤثرة.

والده موظف مدني متقاعد، وكان سياسيا مؤثرا، وانتخب مرتين لعضوية المجلس الإقليمي لمنطقة بونر التي تبعد 100 كيلومتر شمالي العاصمة، وعمل سفيرا لباكستان في عدد من الدول. أما والدته فهي شاهيناز جوهر، وهي طبيبة نساء وتوليد. ولديه 3 إخوة (أخوان وأخت).

تزوج من الدكتورة سنا جوهر خان التي تعمل طبيبة أسنان وناشطة اجتماعية وأنجبا ولدين وبنتا.

يعيش مع أسرته في مدينة إسلام آباد، ويُعرف عنه حبه للقراءة والسفر ولعب الكريكيت (اللعبة الشعبية في البلاد)، كما أنه معروف بدعمه وتبرعاته لقضايا التعليم والصحة وتمكين النساء.

الدراسة والتكوين العلمي

درس في كلية إسلام آباد للبنين وكلية أيتشسون في لاهور، قبل أن ينتقل إلى المملكة المتحدة ليلتحق بجامعة ولفرهامبتون ويحصل على البكالوريوس في القانون سنة 2001.

تبوأ المركز الأول في مواد الأدلة الجنائية المتقدمة وقانون الشركات، وتقدم لامتحانات الانضمام لنقابة المحامين في المملكة المتحدة ونجح فيها بتفوق، وكان الباكستاني الوحيد من بين 13 طالبا آخر حصلوا على درجات عالية الكفاءة في الامتحانات النهائية.

سافر إلى الولايات المتحدة للدراسة في كلية الحقوق بجامعة جورج واشنطن وحصل منها على شهادة الماجستير سنة 2004، ونال درجات عالية في 7 مواد، من بينها فرض الضرائب على الهدايا، والمبيعات والتبادلات، والتخطيط الضريبي للإفلاس، والممارسات والإجراءات الضريبية الفدرالية.

التجربة المهنية

بدأ جوهر مسيرته المهنية سنة 2005 محاميا في مكتب اعتزاز أحسن وشركائه بمدينة إسلام آباد، حيث تعلم تحت إشرافه المباشر مبادئ البحث القانوني والترافع أمام المحاكم، مما أضاف عمقا إلى تكوينه القانوني.

واعتزاز أحسن هو محام وسياسي باكستاني كان وزيرا للقانون والعدالة وحقوق الإنسان في حكومة بينظير بوتو ورئيسا لنقابة محامي المحكمة العليا.

حصل على إعفاء خاص من قبل لجنة المحكمة العليا من التدريب الأساسي وتم تسجيله مباشرة في المحكمة العليا بإسلام آباد.

عمل في هذا المكتب 3 سنوات، واكتسب خلالها خبرة في قضايا القانون الدستوري والجنائي والمدني والشركات والضرائب، كما ترافع في عدد من القضايا السياسية المهمة أمام المحكمة العليا.

من أهم الأحداث التي طبعت مسيرته في تلك المرحلة، مشاركته عام 2007 في حركة المحامين المعروفة أيضا بـ"احتجاجات المعطف الأسود"، وهي حركة احتجاجية أطلقها محامو باكستان ردا على قرار الرئيس السابق برويز مشرف إقالة رئيس القضاة في المحكمة العليا افتخار أحمد تشودري من منصبه بدعوى سوء استخدام السلطة، وهو ما اعتبرته نقابة المحامين بالمحكمة العليا مسا باستقلالية القضاء.

يدير منذ 17 عاما مكتب محاماة خاصا به، اكتسب خلال هذه الفترة خبرة كبيرة في المحاكمات المدنية والجنائية، ومنذ عام 2016 أصبح محاميا مقبولا لدى المحكمة العليا في باكستان، كما أنه مقبول لدى المجلس القضائي والمحكمة العسكرية الميدانية العامة ومحكمة الاستئناف التابعة لها.

سجل خان في مجلس نقابة المحامين، وهو عضو في نقابة المحامين بالمحكمة العليا في باكستان ونقابة المحامين بالمحكمة العليا في بيشاور.

تضم قائمة عملائه الشركات العامة والخاصة والشخصيات العامة في البلاد، ويترافع في قضايا متنوعة، غير أنه يركز بشكل خاص على تلك المتعلقة بالشركات، والقضايا التجارية والدستورية، والمنافسة والخدمات المصرفية والطاقة وقوانين الانتخابات والملكية والضرائب والاتصالات وقوانين مكافحة الفساد.

