عمران خان.. بطل الكريكيت الذي خاض غمار السياسة في باكستان

هل ينجح عمران خان في جمع الرياض وطهران على طاولة المفاوضات؟
عمران خان فاز برئاسة وزراء باكستان عام 2018 وتم حجب الثقة عن حكومته في 2022 (الجزيرة)

عمران خان؛ سياسي باكستاني دخل معترك السياسة من باب رياضة الكريكيت التي حقق فيها شهرة عالمية، ثم اعتزل وخاض غمار تجربة سياسية لا تقل إثارة عن تجربته الرياضية، حيث أسس حزبا ووصل إلى رئاسة الوزراء، قبل أن يتم عزله في أبريل/نيسان 2022.

يعد عمران إكرام الله خان رئيس الوزراء الـ22 لباكستان بعد فوز حزب "حركة الإنصاف" في الانتخابات العامة عام 2018.

ورغم عدم إكمال أي رئيس حكومة في تاريخ باكستان لولايته منذ استقلال البلاد عام 1947، إلا أنه يعد أول رئيس وزراء يعزل من منصبه بحجب الثقة في التاسع من أبريل/نيسان 2022.

يُعرف خان بمناهضته للفساد الإداري والسياسي ومعارضته القوية للغارات الأميركية على المناطق القبلية، ودعوته إلى التفاوض مع مسلحي حركة طالبان باكستان. كما يلقى دعما من الشباب لانفتاحه على الثقافة الغربية، لكن فئات شعبية أخرى ترى أن أسلوبه لا يتناسب مع طبيعة الشعب الباكستاني المحافظ.

المولد والنشأة

ولد عمران إكرام الله خان في نوفمبر/تشرين الثاني 1952 لأسرة متوسطة الحال في مدينة لاهور عاصمة محافظة البنجاب، ثاني أكبر ولاية باكستانية.

وينحدر أصله من جهة والده المهندس المدني لقبيلة "نيازي شيرمان خان" البشتونية في مدينة ميانوالي. كما يضم نسبه من أمه نماذج ناجحة للاعبي الكريكيت، منهم جاويد بوركي، وماجد خان.

نشأ خان مع 4 شقيقات، ووصف بأنه كان هادئا خجولا في شبابه.

وعرف بكونه لاعبا وقائدا لفريق الكريكيت الباكستاني، إذ مارس هذه الرياضة منذ شبابه، وقاد فريقه للفوز في عدة مباريات محلية ودولية، قبل أن يعتزل عام 1992.

إعلان

تزوج من الناشطة الصحفية البريطانية جاميما غولدسميث، وهي يهودية الأصل لكنها أسلمت قبل زواجهما عام 1995، وأنجب منها ابنين قبل أن ينفصلا عام 2004 بسبب صعوبة تأقلمها مع الحياة السياسية لعمران، والاتهامات التي تعرض لها بسبب خلفيتها اليهودية.

ثم تزوج عام 2005 من مذيعة "بي بي سي" (BBC) البريطانية باكستانية الأصل ريهام خان لعدة أشهر قبل أن يطلقها.

ثم تزوج من بشرى بيبي عام 2018 وسط اتهامات بممارسة ضغوط على زوجها السابق، وإجباره على تطليقها، واتهامات لعمران خان بارتباطه بها قبل انتهاء العدة الشرعية.

الدراسة والتكوين العلمي

درس في كلية أيتشسون بلاهور، وانتقل إلى ورسيستر في بريطانيا والتحق بمدرسة القواعد الملكية لمتابعة دراسته العليا.

ظهر تفوقه في لعبة الكريكيت وهو طالب بالمدرسة البريطانية، فانضم إلى فريق الكريكيت الباكستاني عام 1971، وقاد فريقه للفوز بأول كأس عالمية للكريكيت عام 1992.

وعام 1972 التحق بكلية "كيبل" في أكسفورد لدراسة الفلسفة والسياسة والاقتصاد، وأنهى دراساته بالحصول على مرتبة الشرف الثانية في السياسة، والمرتبة الثالثة بالاقتصاد.

التجربة الرياضية والسياسية

ظهر تفوقه في لعبة الكريكيت وهو شاب، فانضم إلى فريق الكريكيت الباكستاني عام 1971، وشارك عام 1974 لأول مرة في المنافسات المعروفة ببطولة "اليوم الواحد العالمية" (ODI)، واختير على إثرها لاعبا في المنتخب الوطني الباكستاني.

وفي عام 1982 عين قائدا لفريقه، وحقق في مباريات الاختبار (التيست) 14 فوزا من أصل 48، وحقق 77 فوزا من أصل 139 مباراة في بطولات "اليوم الواحد العالمية".

ثم تعرض لكسر في الساق أبقاه بعيدا عن اللعب لعامين، وعاد عام 1987 وفاز بسلسلة مباريات الاختبار في الهند، وسلسلة مباريات الاختبار ببريطانيا.