هو أيضا شخصية إعلامية بارزة، إذ يظهر بانتظام في القنوات التلفزيونية ويقدم آراءه بشأن القضايا السياسية والقانونية بالبلاد، كما ينشر مقالات قانونية على منصات إلكترونية مختلفة.

قدرت وسائل إعلام صافي ثروته بنحو 10 ملايين دولار، وهي ثروة حققها من ممارسته مهنته القانونية ومشاركاته في وسائل الإعلام.

التجربة السياسية

بدأ جوهر علي خان مساره السياسي مع حزب الشعب الباكستاني سنة 2008، إذ دخل غمار المنافسة للحصول على مقعد في الجمعية الوطنية ممثلا لمدينة بونر (مسقط رأس والده) التي تقع في منطقة البشتون، لكنه خسر المنافسة بفارق ضئيل، ليقرر التركيز على مساره المهني، ولاحقا على القضايا القانونية للكيانات السياسية.

يعرف بكلامه الهادئ، ويقدم نفسه بوصفه ناشطا سياسيا منخرطا بعمق في المشهد السياسي من خلال السبل القانونية، كما أنه يؤكد ضرورة محافظة السياسيين على انتماءاتهم السياسية.

في يونيو/حزيران 2022 انضم لحزب حركة إنصاف، الذي يتزعمه عمران خان، وشارك بفعالية في الشؤون السياسية والقانونية للحزب، إذ ترأس مفوضية الانتخابات داخله.

برز اسم هذا المحامي خلال المعارك القانونية الأخيرة لرئيس الوزراء السابق عمران خان، إذ إنه أحد محاميه الرئيسيين ويمثله في عديد من القضايا.

عمل في البداية على قضية اتهام عمران خان بتلقي تمويل أجنبي لحزبه وقضية ازدراء لجنة الانتخابات، ثم توسع دوره مع تراكم التحديات القانونية الأكثر تعقيدا، وتولى قضايا أخرى، مثل قضية سوء استخدام السلطة وقضية "توشاخانا" (مستودع الهدايا)، التي يُتهم فيها عمران خان ببيع هدايا كانت قد قُدمت له في أثناء فترة حكمه، وهو ما يعد مخالفة للقانون الباكستاني، ثم قضية التشفير، إذ وجهت لرئيس الوزراء السابق اتهامات بتسريب شفرات وثائق دبلوماسية حساسة واستخدام وثائق حساسة لأغراض سياسية.

وفي التاسع من مايو/أيار 2023، كان جوهر خان موجودا مع رئيس الوزراء السابق عمران خان داخل مجمع المحكمة العليا في العاصمة إسلام آباد عندما ألقت قوات شبه عسكرية القبض عليه.

ويعتبر جوهر خان مقربا من عمران خان ورجل ثقته، إذ كان مستشاره القانوني لسنوات، ويوصف بأنه رجل كفء ويحظى باحترام ودعم أعضاء الحزب.

رئاسة حزب حركة الإنصاف

في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلنت لجنة الانتخابات الباكستانية رفضها نتائج الانتخابات الداخلية لحزب حركة إنصاف، التي عقدت في يونيو/حزيران من العام نفسه، ودعت الحزب إلى إجراء انتخابات داخلية استعدادا للانتخابات العامة المقبلة.

وفي 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلن الحزب أن عمران خان لن يشارك في الانتخابات الداخلية للحزب، وسيتم انتخاب رئيس جديد.

وترشح جوهر لرئاسة الحزب بتزكية من زعيمه ومؤسسه المعتقل، وفاز من دون اقتراع إذ لم يتقدم أي مرشح آخر للانتخابات الحزبية التي تمت في مدينة بيشاور شمال غرب البلاد يوم السبت الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2023.

وخلال هذه الانتخابات الداخلية للحزب، انتخب عمر أيوب خان أمينا عاما مركزيا للحزب، كما انتخب رؤساء الأقاليم الأربعة الرئيسية في باكستان وهي البنجاب والسند وخيبر بختونخواه وبلوشستان.

ومباشرة بعد توليه رئاسة الحزب، عبّر جوهر خان -في تصريحات له- عن تقديره لعمران خان وشكره على ثقته، وأكد أنه سيظل الرئيس الفعلي للحزب.

وقال "هو قائدنا سواء كان داخل السجن أو خارجه، سأتولى المسؤولية حتى عودته"، في إشارة واضحة إلى أن عمران خان سيظل يدير دفة الأمور من سجنه.

كما تعهد بمواصلة العمل للحفاظ على رؤية ورسالة الحزب من أجل رفاهية شعب باكستان، وأشار إلى أنه سيبحث عن دعم وتعاون جميع قادة وأعضاء الحزب.

المصدر : مواقع إلكترونية