وقاد فريق بلاده إلى الفوز بكأس العالم عام 1992، واحتفل الباكستانيون به داخل البلاد وخارجها؛ وقد حاز جوائز محلية وآسيوية ودولية في اللعبة حتى بات رمز باكستان الأول في هذه الرياضة. واعتزل بعد ذلك في العام ذاته.

إعلان

وانتقل عمران خان إلى العمل السياسي بشكل فعلي عام 1996 عندما أسس حزب "حركة إنصاف" رافعا شعار "إنصاف، إنسانية، احترام الذات"، ولم ينجح في تجربته الانتخابية الأولى عام 1997 في حصوله على أي مقعد بالبرلمان.

وشارك الحزب في الحراك السياسي الباكستاني الذي أنهى حكم الرئيس -قائد الجيش الباكستاني الأسبق- الجنرال برويز مشرف عام 2008، وارتفعت شعبية عمران خان وسط الشباب مع انطلاق موجات الربيع العربي وثوراته.

عام 2000 أيّد مشرف ودعمه في استفتاء شعبي لتقلده منصب رئاسة الجمهورية، لكنه انتقده بقوة بعد ذلك بسبب ما سماه "التبعية" للإدارة الأميركية ورئيسها جورج بوش الابن.

وفي انتخابات 2002 فاز عمران بمقعد واحد عن مدينة ميانوالي، ثم غاب عن البرلمان في الدورة التالية لمقاطعته الانتخابات.

في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2007 وُضع خان قيد الإقامة الجبرية في منزل والده، إثر إعلان الرئيس مشرف حالة الطوارئ في باكستان وانخراط حزب "إنصاف" في عدد من المبادرات التي أطلقتها أحزاب المعارضة.

هرب خان وانضم إلى حركة الطلاب المعارضة في جامعة البنجاب، حيث اعتقل بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب وما لبث أن أفرج عنه، لكنه وضع من جديد قيد الإقامة الجبرية في حملة للرئيس السابق آصف علي زرداري على المعارضة عام 2009.

إلا أن الانتخابات المحلية في إقليم خيبر عام 2013 شهدت قفزة كبيرة لحزب عمران خان بحصوله على 35 مقعدا بنسبة 16.9% من الأصوات، وبات الحزب الثالث في البلاد.

أعلن خان اعتزامه التفاوض مع مسلحي حركة طالبان باكستان التي استثنت حزبه من الهجمات التي استهدفت تجمعات انتخابية خلال الحملة التي سبقت انتخابات 11 مايو/أيار 2013.

وفي أغسطس/آب 2014 انسحب عمران من المفاوضات مع الحكومة الباكستانية التي جرت لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، وطالب أنصاره بالاعتصام في العاصمة إسلام آباد والخروج بمظاهرات احتجاجية في المدن ضد حكومة نواز شريف رئيس الوزراء الباكستاني وقتها.

إعلان

وخاض الحزب احتجاجات واعتصامات قوية في أغسطس/آب 2014 للمطالبة باستقالة حكومة نواز شريف احتجاجا على ما اعتبره المتظاهرون تزويرا لانتخابات 11 مايو/أيار 2013، وأوقف التفاوض مع الحكومة بعدما رفض البرلمان الباكستاني مطلبه.

فاز عام 2018 "حزب إنصاف" بزعامة عمران خان في الانتخابات العامة، وتمكن بالتحالف مع 6 أحزاب ومستقلين من تشكيل الحكومة، وبذلك أصبح رئيس الوزراء الـ22 في تاريخ باكستان.

في عام 2020 واجه عمران خان احتجاجات بعد وصفه لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن بالشهيد، وتعرض لانتقادات لتعاطفه مع طالبان، مما جعل معارضيه يصفونه بـ"طالبان خان".

في التاسع من أبريل/نيسان 2022 صوت 174 نائبا في البرلمان الباكستاني من أصل 342 نائبا لصالح حجب الثقة عن حكومة عمران خان، في جلسة استمرت حوالي 14 ساعة، واستقال خلالها رئيس البرلمان ونائبه.

قام عمران خان بعدها بحل البرلمان ودعا إلى انتخابات مبكرة، في محاولة للحفاظ على منصبه، لكن المحكمة العليا أصدرت قرارا باعتبار التدابير التي اتخذها باطلة وتخالف الدستور، وأمرت الجمعية الوطنية بالانعقاد والتصويت على حجب الثقة.

وقد وجهت أكثر من 150 تهمة لعمران خان منذ الإطاحة بحكومته في أبريل/نيسان 2022. واعتقل في مايو/أيار 2023 لمدة 3 أيام على خلفية التحقيق في إحدى القضايا المتهم بها. وحدثت نتيجة ذلك صدامات واسعة بين أنصاره والشرطة أدت إلى سقوط 9 قتلى واعتقال أعداد كبيرة.

في مطلع أغسطس/آب 2023 صدر حكم من المحكمة الابتدائية بالعاصمة إسلام آباد ضد عمران خان يقضي بسجنه ثلاث سنوات بتهم فساد حيث يقول صك الاتهام إن خان تستر على أموال حصل عليها نتيجة بيعه لهدايا تلقاها وهو في منصبه.

وقد صدر الحكم عن القاضي همايون ديلوار متضمنا نص تهمة مفادها "وُجد مذنبا بارتكاب ممارسات فاسدة من خلال إخفاء الفوائد التي جناها عن الخزانة الوطنية عن قصد"، وقد تضمنت العقوبة أيضا المنع من مزاولة العمل السياسي 5 سنوات ودفع غرامة مالية قيمتها 350 دولارا.

إعلان

وقد بث عمران خان مقطعا مصورا قبل اعتقاله، نشره على منصة "إكس" (تويتر سابقا) دعا أنصاره ومؤيديه إلى الاحتجاج السلمي في جميع أنحاء البلاد وعدم السكوت على اعتقاله والتظاهر حتي إجراء انتخابات نزيهة.

وقدم محامو خان وحزبه "حركة إنصاف" طعنا بالحكم الصادر ضد موكلهم إلى المحكمة العليا. ويتعلق هذا الحكم بتحقيق قامت به لجنة الانتخابات التي وصلت إلى نتيجة مفادها أن عمران خان باع هدايا على نحو غير قانوني أثناء توليه منصب رئاسة الوزراء ما بين 2018-2022. وقُدرت قيمة الهدايا بـ635 ألف دولار. فيما نفى عمران كل التهم الموجهة إليه.

الوظائف والمسؤوليات

  • اختير قائدا لفريق الكريكيت الباكستاني عام 1982.
  • عين سفيرا لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).
  • عمل معلقا في مباريات لعبة الكريكيت بعد اعتزاله اللعب.
  • انتخب رئيسا لوزراء باكستان في 18 أغسطس/آب 2018.

الجوائز والإنجازات

  • يعد خان واحدا من بين 6 لاعبي كريكيت في العالم استطاعوا تحقيق التفوق في الثلاثي المتعدد المهارات بمباريات "الاختبار".
  • حصل على جائزة (The Cricket Society Wetherall) لمهاراته المتعددة في لعبة الكريكيت لعامي 1976 و1980.
  • حقق المنتخب الباكستاني تحت قيادة عمران في مباريات الاختبار 14 فوزا من أصل 48 مباراة عام 1982. وحقق 77 فوزا من أصل 139 مباراة في بطولات "اليوم الواحد العالمية".
  • كُرم بجائزة (Sussex Cricket Society of the Year) عام 1985.
  • حصل على الجائزة الباكستانية القيمة للمدنيين عام 1992 وهي ثاني أعلى جائزة مدنية.
  • أسس مركز أبحاث ومستشفى سرطان "شوكت خانوم التذكاري" الذي سمي على اسم والدته عام 1994، ويرتبط المركز بالبحث والتطوير في مجال السرطان والأمراض الأخرى ذات الصلة.
  • في الثامن من يوليو/تموز 2004 حصل على جائزة منجزات العمر في احتفال جوائز الجوهرة الآسيوية بلندن لكونه رمزا للعديد من المؤسسات الخيرية الدولية.
  • حصل على الجائزة الإنسانية في حفل توزيع جوائز الرياضة الآسيوية لعام 2007 لإنشائه أول مستشفى للسرطان في باكستان.
  • أسس عام 2008 كلية نامال في ميانوالي المنتسبة لجامعة برادفورد.
  • عام 2009 كان خان ضمن 55 لاعب كريكيت يدخلون قائمة مشاهير مجلس الكريكيت الدولي، وذلك في احتفال مئوية مجلس الكريكيت العالمي.
  • منحته الكلية الملكية للأطباء في إدنبرة زمالة فخرية، من أجل جهوده بعلاج السرطان في باكستان، وذلك عام 2012.
  • حصل على لقب "شخصية العام 2012" من قبل جمعية آسيا وأدرج في المرتبة الثالثة في "أفضل 9 قادة عالميين" من قبل شركة "غلوبال بوست" (Global Post).
  • شارك بمقالات افتتاحية في بعض الصحف البريطانية حول الكريكيت والشأن السياسي الباكستاني، ونشر 5 أعمال منها سيرة ذاتية بالاشتراك مع باتريك ميرفي.
  • نال لقب "زميل شرفي" من كلية كيبل في أكسفورد، وعين عميدا خامسا بجامعة برادفورد.
إعلان
المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية

إعلان